بالصور... «القمر الدموي» يبهر العالم

متابعون عرب تفاعلوا مع الخسوف الأطول في القرن الـ21

خسوف القمر كما ظهر في إيطاليا (إ.ب.أ)
خسوف القمر كما ظهر في إيطاليا (إ.ب.أ)
TT

بالصور... «القمر الدموي» يبهر العالم

خسوف القمر كما ظهر في إيطاليا (إ.ب.أ)
خسوف القمر كما ظهر في إيطاليا (إ.ب.أ)

أبهر أطول خسوف كلي للقمر في القرن الحادي والعشرين ومعه كوكب المريخ يشع في أقرب نقطة من الأرض أمس (الجمعة)، مشاهديه في جميع أنحاء العالم.
وأصبح لون القمر الذي حجب كوكب الأرض عنه ضوء الشمس تدريجياً، أحمر في ظاهرة بدأت عند الساعة 17.14، وانتهت عند الساعة 23.28 بتوقيت غرينتش.
أما الخسوف الكامل للقمر، فقد استمر نحو الساعة و43 دقيقة (103 دقائق)، وهو الأطول في القرن الحادي والعشرين.
وتحدث ظاهرة خسوف القمر عندما يقع على خطّ واحد مع الشمس والأرض. وكان القمر الجمعة بدراً ودخل في ظلّ الأرض جزئياً، ثم كليّاً، ثم خرج منه تدريجياً.
وتابع الكثير من المهتمين الظاهرة في جميع أنحاء العالم.
وشارك متابعون عرب عبر موقع «تويتر» خسوف القمر الأطول في القرن، وحل هاشتاغ #خسوف_القمر بين الموضوعات الأكثر رواجاً بالموقع، كما نشر كثيرون صورا للقمر الدموي التقطوها بعدسات هواتفهم الجوالة.
وقالت ماريون روتيش، ربة العائلة التي كانت تراقب الخسوف مع ابنتيها في نايفاشا بجنوب كينيا «من المهم جداً أن نرى القمر أحمر، كما لو أنه مغطى بالدم».
واستخدم الكثير من المهتمين المناظير لمتابعة الخسوف، بينما اكتفى آخرون بالتقاط صور بهواتفهم النقالة.
وبالقرب من القمر، ظهر كوكب المريخ الذي كان على بعد 56.7 مليون كيلومتر. وقد بدا للعين المجردة نقطة مشعة، لكن بواسطة منظار كان يمكن مراقبة تفاصيله.
وهو ثاني خسوف كلي للقمر في 2018، بعدما حدثت هذه الظاهرة في 31 يناير (كانون الثاني).



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».