الاحتفاء بـ {مغاربة العالم} بمناسبة عيد الجلوس

نظمت الوزارة المكلفة المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، مساء أول من أمس الأحد في منتجع الصخيرات (ضواحي الرباط)، لقاء تواصليا مع 124 مشاركاً، من ممثلي مغاربة العالم، من 68 بلدا، وذلك احتفاء بهم بمناسبة احتفالات الذكرى الـ19 لعيد الجلوس.
وقال عبد الكريم بن عتيق، الوزير المكلف المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، إن المملكة المغربية تعد من بين الدول السباقة لمقاربة الممارسة الدينية في دول المهجر، بفضل مسار طويل قطعته، من خلال الاهتمام بتدبير المساجد فيها منذ 60 سنة، وهو ما يبرز أن المدرسة المغربية نموذجية في التعاطي مع المسألة الدينية.
وأشار بن عتيق إلى أن الجالية المغربية في بلدان الاستقبال تعد الأكثر نموذجية من بين باقي الجاليات، تبعا لتصريحات مسؤولين أجانب، أقروا فيها بأن المغاربة مثال للسلوك والعطاء والتعايش واحترام معتقدات الآخر.
وتناول بن عتيق خلال الحديث مسألة ترويج أطروحات في المجال الإعلامي تشمل استعمال المهاجرين الأجانب والدين كأوراق مربحة انتخابيا، قائلاً: «لقد آن الأوان لتغيير المفاهيم حول هذه الأوراق العابرة، والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية». وبخصوص البعد الأفريقي ورهانات التنمية الشاملة التي يطرحها، قال بن عتيق إن العراقيل التي تواجه تطورها يجب تجاوزها بمشروع تنموي كبير، خصوصا أنها مليئة بالخيرات وبها رأسمال بشري مهم.
وبشأن قضية الصحراء، قال بن عتيق إن المغرب يصارع دوما كل التشويشات بالحجة والتاريخ والإجماع وراء عاهل البلاد، مشيراً إلى أن المغرب قوي بجنوبه وشماله ووسطه. مشيراً إلى أنه إذا جرى اقتطاع من امتداده الجنوبي، سيكون مشروعا مجتمعيا ناقصا، حسب تعبير بن عتيق. بدوره، قال خالد الشكراوي، المتخصص في الشؤون الأفريقية والعلاقات الدولية، في معرض حديثه عن سياسة التعاون جنوب - جنوب التي ينتهجها المغرب مع شركائه الأفارقة، إن سياسة المغرب تجاه أفريقيا ليست جديدة، مشيراً إلى أن الجديد هو المنهج والتوجهات، بوجود علاقات ممتدة عبر الزمن، لم تنقطع إلا في المرحلة الاستعمارية، لأن إسبانيا وفرنسا لم يكن في مصلحتهما دوام هذا الأمر.
وقال الشكراوي إن أفريقيا تعاني أساساً من الصور النمطية المتمثلة في الفقر والجفاف والأوبئة والأوضاع المضطربة، بيد أنه يجري إغفال الأمور الإيجابية ومنها بروز جيل جديد من الحكام والسياسيين وحضور قوي للمجتمع المدني، أفريقيا قد تصل إلى ربع إنتاج الغاز والبترول مستقبلا، تملك ما يزيد عن 17 في المائة من احتياطي الذهب العالمي، وثالث احتياطي للنحاس، و90 في المائة من المعادن الاستراتيجية المستعملة في الصناعات الفائقة الدقة، إضافة إلى أن ربع سكان العالم من الشباب سيتوحدون بها سنة 2050، حينما تكون أوروبا هرمة وتعاني من الشيخوخة».