آلة مشي كهربائية... بدل مكتب العمل

تمثل آلة مشي مكتبية لإحدى العاملات الأميركيات في ميدان الإعلام، فرصة ثمينة لأنها لا تستطيع البقاء جالسة طوال الوقت، وتشعر بالتوتر والتململ عندما تجلس طويلاً. وتزن هذه الأداة نحو 51 كلغم.
وتقول نيلي بولز من سان فرانسيسكو إنها تستخدم مكتباً قابلاً للوقوف منذ أن عملت في أوّل وظيفة لها بعد تخرّجها في الجامعة عام 2010. ولكنها اشترت آلة للمشي تسمى «ذا لايف سبان the LifeSpan TR1200 TR120» وأصبحت حياتها «مثالية».
توضع آلة المشي هذه أسفل مكتبها، وهي تسير عليها بسرعة 2.4 كلم تقريباً عادةً في الساعة، أو 1.6 كلم في الساعة في حال كانت تؤدي عملاً يتطلّب تركيزاً. ويمكنها أن تسير عليها ما يقارب 3.2 كلم في الساعة في حال كانت تشعر بالنشاط أو كانت تُجري مكالمة هاتفية طويلة. أمّا في حال كانت تعمل في الاختزال أو تقوم بأي شيء لا يتطلّب اتخاذ الكثير من القرارات، يمكنها أن تسير عليها بسرعة تقارب 4 كلم في الساعة، وهذا هو الحدّ الأقصى... وهكذا تمارس عملها طوال اليوم.
وعن كيفية تفاعل زملائها مع هذا الأمر، تقول: «إنهم أضحوا أمام الأمر الواقع وبعضهم تحدث بسخرية. إلا أن مساحة المكتب شاسعة وهو مقسم إلى مكاتب صغيرة وفردية».
وتختص بولز بتغطية أخبار الكثير من الاتجاهات التقنية الموجودة في «سيليكون فالي» كالدراجات الإلكترونية، والألعاب الافتراضية، والأحذية الصوفية. أيٌّ من هذه الاتجاهات تعتقدين أنه سيستمر؟ «أعتقد أنها الأحذية الصوفية. سأستمر في تطويرها لأن سوقها حققت عبر الإنترنت حجماً أكبر بكثير من المتوقع...
أمّا المركبات الكهربائية التي تستخدم في المدن، فقد وُجدت لتبقى. وفي ما يتعلّق بالحجم، أصبح عنصر الشكل في الدراجة الكهربائية (كبيرة، مع دواسات) أقلّ أهمية مع تراجع سعر البطاريات التي تستخدم لشحنها وتحسّن نوعيتها. فالدراجات البخارية مثلاً خفيفة الوزن ومرحة، وتبدو ظريفة أيضاً». وتذهب بعض الاتجاهات التقنية (الواقع الافتراضي، والعملة الرقمية) أحياناً إلى حدّ المبالغة في التصميم. ولكنّ هذه المبالغة هي العنصر المتميز في ثقافة «سيليكون فالي»: الحيوية المطلقة والعفوية.
وللتقليل من إدمانها على الأجهزة الإلكترونية أقدمت على تحويل شاشته إلى «الوضع الرمادي»، لأنها تمنحها شعوراً بالسيطرة على شيء تشعر أنه يتمتع بقوة كبيرة، وهي حالة يومية مرضية بالنسبة إليها. لقد صُممت هذه الهواتف لتبدو وتعمل كماكينات الحظ: تبهر الإنسان بالألوان الجميلة والأصوات الصغيرة المرحة والحيوية، ويمكن الاستمتاع ببعض هذا السحر أحياناً. كما حوّلت شاشة كومبيوترها إلى «الوضع الرمادي» أيضاً.