مصر: اجتماع المندوبين الدائمين لبحث تطوير الجامعة العربية

البرلمان العربي يبدأ خطوات لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

TT

مصر: اجتماع المندوبين الدائمين لبحث تطوير الجامعة العربية

عُقدت أمس بمقر الجامعة العربية أعمال «اللجنة العربية مفتوحة العضوية» على مستوى المندوبين الدائمين، الخاصة بتطوير الجامعة العربية، وذلك برئاسة السفير أسامة نقلي، مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية.
وقال السفير فاضل جواد، الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون القانونية، إن الاجتماع عقد تنفيذا لقرار القمة العربية الأخيرة في مدينة الظهران السعودية، القاضي بتكليف اللجنة مفتوحة العضوية، التي تترأسها السعودية حاليا، لإعداد تقييم شامل حول ما تم إنجازه في ملف تطوير وتحديث جامعة الدول العربية، واستعراض ما تم إنجازه من قبل فرق العمل الأربعة المكلفة بتطوير وتحديث الجامعة العربية وأجهزتها.
وأوضح السفير في ختام الاجتماع أن كل فريق من الفرق الأربعة قدم تقريرا حول ما تم إنجازه حتى الآن، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على استئناف فرق العمل الأربعة لاجتماعاتها بقصد إنجاز ما تبقى من مهام فيما يخص عملية التطوير والتحديث لأجهزة الجامعة العربية. وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر للجنة قبل مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، المقرر في سبتمبر (أيلول) المقبل، وذلك للنظر فيما تم إنجازه من قبل فرق العمل الأربعة بهدف الوصول إلى توصيات يتم رفعها لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يرونه مناسباً.
في سياق آخر، بدأ البرلمان العربي تنفيذ المرحلة الأولى من خطة عمله لرفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، حيث قرر إيفاد وفد رفيع المستوى إلى برلمان عموم أفريقيا اليوم (الخميس). كما التقى رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهمي السلمي، وزير الدولة ورئيس مجلس الوزراء السوداني طارق توفيق، أمس لبحث سبل تنفيذ خطة البرلمان العربي، لرفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
وقال السلمي عقب اللقاء إنه تم إطلاع الوزير السوداني على خطة عمل البرلمان، المتعلقة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. موضحا أن البرلمان بدأ تنفيذ هذه الخطة، وأولى خطوات العمل في هذا الشأن، بإيفاد وفد رفيع المستوى من البرلمان العربي، برئاسة نائب رئيس البرلمان العربي، إلى جنوب أفريقيا مقر برلمان «عموم أفريقيا» بهدف إجراء مباحثات مع رئيسه لمناقشة موضوع رفع اسم السودان.
وأكد أن برلمان عموم أفريقيا «هو أحد شركائنا لتنفيذ هذه الخطة بما يحقق الأهداف المرجوة لها»، مشيرا إلى أنه سيتم توجيه رسالة مشتركة موقعة باسم رئيسي البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا لتوجيهها إلى رئيسي مجلس النواب والشيوخ الأميركي، ووزير خارجية أميركا.
وأضاف السلمي أن رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب هي قضية عمل جوهرية بالنسبة للبرلمان العربي، مشيرا إلى أن البرلمان العربي «يعمل بشكل موثق مع الجهات المسؤولة في السودان لتنفيذ هذه الخطة، وتحقيق الهدف الأسمى برفع اسم السودان من القائمة الأميركية، وهو حق طبيعي للأشقاء في السودان»، مشددا على أن السودان ظلمت كثيرا بوضع اسمها على هذه القائمة الأميركية، خاصة أن السودان رعى مؤخرا جهود المصالحة بين الفرقاء في دولة جنوب السودان، مشيرا إلى أن السودان يقوم بدوره في تحقيق السلام بجنوب السودان، وهذا ينفي اتهامه بالإرهاب.
من جانبه، قال توفيق في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان العربي، إن هناك جهودا أفريقية وعربية تتكامل في الوقت الراهن لرفع اسم السودان من هذه القائمة، مقدما الشكر لرئيس البرلمان العربي من طرف القيادة السودانية، ممثلة في النائب الأول رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء القومي ورئيس الهيئة التشريعية القومية إبراهيم أحمد عمر، مؤكدا أن تحرك البرلمان العربي «يعبر عن الأخوة الصادقة وروح الجامعة في جميع القضايا العربية، ومساندة السودان في هذه القضية».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.