يهربون من الموت إلى الموت، هذا هو حال الأطفال اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا هرباً من الأوضاع السيئة، ليجدوا أمامهم جحيم تنظيم داعش الإرهابي، الذي يراهن عليهم، للعمل كجواسيس في المخيمات.
وقال مركز الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في دراسة جديدة له أمس، إن «(داعش) يحاول استغلال الأزمات الإنسانية لصالحه، فهو يوظف أزمة اللاجئين في تجنيد أكبر عدد منهم، مستغلاً في ذلك حالتهم الاقتصادية المتدهورة نتيجة للصراعات والحروب التي خرجوا منها». مشيراً إلى أن «داعش» استغل أزمة اللاجئين لتهريب خلايا إرهابية من سوريا إلى الدول الأوروبية، ووفر التنظيم لهم مخيمات للتدريب تابعة له قريبة من دول الاتحاد الأوروبي، وفي البلقان على غرار القوات الخاصة، من أجل تدريب من ينضم إليه من اللاجئين على القيام بعمليات إرهابية، مضيفاً أنه يمكن لتلك المجموعات أن تستهدف اللاجئين الحقيقيين الذين فروا إلى أوروبا وتجنيدهم وتحويلهم إلى عناصر تابعة للتنظيم، بسبب حالة اليأس وخيبة الأمل التي أصيبوا بها خلال الحرب ورحلة اللجوء.
ويرى مراقبون، أن تنظيم داعش الإرهابي يستهدف معسكرات اللاجئين، كما عمد منذ ظهوره عام 2014 إلى تهجير عدد كبير من المواطنين العراقيين ليستفيد من هذه الأزمة لاحقا. مؤكدين أن «داعش» الإرهابي يستغل زيادة أعداد اللاجئين ليسهل على أفراد التنظيم دخول الاتحاد الأوروبي متخفين في وسطهم.
وأوضحت الدراسة المصرية أيضاً أن تنظيم داعش يعمل على استغلال مخيمات اللجوء التي تقيمها بعض الدول للاجئين على أراضيها في تجنيد عناصر تابعة له، سواء كانت من خلال المخيمات الإنسانية أو طرق الهجرة إلى الدول الأوروبية أو الدول التي يكثر فيها اللاجئون، كما أنه يستغل سوء الأوضاع في بعض مخيمات اللجوء ويحاول إغواء الأهالي بضم أطفالهم إلى التنظيم في مقابل حوافز مادية، وغالباً ما يستخدم التنظيم الأطفال كجواسيس بين اللاجئين وفي مناطق سيطرته.
وكشفت دراسة مرصد الإفتاء عن أن التنظيم يتعاون مع عصابات التهريب والاتجار بالبشر لمده بالشباب الفارين من الصراعات في أفريقيا، إضافة إلى محاولاته الحثيثة لإقناع الشباب بالانضمام إلى التنظيم والهجرة إلى أوروبا. وأوضحت الدراسة أن «داعش» يستفيد من كون اللاجئين أشخاصاً غير معروفين لدى أجهزة الأمن ليدس عناصره بينهم دون أن يكون لأي منهم معلومات مسبقة أو سجل إرهابي حول طبيعة نشاط هذه الخلايا المتناهية الصغر المندسة بين اللاجئين.
وأكدت الدراسة أهمية وضع حلول جذرية للصراعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتقديم يد العون والدعم للدول التي تواجه تلك التنظيمات الإرهابية، ومساعدتها في الانتصار في معركتها، إضافة إلى تجفيف منابع الإرهاب والتطرف عبر وقف الدعم الكبير والمستمر من عدد من الدول والحكومات لتلك التنظيمات الإرهابية.
من جانبه، قال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر أمس، إن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، يقوم بدور كبير في مواجهة الفكر المتطرف وتفكيكه عن طريق عملية الرصد التي تتم على مدار 24 ساعة لكل الفتاوى والآراء المتطرفة، ثم تحليلها والرد عليها بمنهجية علمية، حيث أصدر المرصد حتى الآن ما يزيد على 180 تقريراً في موضوعات مختلفة.
واستعرض علام خلال لقائه الدكتور ماجد بن علي النعيمي، وزير التربية والتعليم البحريني، بمقر دار الإفتاء بوسط القاهرة أمس، ما تقدمه من خدمات ومجهودات لطالبي الفتوى من مصر ومختلف دول العالم، حيث تجيب عن الفتاوى بـ12 لغة مختلفة.
«داعش» يراهن على «أطفال اللاجئين» ويستغلهم كجواسيس في المخيمات
«مرصد الإفتاء» بمصر قال إنه يغريهم بالمال... وهرّب خلايا إرهابية من سوريا لأوروبا
«داعش» يراهن على «أطفال اللاجئين» ويستغلهم كجواسيس في المخيمات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة