يواصل المكتب السياسي لحركة «حماس» اجتماعاته في قطاع غزة بحضور قيادات الخارج وممثلي الأسرى وكبار قادة مجلس الشورى، لمناقشة ملفات المصالحة والهدنة مع إسرائيل ضمن مقترحات عدة قدمت من قبل مصر ونيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن المتوقع أن تخرج اللقاءات بتوافق على غالبية ما تم طرحه لكن مع تقديم بعض التعديلات ونقلها إلى مصر والأمم المتحدة. ولفتت المصادر إلى أن «حماس» ستعقد اجتماعاً مع الفصائل الفلسطينية لإطلاعها على صورة ما طرح عليها بشأن الهدنة مع إسرائيل واتخاذ قرار بإجماع الفصائل، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن هدنة لا تقل عن خمسة أعوام.
وأشارت إلى أن الحركة أصبحت تعي أن هناك أطرافا دولية منها الإدارة الأميركية معنية بحل الوضع في غزة والتخفيف من الحصار. وبينت أن الحركة تسعى للضغط على الجميع لرفع الحصار كلياً وليس جزئياً.
وتحاول إسرائيل ربط قضية المفقودين من جنودها ومواطنيها الذين يعتقد أن بعضهم أسرى أحياء لدى «حماس»، بقضية رفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة تأهيل القطاع وتنميته اقتصاديا.
وأشارت قناة «ريشت كان» العبرية إلى خلافات داخل المجلس الوزاري المصغر «الكابينت» بشأن ربط قضية الجنود بقضية رفع الحصار عن غزة، ولفت إلى أن وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مصر على ربط القضيتين، فيما يرى البعض أنه لا حاجة لذلك وأنه يجب فصل قضية الأسرى.
وتسعى «حماس» باستمرار منذ بدء المحادثات معها إلى فصل قضية الأسرى عن الهدنة ورفع الحصار، فيما تطالب إسرائيل بوقف الطائرات الورقية الحارقة في مقابل إعادة فتح المعبر وتوسيع مساحة الصيد قبالة سواحل القطاع.
وتضغط إسرائيل منذ صباح أمس على الحركة باستئنافها استهداف مطلقي الطائرات الورقية الحارقة، إذ هاجمت طائرات استطلاع إسرائيلية بالصواريخ مجموعتين لشبان فلسطينيين وسط وشمال القطاع دون وقوع إصابات.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن الطائرات هاجمت مجموعتين أطلقتا طائرات ورقية حارقة محملة بقنابل مولوتوف تجاه الأراضي الإسرائيلية المحاذية لحدود قطاع غزة.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن أكثر من ست حرائق شبت في مناطق مجاورة لحدود القطاع بفعل طائرات ورقية حارقة أطلقها فلسطينيون من غزة.
وأغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم بشكل جزئي منذ أيام، وهو المعبر التجاري الوحيد للقطاع، وأوقفت إدخال الوقود والمحروقات والبضائع المختلفة واكتفت بالمواد الغذائية، والطبية عند الحاجة فقط، وذلك رداً على استمرار إطلاق تلك الطائرات الورقية الحارقة.
وتحاول إسرائيل بقوة أن تتوصل إلى اتفاق مع حماس عبر الوسطاء بما يضمن وقف المسيرات على الحدود ووقف الطائرات الحارقة، في مقابل تخفيف الحصار قبل الدخول في مراحل أخرى من الاتفاق الذي تعمل الأطراف على إبرامه، والذي يشمل صفقة بهدنة شاملة تضمن فيما بعد إقامة ميناء تحت إشراف دولي تزامناً مع مفاوضات تبادل أسرى.
وسيعقد المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي «الكابينت» اليوم الأحد، اجتماعا مهما لبحث المقترح المصري - الأممي للهدنة مع «حماس» بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي ألغى زيارة إلى كولومبيا لإتاحة الفرصة أمام المجلس الوزاري لتدارس ذاك المقترح.
ويتوقع أن تشهد الجلسة نقاشا صاخبا بين وزراء «الكابينت» وأجهزة الأمن والجيش، في ظل الخلافات المتباينة حول ربط قضية سلاح غزة بإعادة تأهيلها، أو رفع الحصار بقضية الجنود.
وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة بغزة عن وفاة فلسطيني متأثرا بجروحه التي أصيب بها أمس خلال المواجهات التي شهدتها حدود قطاع غزة. وقالت إن الطفل معاذ الصوري (15 عاما) توفي متأثرا بإصابته الحرجة التي تعرض لها أمس شرق مخيم البريج.
وشيعت جماهير فلسطينية جثماني الصوري، والشاب أحمد ياغي (25 عاما) الذي قتل الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة.
اجتماعات «حماس» في غزة على وقع هجمات إسرائيلية ضد مطلقي الطائرات الورقية
تل أبيب تبحث اليوم مقترح الهدنة المصري ـ الأممي
اجتماعات «حماس» في غزة على وقع هجمات إسرائيلية ضد مطلقي الطائرات الورقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة