قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، «إن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي تشكل نموذجا للنضال الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة».
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس للفتاة الفلسطينية (17 عاما) عقب خروجها اليوم (الأحد)، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، مع والدتها ناريمان، عقب الإفراج عنهما.
وأكد الرئيس أن «نموذج المقاومة الشعبية السلمية الذي سطرته عهد وأهالي قرية النبي صالح وجميع القرى والمدن الفلسطينية، يثبت للعالم أن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه ومتمسكا بثوابته، ومدافعا عنها مهما بلغ حجم التضحيات»، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
ومن جهتها، أشادت التميمي بجهود الرئيس الفلسطيني، ومتابعته الكاملة لأوضاعها، ودعمه الكامل لعائلتها.
وفي مؤتمر صحافي بقرية النبي صالح، عصر الأحد، أعلنت التميمي أنها نجحت في استكمال دراستها الثانوية بالسجن رغم الضغوط الإسرائيلية، وقالت «نجحنا في تحويل السجن إلى مدرسة».
كما أكدت التميمي أن «القدس كانت وستظل العاصمة الأبدية لفلسطين»، داعيةً إلى ملاحقة إسرائيل بسبب «جرائم الحرب» التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وأضافت الفتاة الفلسطينية «صوتنا وصل إلى العالم، ويجب مواصلة الحملات لدعم بقية الأسرى». وتابعت إنها ستدرس القانون «لإيصال القضية الفلسطينية إلى المحافل الفلسطينية».
وكانت التميمي قد صرحت في وقت مبكر من صباح اليوم (الأحد) عقب الإفراج عنها، بأن «المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال»، في كلمة مقتضبة للإعلام، موجهة الشكر لكل من وقف معها في أزمتها.
وأفرجت السلطات الإسرائيلية عن التميمي ووالدتها ناريمان اليوم بعد أن قضيتا ثمانية أشهر رهن الاعتقال.
وأصبحت التميمي رمزا للمقاومة الفلسطينية بعد انتشار مقطع فيديو لها وهي تصفع جنديا إسرائيليا نهاية العام الماضي. وجرى توقيف التميمي بعد ذلك بفترة وجيزة. وتم لاحقا التوصل إلى اتفاق تضمن الحكم عليها بالسجن ثمانية أشهر من بينها الفترة التي قضتها فعليا رهن الاحتجاز.
وواجهت الفلسطينية 12 تهمة منها الاعتداء الجسيم. وفي مارس (آذار) أقرت بالذنب مقابل تخفيف الاتهام إلى الاعتداء.
وتجمع عشرات الفلسطينيين اليوم لاستقبال عهد ووالدتها لدى خروجهما من سجن «الشارون» الإسرائيلي بسيارة جيب عسكرية، ولكن السيارة لم تتوقف عند الحاجز إلا بعد مرور بعض من الوقت.
ويصف الفلسطينيون الفتاة بأنها رمز للمقاومة.
وأثارت قضيتها موجة من الانتقادات الدولية ضد إسرائيل كما أعادت مجددا إلى دائرة الضوء معاملة الشباب الفلسطيني في المحاكم العسكرية الإسرائيلية.
وكانت دائرة السجون الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق أنها ستخلي سبيلها مبكرا بنحو عشرين يوما لأسباب إدارية.
ويريد الفلسطينيون الضفة الغربية ضمن دولتهم في المستقبل ومعها القدس الشرقية وقطاع غزة، وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية.
وفي سياق متصل، اعتقلت القوات الإسرائيلية إيطاليين قاما برسم لوحة جدارية عملاقة لعهد التميمي على جدار الفصل في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أعلنته الشرطة.
والرسم البالغ ارتفاعه أربعة أمتار تقريبا على جدار الفصل قرب بيت لحم بالضفة الغربية، يصور الناشطة الفلسطينية.
وأمس (السبت) اعتقلت شرطة الحدود الإسرائيلية إيطاليين وفلسطيني «بتهمة تخريب وإلحاق أضرار بالسياج الأمني في منطقة بيت لحم»، بحسب بيان.
وذكر البيان أن الثلاثة الذين كانت وجوههم مقنعة «رسموا على الجدار في مخالفة للقانون، وعندما تحركت شرطة الحدود لاعتقالهم حاولوا الفرار في سيارتهم التي أوقفتها القوات».
والأربعاء عرف رجل كان يرسم الجدارية عن نفسه بأنه فنان الشارع الإيطالي جوريت أغوش.
نشرت رسالة على صفحة على «فيسبوك» تحمل اسمه، تقول إنه تعرض للاعتقال وناشد المساعدة.
وصباح اليوم (الأحد) كان الثلاثة لا يزالون موقوفين لدى القوات الإسرائيلية.
وتغطي رسوم الغرافيتي الجدار الذي يفصل الضفة الغربية عن إسرائيل، وتحمل تلك الرسوم رسائل دعم للقضية الفلسطينية.
ومن بين الذين رسموا على الجدار فنان الشارع البريطاني الشهير بانكسي.