التضخم في تركيا يسجّل أعلى مستوى منذ 14 عاماً

إسطنبول.
إسطنبول.
TT

التضخم في تركيا يسجّل أعلى مستوى منذ 14 عاماً

إسطنبول.
إسطنبول.

سعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى تهدئة المخاوف بشأن اقتصاد البلاد الذي أظهر مؤشرات سلبية في الفترة الأخيرة، مؤكداً أن تركيا ستواجه جميع التحديات الاقتصادية وستخرج منتصرة، في الوقت الذي ضرب التضخم رقماً قياسياً وصل إلى نحو 16 في المائة في يوليو (تموز) للمرة الأولى منذ أكثر من 14 عاماً.
وأعلن الرئيس إردوغان، أمس، عن الأهداف التي وضعتها حكومته للمائة يوم الأولى من عملها في ظل النظام الرئاسي الجديد، الذي عزز من سلطات إردوغان بشكل شبه مطلق. وقال إردوغان، إن الخطة تشمل تنفيذ 400 مشروع بقيمة 46 مليار ليرة (نحو 9 مليارات دولار) خلال الـ100 يوم الأولى، مشيراً إلى أن هذه المشروعات ستعطي «قوة دفع» للمرحلة المقبلة.
وأكد إردوغان على الأهمية التي توليها حكومته للصناعات الدفاعية، مشيراً إلى أن 48 مشروعاً من إجمالي المشروعات الـ400 تتعلق بهذه الصناعات. وأشار إلى أن حكومته لن تتخلى عن أهدافها في قطاع الصناعات الدفاعية مهما حدث.
بينما ذكرت هيئة الإحصاء التركية، أمس، أن معدل التضخم السنوي ارتفع من 15.39 في المائة في يونيو (حزيران) إلى 15.85 في المائة في يوليو الماضي. وكان المحللون الاقتصاديون يتوقعون أن يرتفع التضخم إلى 16.3 في المائة.
وكانت الحكومة التركية توقعت معدلاً للتضخم خلال العام الحالي بنسبة 14.64 في المائة. وتوقع البنك المركزي التركي منذ أيام أن يبلغ التضخم عام 2018 نسبة 13.4 في المائة بدلاً من توقعات البنك السابقة بأن يقتصر التضخم في هذا العام على 8.5 في المائة؛ ما تسبب في تراجع جديد لليرة التركية التي تعاني من خسائر منذ بداية العام الحالي بلغت أكثر من 25 في المائة من قيمتها.
وتعرضت الليرة التركية لضربة قوية على خلفية قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزيري العدل والداخلية بسبب قضية القس أندرو برانسون المعتقل منذ نحو عامين بسبب اتهامات بدعم الإرهاب ومحاولة الانقلاب والتجسس السياسي والعسكري في تركيا. وتعرضت الليرة التركية لخسائر جديدة فاقت 4 في المائة نتيجة هذا القرار وتراجعت إلى مستوى 5.1 ليرة مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى قياسي لليرة منذ أكثر من عقد كامل.
وفي سياق متصل، قال وزير المالية التركي، برات البيراق، إن العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده سيكون لها تأثير محدود على الاقتصاد التركي.
وقال، إن «أولوية تركيا تتمثل في حل القضية مع واشنطن، وهي حليف في الناتو، من خلال الحوار والدبلوماسية»، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على تأمين تمويل خارجي قصير ومتوسط المدى.
ولفت الوزير التركي إلى أن وزارته بدأت العمل مؤخراً في إطار خطط شاملة، من أجل انضباط الميزانية، ومكافحة التضخم، وتحقيق نمو مستدام على أرضية سليمة، في ضوء معطيات الاقتصاد الكلي الراهنة.
على صعيد آخر، أظهرت بيانات رسمية أن الصادرات التركية في النصف الأول من عام 2018، بلغت 82 ملياراً و222 مليوناً و861 ألف دولار، في حين بلغت في الفترة نفسها من العام الماضي 77 ملياراً و375 مليوناً و634 ألف دولار.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده ستعمل مع الهند لرفع حجم التجارة بينهما إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2020. وأضاف في تغريدة نشرها على «تويتر»، عقب لقائه مع نظيره الهندي، فيجاي كومار سينغ في سنغافورة، على هامش الاجتماع الـ51 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) أمس، أن الاستثمارات والتجارة بين تركيا والهند في تزايد، وحجم التجارة بينهما بلغ 6.9 مليار دولار العام الماضي.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.