«فتح» ترفض أي تدخل في قضية الإجراءات ضد غزة... ولا تعترف بعسكريي «حماس»

أجلت ملف المنظمة... والسيسي يريد تقريراً حول ما يجري تنفيذه فقط

TT

«فتح» ترفض أي تدخل في قضية الإجراءات ضد غزة... ولا تعترف بعسكريي «حماس»

قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن حركته ستسلّم ردّاً شاملاً على مسوَّدَة الأفكار المصرية بشأن المصالحة الداخلية، مطلع الأسبوع المقبل في القاهرة، على أمل استئناف تنفيذ الاتفاق الذي وُقِّع العام الماضي برعاية مصر.
وأكد الأحمد في حوار مع التلفزيون الفلسطيني الرسمي، أن حركته لن تجتمع مع حركة حماس أو تجري معها أي حوارات، وإنما ستحاور المصريين فقط. وقال: «مللنا كثرة الاجتماعات والحوارات. قلنا للمسؤولين المصريين لا نريد أن نجتمع مع حماس الآن (...) لا نريد حوارات واتفاقيات ورعاة جدداً، وإنما تنفيذ ما تم التوقيع عليه».
وتابع: «إذا وافقت حماس فستعقد مصر مؤتمراً صحافياً لإعلان استئناف تنفيذ اتفاق المصالحة».
وعبَّر الأحمد عن أمله في تجاوز الخلاف الحالي، قائلاً إنه لمس حرارة مصرية مختلفة، واستكشف أسلوباً مصرياً جديداً يقوده فريق جديد من أجل إنجاز المصالحة.
ونقل الأحمد عن وزير المخابرات المصري، اللواء عباس كامل، قوله له، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع هذا الملف، وإنه لا يريد تقارير حول اجتماعات حصلت مع «فتح» أو «حماس» أو ماذا دار. وأبلغه أنه يريد تقريراً لا يتجاوز سطرين، يتضمن تفصيلاً واحداً: «لقد تم إنجاز ما يلي على الأرض».
ولم يتطرق الأحمد لتفاصيل الاقتراحات المصرية، لكنه أكد أنها لا تحمل جديداً يضاف إلى الاتفاق القديم. وقال الأحمد إنه أبدى رأيه فوراً في بعض بنودها، إلى الحد الذي قال له كامل: «اعتبر أنك لم تقرأها».
وأوضح الأحمد: «هذه مسودة... ونحن سنسلِّم رداً إيجابياً». لكنه أوضح أن الرد الإيجابي لا يعني الموافقة على ما جاء.
ويؤكد حديث الأحمد ما نشرته «الشرق الأوسط» حول وجود ملاحظات فتحاوية على الأفكار المصرية.
وتستند الأفكار المصرية الأخيرة، إلى اتفاق المصالحة الأخير، وذلك عبر تطبيقه بالتدرج، أي عبر مراحل مرفوقة بجدول زمني (68 يوماً)، لكن مع تغييرات تقوم على اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، تتولى شؤون الضفة والقطاع، وتعمل على إجراء انتخابات عامة جديدة، والاتفاق على حلول واضحة مسبقاً وملزمة لمشكلة الجباية المالية وموظفي حكومة حماس السابقة.
وتطالب الورقة بوقف أي إجراءات ضد قطاع غزة، والبدء بتوظيف كوادر حركة حماس المدنيين (نحو 20 ألفاً)، بعد عودة الوزراء إلى وزارتهم وتسلمها بالكامل. كما تطالب بإعادة رواتب موظفي السلطة كاملة، ودفع السلطة للموازنات التشغيلية للوزارات والمؤسسات الحكومية.
لكن لم تشمل الاقتراحات حلولاً واضحة لمسائل أخرى، مثل كيفية السيطرة على الأجهزة الأمنية، ومصير العسكريين التابعين لحماس، والمؤسسة القضائية، والسلاح.
وتتضمن الورقة اقتراحاً بخصم رواتب موظفي حماس الأمنيين من أموال الجباية التي ستتلقاها السلطة.
وأكدت مصادر في حركة فتح لـ«الشرق الأوسط»، أن موقف الحركة «يؤكد على المؤكد».
وأضافت: «أولاً وقبل شيء تمكين الحكومة تمكيناً فعلياً».
وبحسب المصادر، فإن فتح تريد سيطرة حقيقية وليست شكلية في قطاع غزة، وتشمل المعابر والأجهزة الأمنية والقضاء وسلطة الأراضي إضافة إلى الجباية المالية.
وأكدت المصادر أن «فتح» سترفض ربط قضية موظفي السلطة والإجراءات التي اتخذها الرئيس ضد غزة بالمصالحة، باعتبار ذلك قرار يعود للرئيس ويخص موظفي السلطة، وليس لأي جهة علاقة به ولا يجوز أن يكون اشتراطاً. كما أنها سترفض اقتطاع أي مبالغ من الجباية المالية لصالح موظفي حماس العسكريين. وستؤكد على أن تمكين الحكومة أولاً وتسلمها كل شيء، هو الذي سيفتح الباب لتشكيل حكومة وحدة وطنية وليس قبل ذلك، كما ستؤكد على أن ملف منظمة التحرير يناقش بعد إنهاء الانقسام وليس أثناء ذلك.
أما مشكلة الأجهزة الأمنية، فقالت المصادر إن «فتح» ستطلب إعادة هيكلة الأجهزة وفق قانون الخدمة الخاص بالأجهزة الأمنية للسلطة. وستقترح «فتح» عدداً محدداً ضمن قوات الأمن الوطني والشرطة والمخابرات العامة، التي تكون تابعة، مباشرة، لمكتب وزير الداخلية، ويشمل ذلك منع أي مظاهر أخرى مسلحة في الشوارع أو قرب المعابر لأي فصيل أو جهة كانت.
ويفترض أن يناقش الأحمد هذه البنود وأخرى، مع كامل وفريقه في القاهرة، قبل أن تجري مصر اتصالات بهذا الشأن مع «حماس». وقال الأحمد إن مصر ستكون الضامنة والحكم.
ويعد التحرك المصري الجديد أهم تقدم يحدث على المصالحة منذ توقف قبل أشهر طويلة، بعد خلافات حول الجباية المالية، والسيطرة على المعابر والأمن والقضاء، والموظفين ومصير أراض حكومية.
وأكد الأحمد أن حركته تقبل بالحكم المصري تجاه أي طرف يعرقل المصالحة أو يخربها. وطالب باتخاذ «خطوات عملية لمجابهة من يُفشِل الاتفاق». وقال إنه أبلغ مصر بضرورة أن يكون لها موقف وخطوات من الجهة التي تُفشِل الاتفاقات.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».