130 تشكيلياً يطرقون أبواب الإبداع في معرض «رؤى عربية»

فنانون من 8 دول يجتمعون في القاهرة... والمشهد السعودي حاضر

رسم للفنانة ريهام علي
رسم للفنانة ريهام علي
TT

130 تشكيلياً يطرقون أبواب الإبداع في معرض «رؤى عربية»

رسم للفنانة ريهام علي
رسم للفنانة ريهام علي

«الفنون التشكيلية تتيح للفنانين التعبير عن هوياتهم وشخصياتهم، كما أنها نقطة التقاء بين الأجيال والثقافات»، هذا ما يدركه الزائر للمعرض الدولي «رؤى عربية»، الذي يجمع مشاركين من 8 دول، تحت سقف قاعة «الأهرام للفنون» بالقاهرة.
المعرض، الذي تنظمه مجموعة «كاريزما للفنون»، جمع 130 فناناً وفنانة، بينهم الرواد والهواة والطلبة، مما جعل منه مظاهرة فنية تهدف إلى نقل التجارب الفنية للأجيال الجديدة، بجانب التمثيل الصادق لحركة الإبداع العربي في دول السعودية وسوريا واليمن والمغرب والجزائر وتونس والأردن إلى جانب مصر، عبر 150 عملاً فنياً.
يقول الفنان التشكيلي أحمد جمال، منسق المعرض، وأحد مؤسسي مجموعة «كاريزما» لـ«الشرق الأوسط»: «المعرض يعد الثاني لنا، بعد أن نظمنا نسخته الأولى مطلع العام الجاري، والتي كانت بمشاركة فنانين من مصر والسعودية فقط، لذا حرصنا على التوسع خلال الدورة الجديدة، وهو ما تمكنّا منه بوجود حشد من الفنانين العرب قدموا حصيلة فنية زاخرة، حيث يحتوي المعرض على عدد كبير من الأعمال الفنية من مختلف الإبداعات الفنية، منها الرسم بالزيت، والتصوير الفوتوغرافي، والرسم بالفحم، والأعمال النحتية، والخزف، والبورتريه، وغيرها».
ويلفت جمال إلى ما يهدف إليه المعرض من تجميع الثقافات بين الدول، وتبادل الرؤى الفنية، ونقل تجارب الفن إلى الأجيال الجديدة، وهي الأهداف التي -وفق تأكيده- لاقت استحسان الفنانين المشاركين، وردود فعل إيجابية من الجمهور الزائر للمعرض.
بدورها، تؤكد الفنانة ميساء مصطفى، من منسقي المعرض، أهمية التبادل الثقافي العربي، لافتة إلى أن التجمعات الفنية في مجموعة «كاريزما للفنون» تأتي بهدف دعم فناني الوطن العربي للارتقاء بالمحتوى التشكيلي بجميع مجالاته، والوقوف على الجديد فيه.
وتضرب ميساء مصطفى مثالاً على كلامها بالمشهد التشكيلي السعودي، الحاضر بقوة خلال المعرض عبر مشاركة 30 فناناً من المملكة، قائلة: «الفن التشكيلي السعودي في ازدهار، حيث يمكن التعرف عليه من بين اللوحات، عبر ما تعكسه من ثقافة تشكيلية تترجم بالألوان القوية والأسلوب المتميز والخطوط الواضحة والأفكار التي تعتمد على الثقافة الشخصية للفنان».
من بين الفنانين السعوديين في المعرض، يقول الفنان الشاب عبد الله الكعبي، لـ«الشرق الأوسط»: «مشاركتي في (رؤى عربية) هي الأولى لي خارج المملكة، وهو برأيي تظاهرة فنية ناجحة للغاية لأنها تجمع عشرات المبدعين، وهو ما أكسبني خبرات جديدة، حيث تعرفت عن قرب على أنواع كثيرة من الفن التشكيلي، وأفادني في كيفية التعامل مع أفكار بعينها وترجمتها فنياً».
ويضيف أن مشاركته بالمعرض جاءت عبر لوحة تجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إشارة إلى تاريخ المملكة، والتطور والتنمية التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي.
ومن مصر، تثمّن الفنانة دعاء محمود، هذا الوجود العربي بالمعرض، قائلة: «هذه الفعاليات الجماعية تسمح لنا بالتعرف على الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى طرح أعمالنا على الآخرين، وهو ما أفادني بشكل عملي من خلال نقد لوحتي التي أشارك بها».
وتوضح أن لوحتها عبارة عن «بورتريه» لفتاة، استخدمت في رسمه الفرشاة مع الأصابع، لإعطاء تأثيرات بعينها وإيصال مشاعر هذه الفتاة، فمن خلال انعكاس الضوء عليها نجد شعوراً بالأمل، لكنها لا تستطيع الوصول إليه.



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.