طاجيكستان تنفي مسؤولية «داعش» عن هجوم إرهابي... وتلمّح إلى تورط إيراني

طاجيكستان تنفي مسؤولية «داعش» عن هجوم إرهابي... وتلمّح إلى تورط إيراني
TT

طاجيكستان تنفي مسؤولية «داعش» عن هجوم إرهابي... وتلمّح إلى تورط إيراني

طاجيكستان تنفي مسؤولية «داعش» عن هجوم إرهابي... وتلمّح إلى تورط إيراني

أكدت طاجيكستان أمس فرضية تعرض سياح أجانب الأحد الماضي إلى هجوم إرهابي منظم، بعدما كانت في وقت سابق أعلنت عن أنها تدرس عدة فرضيات وراء الحادث الذي أودى بحياة أربعة أجانب. لكن السلطات الأمنية الطاجيكية دحضت في الوقت ذاته، معطيات روج لها تنظيم داعش وتبنى من خلالها الهجوم، بينما وجهت أصابع الاتهام إلى أطراف في إيران. وأظهرت التحقيقات التي قامت بها السلطات الأمنية أن الحادث لم يكن مجرد هجوم بهدف السرقة أو حادث مروري وفق الفرضيتين اللتين برزتا في البداية. إذ دلت المعطيات على أن الهجوم جرى الإعداد له من جانب مجموعة إرهابية محلية تعمل على زعزعة الوضع في البلاد، وفقا لبيان أمني طاجيكي.
وأشارت النيابة العامة الطاجيكية في بيان، إلى أن «الهجوم الذي استهدف السياح الأجانب كان عملا إرهابيا»، موضحة أنه كان يهدف إلى «خلق مناخ من الخوف والذعر في المجتمع وإضعاف المكانة الدولية لجمهورية طاجيكستان». لكن النيابة العامة اعتبرت في الوقت ذاته أن التسجيل الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الحادث وتبنى من خلاله «داعش» الهجوم «هدف إلى صرف الأنظار عن منظمة إرهابية أخرى هي حزب (النهضة الإسلامي)، الجهة الرئيسية التي تقف وراء هذا الهجوم». وتبنى «داعش» الهجوم في وقت سابق عبر تسجيل فيديو لخمسة أفراد يشبهون المتهمين الذين نشرت السلطات الطاجيكية صورهم، وهم يعبرون عن ولائهم لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
بينما أكدت الداخلية الطاجيكية أن أحد مدبري الهجوم على السياح «تدرب في إيران»، في حين نفى حزب «النهضة الإسلامي» علاقته بالهجوم. وكانت دوشانبيه حظرت نشاط حزب النهضة في عام 2015، في قرار انتقده الغرب لكن السلطات الطاجيكية قالت إن لديها معطيات تؤكد وقوف التنظيم وراء سلسلة من محاولات زعزعة الأوضاع وتحدثت أكثر من مرة عن أن ناشطي الحزب تلقوا تدريبات في إيران وسوريا.
وجاء في بيان صدر عن الداخلية أنه تم تنفيذ الهجوم على السياح بقيادة عضو في هذا الحزب، هو حسين عبد الصمدوف (33 عاما) الذي ألقي القبض عليه واعترف بذلك. وحسب البيان، حصل عبد الصمدوف في إيران على «تدريب عقائدي وعسكري يهدف إلى القيام بأعمال تخريبية». وأوضح البيان أيضا أن هذا الشخص «توجه لهذا الهدف 4 مرات إلى مدينتي قم ومزندار (الإيرانيتين) بين عامي 2014 و2015».
من جانبها، نفت إيران اتهامات طاجيكستان. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن «جمهورية إيران الإسلامية تنفي أي علاقة لها بهذا الهجوم الإرهابي، وتنفي نفيا قاطعا أن لها أي قاعدة عسكرية لتدريب الإرهابيين داخل إيران». وأضاف: «ندين جميع الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء العالم، بما فيها الهجوم الأخير على السياح في طاجيكستان». وأسفرت التطورات عن توتر العلاقات بين طهران ودوشانبيه التي شهدت تدهورا في الشهور الأخيرة. واستدعت الخارجية الإيرانية الأربعاء سفير طاجيكستان في طهران احتجاجا على إطلاق المسؤولين الطاجيك، ما وصفته بالاتهامات الباطلة ضد إيران، بشأن هجوم استهدف سياحا أجانب على أراضيها. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أنه تم إبلاغ السفير بأن «إعطاء العنوان الخطأ سيؤدي لتشجيع الإرهابيين التكفيريين على ارتكاب أعمالهم العنيفة»، معتبرا أن «محاولات إيجاد التفرقة الطائفية والترويج لها من قبل بعض الجهات والشخصيات الدينية والإعلامية»، لا تحقق سوى التوتر وعدم الاستقرار وتصعيد العمليات الإرهابية في طاجيكستان. وأكدت الخارجية الإيرانية استعداد إيران لوضع «جميع خبراتها وإمكانياتها بتصرف أصدقائها لمواجهة التيار التكفيري المتطرف». لكن المعطيات الإيرانية قوبلت بتشكيك في طاجيكستان التي نشرت تسجيلات لجانب من التحقيقات مع أحد مدبري الهجوم أقر خلاله بحصوله على تدريبات في إيران.
وكان 7 سياح أجانب يقومون برحلة بالدراجات الهوائية في طريق بامير الشهير بطاجيكستان. وقامت سيارة بدهسهم ثم هاجمهم مسلحون كانوا داخل سيارة في منطقة دانغارا التي تبعد نحو 80 كيلومترا عن الحدود مع أفغانستان. وقتل في الهجوم أميركيان وسويسري وهولندي، وجرح سويسري وهولندي، وخرج فرنسي سالما. وبعدما تحدثت السلطات الطاجيكية في البداية عن أن وفاة السياح كانت نتيجة «حادث سير»، عادت وأعلنت أن المشتبه بهم «كانت بحوزتهم سكاكين وأسلحة نارية»، وأن أحد السياح جرح بسلاح أبيض.
وقالت شرطة طاجيكستان إن 4 مشتبهين، بينهم حسين عبد الصمدوف، أوقفوا حتى الآن، وقتل 4 آخرون في المواجهات خلال عمليات لقوات الأمن للعثور على المسؤولين عن الهجوم. وتبنى تنظيم داعش الهجوم في بيان باللغة العربية على موقعه الإلكتروني «أعماق». وصرحت وزارة الخارجية الأميركية بعد ذلك بأن الولايات المتحدة «لا تستطيع تأكيد مسؤولية تنظيم داعش عن هذا الاعتداء».


