مخاوف في إسرائيل من انعكاسات فشل التوصل إلى حلول مع الدروز بشأن قانون القومية

انسحب نتنياهو من جلسة عاصفة مع أعيانهم وضباطهم

TT

مخاوف في إسرائيل من انعكاسات فشل التوصل إلى حلول مع الدروز بشأن قانون القومية

فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع عقده مساء الخميس مع وجهاء الطائفة الدرزية في إسرائيل، في التوصل إلى اتفاق يضمن وثيقة مبادئ بشأن قانون القومية الذي أقر من قبل الكنيست مؤخراً، ووصف بـ«القانون العنصري» حتى من قبل جهات عدة داخل الدولة العبرية.
وعقد نتنياهو آخر اجتماع له مع وجهاء الطائفة الدرزية في مكتبه في القدس، بحضور الوزير الدرزي أيوب قرا والوزير باريف ليفين لمناقشة وثيقة مبادئ اقترحت من أطراف ووسطاء لحل الأزمة الناجمة عن قانون القومية. وتنص الوثيقة على إرساء المكانة القانونية للطائفة الدرزية نظرا إلى مساهمتها في الدفاع عن إسرائيل، كما تنص الوثيقة على دعم مؤسسات الطائفة والتجمعات السكانية الدرزية.
وأنهى نتنياهو الاجتماع بشكل مفاجئ، بعد أن وصف بعض الوجهاء الدروز دولة إسرائيل بـ«دولة تفرقة عنصرية». وقال نتنياهو عقب انتهاء الجلسة، إنه «لن يقبل أي مس بمكانة رئيس الحكومة والدولة، من شخص يصف إسرائيل بأنها دولة آبارتايد».
بينما نفى مقر النضال ضد قانون القومية والتابع للطائفة الدرزية، أن يكون تم ذكر كلمة «آبارتايد» في الجلسة. متهماً نتنياهو بإجراء «محاولة بائسة وغير ناجحة» للتفريق بين القيادة الدزرية، بغية عرقلة الاستعدادات للاعتصام الاحتجاجي على القانون، الذي سيقام ليلة السبت في «ميدان رابين» في تل أبيب.
وبحسب المقر، فإن نتنياهو طلب الاجتماع بالشيخ طريف ورؤساء السلطات المحلية الدرزية فقط، من دون الضباط الدروز المبادرين إلى الاعتصام الاحتجاجي، وعلى رأسهم أمل أسعد، إلا أنهم رفضوا ذلك وغادروا الغرفة متجهين إلى «ميدان رابين».
وكشف وهيب حبيش رئيس المجلس المحلي لقرية يركا الدرزية في الجليل شمال إسرائيل، الذي شارك في الجلسة المشحونة، أن نتنياهو أنهاها، بعد دقيقتين فقط، بعدما أدرك أن الدروز مصرون على موقفهم بتعديل القانون.
وقال: «سنحرص على أن يعدل القانون، ويعيش أطفالنا بفخر في دولة إسرائيل الديمقراطية، التي تحافظ على المساواة بين جميع مواطنيها».
وأعقب ذلك إقدام نشطاء من اليمين المتطرف في إسرائيل على نشر صور في وسائل التواصل الاجتماعي تشمل عبارات تحريضية ضد الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف. واحتوت إحداها على صورة لطريف ملصقة بصورة الزعيم النازي أدولف هتلر بدلا من الصورة الأساسية التي كانت تجمع هتلر مع المفتي الفلسطيني الحاج أمين الحسيني. فيما أظهرت صورة أخرى طريف وهو يرتدي زي ضابط نازي وعليها عبارات تدعو لقتله.
وفي سياق متصل، تهجم عدد من أبناء الطائفة الدرزية على عضو حزب الليكود الإسرائيلي آفي ديختر الذي بادر إلى سن قانون القومية خلال مشاركته في حفل توزيع منح دراسية على جنود مسرحين دروز. وقاطع ناشطان اثنان من أبناء الطائفة ديختر خلال الحفل، وقالا له: «اخجل». وتوجه الناشطان إلى الطلاب الدروز، وطالباهم برفض تسلم المنح.
وأوقفت الشرطة الإسرائيلية أمير خنيفس رئيس منتدى الدروز المناهض لقانون القومية بعد أن تهجم على ديختر ونعته بالنازي. قبل أن تطلق سراحه بعد عدة ساعات من التحقيق معه.
وانضم في الأيام الأخيرة جنود وضباط من البدو إلى احتجاجات الضباط الدروز، حيث ينظرون في وقف أداء خدمتهم العسكرية في الجيش الإسرائيلي إذا لم يتم تغيير قانون القومية. وقال أحد الضباط البدو إنهم يشعرون بأن «الدولة» (إسرائيل) قد تخلت عنهم بعد أن دافعوا عنها.
وفي غضون ذلك، دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، جميع قادة الجيش وجنوده إلى إبقاء المسائل السياسية الخلافية خارج المؤسسة العسكرية. وجدد الجنرال آيزنكوت الالتزام بالحفاظ على كرامة الإنسان بمعزل عن العرق والدين والجنسية.
عقد الجيش الإسرائيلي سلسلة من اللقاءات والمحادثات مع مجندين من الطائفة الدرزية، وسط مخاوف إسرائيلية من حالات تململ قد تتسرب إلى الجيش ضمن موجة تصاعد الاحتجاج على القانون.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.