«فتح» تسلم المطلوبين للسلطات اللبنانية

TT

«فتح» تسلم المطلوبين للسلطات اللبنانية

تسلم الجيش اللبناني من قوات الأمن الوطني الفلسطيني مطلوباً فلسطينياً للسلطات اللبنانية، وذلك من ضمن خطة لحركة فتح بتسليم المطلوبين للقضاء اللبناني بقضايا المخدرات وإلقاء القنابل، والتي أكدت أنها «ستواصل أداءها ودورها في السهر على حماية شعبنا وستعمل على ملاحقة جميع المتورطين في العبث بأمن مجتمعنا»، وذلك بالتنسيق التام مع الأمن اللبناني.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بأن قوات الأمن الوطني وحركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح، سلمت المطلوب للدولة اللبنانية المدعو أحمد حسن الهواري، بعدما سلم نفسه لمسؤول العلاقات لحركة فتح في لبنان. وقد تم تسليمه للارتباط الفلسطيني، وبدوره تولى مسؤول الارتباط الفلسطيني تسليمه إلى الجهات المعنية في مخابرات الجيش اللبناني.
وجاء تسليم المطلوب الهواري «غداة إعلان قيادة الجيش اللبناني أنه في إطار الجهود المبذولة والمتابعة من قبل مديرية المخابرات، أقدم الفلسطينيون، عبد الله أحمد كريم المتواجد داخل مخيم عين الحلوة، وطارق إبراهيم السعدي وحسن محمود فندي المتواجدان داخل مخيم الرشيدية، والمطلوبون بعدة مذكرات توقيف بجرائم تعاطي وتجارة المخدرات والأسلحة وإلقاء رمانات يدوية وإطلاق نار وزعزعة أمن المخيمات، على تسليم أنفسهم إلى المديرية المذكورة. وأشارت القيادة في بيان أول من أمس السبت إلى أن التحقيقات بوشرت بإشراف القضاء المختص.
وقال حركة «فتح» في بيان، أمس، إنه «بناء على توصيات الرئيس محمود عباس بضرورة حفظ أمن مخيماتنا محطتنا المؤقتة حتى العودة، وحفظ أمن الجوار اللبناني، ولما تمادى بعض تجار المخدرات والسموم، ومطلقي الرصاص والقنابل في إزعاج الآمنين، وفشلت كل محاولات حل هذه الظواهر بالتي هي أحسن، كان لزاماً على حركة فتح ومن باب حماية أمن الجماهير، أن تتحرك بما يمليه عليها ضميرها الثوري، وأخذت المبادرة بعد مشاورة كل الفصائل ورجال الدين، وبدأت بتسليم كل مطلوب للقضاء اللبناني بقضايا المخدرات وإلقاء القنابل»، مضيفة في بيان أنها «قامت حتى الآن بتسليم عدد منهم، وستستمر الحملة حتى القضاء على هذه الظواهر الشاذة في مخيماتنا مخيمات الصمود والتضحيات».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».