مقالات ذات صلة

«طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

تحليل إخباري يقف أعضاء «طالبان» التابعون لوزارة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في نقطة تفتيش على طول طريق على مشارف ولاية هرات... 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

«طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

بعد 3 سنوات على خروج الائتلاف الغربي من أفغانستان وسط فوضى عارمة مع سيطرة «طالبان» على كابل، باتت الحركة محاوراً غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

تحريك دعوى قضائية في ألمانيا ضد 3 مراهقين للاشتباه بإعدادهم لهجوم إرهابي إسلاموي

حرك الادعاء العام الألماني دعوى قضائية ضد 3 مراهقين من ولاية شمال الراين-ويستفاليا بتهمة الإعداد لهجوم إرهابي إسلاموي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف )
شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )

الأمين العام للأمم المتحدة يرفض أي اجتياح برّي للبنان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)
TT

الأمين العام للأمم المتحدة يرفض أي اجتياح برّي للبنان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

يرفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أي اجتياح برّي إسرائيلي للبنان، وفق ما أعلن الناطق باسمه اليوم (الاثنين)، في حين تواصل الدولة العبرية غاراتها الدامية على البلاد.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، للصحافيين: «لا نريد رؤية اجتياح برّي من أي نوع كان».

وأكد المتحدث أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان «يونيفيل» لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ «حزب الله» التي تستهدف إسرائيل.
وقال دوجاريك إن «قوات اليونيفيل تظل في مواقعها في المنطقة التابعة لمسؤولية البعثة، في حين أن شدة القتال تمنع تحركاتها وقدرتها على القيام بالمهام الموكلة إليها». وأضاف «نظرًا لشدة التراشق الصاروخي ... هم غير قادرين على القيام بدوريات».