ليبيا: الجيش يقصف متطرفي درنة

«الزنتان» تتنصل من زيارة سرية للسفير الإيطالي

TT

ليبيا: الجيش يقصف متطرفي درنة

فيما تصاعدت نبرة العداء الشعبية للسياسة الإيطالية تجاه ليبيا، أعلن مجلس أعيان قبائل الزنتان أن الزيارة التي قام بها جوزيبي بيروني السفير الإيطالي مؤخراً للمدينة تمت بشكل سري ومن دون علمه.
وشن الجيش الوطني الليبي غارة ليلية على ما وصفه بـ«آخر مواقع للمتطرفين في جيوب بالمنطقة المدينة القديمة بوسط درنة في شرق البلاد، وذلك بالتزامن مع اشتباكات تخوضها قوات الجيش في مواجهة فلول الجماعات الإرهابية». وتحدثت مصادر عسكرية تابعة للجيش عن غارة جوية شنتها طائرة حربية، بينما أكدت حسابات مقربة للجماعات الإرهابية إصابة شخصين على الأقل خلال المواجهات الأخيرة بالمدينة.
وعززت قوات الجيش من تواجدها العسكري في المدينة قبل أيام، حيث انتشرت عناصر من اللواء 106 مجحفل والكتيبة 210 مشاة لمساندة قوات غرفة عمليات عمر المختار، التابعة للجيش، والمساعدة في ضبط الأمن بالمدينة والتصدي لما وصفته وكالة الأنباء الموالية للجيش بالتجاوزات والاعتداءات التي طالت بعض المواطنين وممتلكاتهم.
وكان ملف احتياجات المدينة على جدول أعمال الاجتماع الذي عقده، مساء أول من أمس، رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، مع عبد الله الثني رئيس الحكومة المؤقتة الموالية للمجلس. وقال مستشار إعلامي لصالح إنهما ناقشا التأكيد على دعم الأمن بمدينة درنة وتوفير ما يلزم لسكان المدينة من خلال الوزارات والهيئات والمؤسسات المختصة.
من جهة أخرى، أعلن مجلس أعيان قبائل الزنتان، في بيان له عدم السماح بتنقل السفراء الأجانب بين القبائل والمدن الليبية باعتباره انتقاصا للسيادة الوطنية، لافتاً إلى أن أعيان وقبائل الزنتان، ليسوا طرفا فيما دار في الزيارة، وأنها لا تمثل إلا الحاضرين فيها بصفتهم الشخصية، الذين قال إنهم وحدهم من يتحملون المسؤولية التاريخية والاجتماعية والقانونية المترتبة على ذلك. وأثارت تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها السفير الإيطالي حول سياسة بلاده في ليبيا لقناة محلية ليبية، ردود فعل كثيرة دفعت البعض إلى المطالبة بتنظيم مظاهرات حاشدة للمطالبة بطرده، احتجاجا على ما يصفونه بالتدخل الإيطالي في الشؤون الليبية.
وكان بيروني قد أكد في تصريحات تلفزيونية له على رفض بلاده إجراء انتخابات في ليبيا نهاية العام الجاري بأي ثمن ومهما كانت التكلفة، داعياً في المقابل إلى تهيئة ما وصفه بالظروف المناسبة لإجرائها. كما اعتبر أن هناك أطرافاً محلية في ليبيا لم يحدّدها، تسعى لإجراء الانتخابات بشكل سريع لتستولي على السلطة، قبل أن يقول إن الليبيين كذلك لا يريدون إجراء الانتخابات نهاية العام الجاري كي لا تجابه برفض نتائجها، على حد تعبيره.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.