تحزم التشكيلية السعودية «هنوف محمد» لوحاتها الأربع من مدينة الضباب «لندن» إلى حيث تستقر على أحد أهم جدران متاحف فن العالم «اللوفر» في باريس، بعد رحلة طويلة قضتها «هنوف» طالبة الدراسات العليا في بريطانيا مع الألوان منذ السادسة من عمرها، كبرت ونمت بالرسم، وكانت الريشة والألوان مخرجها الأوحد وصوتها الأعلى في فضاء التعبير الحر دون قيود.
وساهمت نشأة «هنوف محمد» في العاصمة السعودية الرياض، مع فترة دراستها في بريطانيا تخصص «الأدب الإنجليزي الحديث» في تأطير أفق ذائقتها، وقالت: «وجودي في لندن التي تعد من أهم العواصم الثقافية في العالم، أتاح لي التعمق في مشهدها الفني ومتابعة المعارض الفنية التي تقام لأهم الفنانين بشكل دوري»، وأبقى هذا التنوع التضاريس والثقافة للوحاتها في حالة مخاض دائم، متخذة من تكعيبية بيكاسو وسريالية دالي وتعبيرية نولده نوافذ تضيء لها نفق طريق الفنان الشاق، ما دفع السعودية «هنوف محمد»، إلى اعتلاء منصات المعارض الدولية، بلوحاتها من الفن التعبيري، متجاوزة حواجز التهكم والتحطيم دون هوادة.
وأشارت هنوف محمد في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها «تعرضت لكثير من السخرية أيام الدراسة، بسبب إعلان رغبتي بأن أكون (رسامة)، وأن ذلك الحلم ليس (واقعياً)، ويجب عليّ الالتفات لأمور واقعية أهم، والبعض الآخر تهكم على طريقتي الغريبة في الرسم، ربما لأنها جديدة على المشهد الفني العربي والسعودي خصوصا. تعرضت لعوائق كثيرة خصوصا عندما أردت في بداياتي عرض لوحاتي في السعودية، ولم تتجاوب معي أي صالة عرض». وتؤكد «هنوف محمد» أن أسرتها هي من أشعلت جذوة نار شغفها بالرسم في طفولتها، وذلك باهتمامهم بشكل كبير بموهبتها وتوفير البيئة المناسبة والدعم اللازم، وكانت أعمال فان جوخ أول الأعمال الفنية التي اكتشفتها في طفولتها، وكانت مأخوذة بطريقته الفريدة في استخدام الألوان والخطوط، حتى باتت لوحاتها غالبا ما تحوي موضوعات وأفكارا فلسفية وجودية تتناول صراع الإنسان الداخلي مع نفسه والمجتمع.
وتذكر هنوف محمد: «جميع لوحاتي تعكس قصة من قصص حياتي، لكن هناك لوحة رسمتها كمشروع أثناء دراستي الماجستير بعنوان (وتستمر الحكاية) كانت عبارة عن قصة قصيرة حقيقية، قمت برسم كلمات القصة متداخلة مع الرسومات، أما عن اللوحة الأكثر أثرا في نفسي فهي لوحة (المُطارَد)، وذلك لأنني رسمتها في حالة نفسية سيئة، وساعدني العمل عليها في التقليل من الألم النفسي، وهذا ما يفسر ما تعكسه نظرة الفرد الشخصية وحالته النفسية إلى لوحاتي فالبعض يشعر بحزن غامض والبعض بسلام وبهجة وآخرون يشعرون بصدمة ونفور وتوتر كبير، أما عن وصفها بالجريئة فالجرأة هي وصف نسبي يعتمد على عقلية المتلقي، وما يراه شخص ما جريئا قد يكون لشخص آخر طبيعيا ومألوفا». وترى «هنوف محمد» أن الواقع الفني السعودي اليوم يلمع بعدد هائل جدا من الفنانين الرائعين من مختلف المدارس الفنية، وهي على يقين بأنهم سيحدثون نقلة كبيرة في المشهد الفني السعودي مستقبلا حسب تعبيرها. وتتجه بوصلة «هنوف محمد» أخيرا إلى باريس وإحدى قاعات «اللوفر» تحديدا مشارِكة بأربع لوحات، هي «ولادة البشرية»، و«المدينة السعيدة»، و«زوار من القمر»، و«الوصول إلى القمة» في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بعد عدة معارض أقامتها في مانشستر، ومعرض أوكسفورد العالمي للفنون، خلال السنوات الأخيرة.
7:57 دقيقة
بعد لندن... رحال التشكيلية السعودية هنوف محمد تحط في «لوفر» باريس
https://aawsat.com/home/article/1347261/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86-%D8%B1%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%86%D9%88%D9%81-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D9%84%D9%88%D9%81%D8%B1%C2%BB-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3
بعد لندن... رحال التشكيلية السعودية هنوف محمد تحط في «لوفر» باريس
أبرز لوحاتها «ولادة البشرية» و«المدينة السعيدة» و«زوار من القمر»
- جدة: عائشة جعفري
- جدة: عائشة جعفري
بعد لندن... رحال التشكيلية السعودية هنوف محمد تحط في «لوفر» باريس
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة