إعادة هيكلة لأجهزة ومؤسسات مصرية في مستهل ولاية السيسي الثانية

TT

إعادة هيكلة لأجهزة ومؤسسات مصرية في مستهل ولاية السيسي الثانية

تشهد أجهزة ومؤسسات مصرية في الوقت الراهن تغييرات هيكلية كبيرة في قيادتها، مع انطلاق ولاية ثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، في يونيو (حزيران) الماضي. فبينما أدى المستشار حنفي علي جبالي، اليمين، أمس، رئيسا للمحكمة الدستورية العليا، تقرر تعيين محسن حلمي، رئيسا تنفيذيا للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، بالتزامن مع تغييرات واسعة في قيادات وزارة الداخلية، وترقب لحركة كبيرة بين المحافظين خلال الأيام المقبلة.
وقالت سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس السابق عدلي منصور، لـ«الشرق الأوسط»: «التغييرات، التي بدأت بتشكيل حكومة جديدة قبل نحو شهر، تأتي لاختلاف أهداف ولاية السيسي الثانية، عن سابقتها التي كرس فيها اهتمامه بتثبيت أركان الدولة واستعادة أمنها، فيما تتطلب المرحلة الجديدة قيادات برؤية مختلفة للبناء والتنمية»، مضيفة: «تغيير القيادات التنفيذية في بداية ولاية جديدة لرئيس الجمهورية، أمر معتاد في الديمقراطيات الكبرى».
وأدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطلع يونيو الماضي أمام البرلمان، اليمين القانونية، لولاية رئاسية ثانية مدتها 4 سنوات، بعد فوزه بأغلبية ساحقة في الانتخابات، بنسبة بلغت 97 في المائة من الأصوات. وفي خطابه الأول، تعهد بتحقيق تنمية سياسية حقيقية للدولة المصرية، والاهتمام بملفي الصحة والتعليم، وإطلاق حزمة من المشروعات القومية العملاقة.
عقب ذلك أجرى عدة تغييرات في فريقه، بدأت بتكليف حكومة جديدة برئاسة مصطفى مدبولي، تضمنت تعيين 12 وزيرا جديدا بينهم وزراء الدفاع والداخلية والمالية، وحازت بثقة البرلمان الأسبوع الماضي. فيما تم تعين السيسي اللواء محسن محمود علي عبد النبي مديرا لمكتبه، خلفا للواء عباس كامل، الذي تولى بدوره رئاسة جهاز المخابرات العامة، واللواء ناصر فهمي في منصب نائب رئيس الجهاز.
وعين السيسي الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع السابق، مساعدا له لشؤون الدفاع، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية السابق مساعدا لشؤون مكافحة الإرهاب، في حين تولى شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق، منصب مساعد رئيس الجمهورية لشؤون المشروعات القومية.
وشهد الرئيس السيسي أمس أداء حلف اليمين للمستشار حنفي علي جبالي رئيساً للمحكمة الدستورية العليا. وأكد السيسي خلال اجتماعه مع المستشار جبالي أهمية دور المحكمة الدستورية في الحفاظ على النظام القانوني والدستوري باعتبارها الحارس على أحكام الدستور، مشدداً على دعم مختلف أجهزة الدولة للمحكمة الدستورية في أداء مهامها على الوجه الأكمل.
ومنح الرئيس السيسي وسام الجمهورية من الطبقة الأولى للمستشار عبد الوهاب حسن عبد الوهاب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، معربا عن تقديره لما بذله من جهد وتفان في إنفاذ القانون وحماية العدالة.
وفي السياق ذاته، اعتمد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، مساء أول من أمس، حركة تنقلات واسعة بين ضباط الشرطة. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «الحركة استهدفت ضخ دماء جديدة، لتنفيذ استراتيجية أمنية تتضمن تطوير مفهوم الردع للعناصر الإرهابية من خلال تكثيف الضربات الاستباقية».
وأوضحت أن «سياسات واستراتيجيات الوزير الجديد، تعتمد على تضييق الخناق على عناصر الجماعات المتطرفة وضبطها أولا، والمشاركة الفعالة لدفع مشروعات التنمية الاقتصادية بالبلاد».
تضمنت التغييرات، ندب اللواء إيهاب فرحات لمنصب مساعد الوزير لمنطقة غرب الدلتا، واللواء مصطفى شحاتة غويل، مساعد الوزير مدير أمن الجيزة، واللواء أحمد عتمان، مساعد الوزير لمنطقة وسط الدلتا، واللواء جمال عبد الباري، مساعد الوزير لقطاع الأمن، واللواء أمجد عبد الفتاح، مساعد الوزير لمنطقة القناة، واللواء محمد منصور مساعد الوزير مدير أمن القاهرة، واللواء أحمد إسكندر، مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزي، واللواء علاء الدين سليم، مساعد الوزير لقطاع الأمن العام، واللواء أحمد أبو عقيل مدير أمن جنوب سيناء، وغيرهم.
وقالت المصادر إنه من المنتظر الإعلان عن حركة للمحافظين خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جهته، أصدر مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، قرارا بتعيين محسن عادل حلمي، رئيسا تنفيذيا للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، لمدة عام.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.