اليونان تسعى إلى استعادة عمالتها المهاجرة وجذب الاستثمار الأجنبي

اليونان تسعى إلى استعادة عمالتها المهاجرة وجذب الاستثمار الأجنبي
TT

اليونان تسعى إلى استعادة عمالتها المهاجرة وجذب الاستثمار الأجنبي

اليونان تسعى إلى استعادة عمالتها المهاجرة وجذب الاستثمار الأجنبي

تسعى حكومة رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، لمحاولة استعادة جاذبية اليونان مجددا، سواء في عيون عمالتها المهاجرة التي غادرت البلاد خلال سنوات الأزمة، أو إغراء التدفقات الاستثمارية الأجنبية، للعودة بقوة إلى داخل أثينا خلال مرحلة التعافي.
وقالت الحكومة اليونانية إنها ستعمل على استعادة نحو 400 ألف يوناني من أصحاب الكفاءات وحاملي الشهادات العليا، ممن اضطروا إلى الهجرة إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة بسبب الأزمة الاقتصادية، وذلك للمساهمة في بناء بلدهم وتطويره.
وجاءت هجرة اليونانيين للخارج خلال السنوات الماضية، عندما تعرضت بلادهم كغيرها من دول العالم للأزمة المالية العالمية التي انفجرت عام 2008. ولكن معظم الدول الأوروبية تعافت تدريجيا من الأزمة، بينما تأخرت اليونان عن الركب، وكان السبب تورطها في مبالغ طائلة من الديون التي أنفقت كميات كبيرة منها بسبب الفساد وأخطاء الحكومات المتعاقبة.
ولم تتعاطف الدول الأوروبية والجهات الدائنة مع اليونان، رغمَ عُمقِ العلاقات بين الجانبين، فجميع الأموال التي تحصل عليها اليونان تحت مسمى مساعدات، هي قروض، وسوف تسددها أثينا أضعافا مضاعفة. ورغم الاحتجاجات الشديدة التي لجأ إليها اليونانيون بسبب الإجراءات التقشفية الصارمة، التي شملت زيادة الضرائب وخفض المرتبات والمعاشات وارتفاع الأسعار والبطالة والفقر، فقد ظل الموقف الأوروبي صارما، واضطرت حكومة تسيبراس اليونانية اليسارية، التي تخضع للمحاسبة محليا ودوليا تجاه الإصلاحات، إلى وضع استراتيجية عملية واضحة المعالم، والتزمت بتنفيذها تحت أعين المعارضة والدائنين واليونانيين المتربصين، ولكن - وبعد طول انتظار - أعلنت الحكومة أن الاقتصاد اليوناني قد تعافى وحقق نموا، وسوف يتم الخروج من عباءة مذكرات الدائنين بنهاية الشهر الجاري.
من جهة أخرى، قررت الحكومة اليونانية إصدار قانون جديد للإقامات، يمنح إقامة لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد للأجنبي وأسرته، وأطلقت الحكومة على هذا القرار اسم «غولدن فيزا»، حيث سيتمتع حامل هذه الإقامة بالتنقل والإقامة داخل دول الاتحاد الأوروبي.
وقامت الحكومة اليونانية بإرسال مشروع القانون إلى البرلمان للتصديق عليه؛ حيث من المقرر أن يتم العمل به ابتداء من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ويشترط القانون الجديد أن يقوم الأجنبي الراغب في الحصول على هذه الإقامة باستثمار مبلغ 400 ألف يورو، وذلك من خلال إيداع المبلغ المذكور في أحد البنوك اليونانية، أو شراء سندات حكومية بقيمة المبلغ، أو إنشاء شركة برأس مال 400 ألف يورو، أو شراء أسهم في شركة مقرها الرئيسي في اليونان بقيمة المبلغ.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».