النظام يمطر حلب بالبراميل المتفجرة.. وسقوط عشرات بينهم أطفال

معركة عدرا مستمرة.. وقادة المعارضة يتعهدون بحماية الصحافيين

سوريون يبحثون بين الأنقاض عن ناجين بعد غارات جوية عنيفة شنها النظام السوري على حلب أمس (رويترز)
سوريون يبحثون بين الأنقاض عن ناجين بعد غارات جوية عنيفة شنها النظام السوري على حلب أمس (رويترز)
TT

النظام يمطر حلب بالبراميل المتفجرة.. وسقوط عشرات بينهم أطفال

سوريون يبحثون بين الأنقاض عن ناجين بعد غارات جوية عنيفة شنها النظام السوري على حلب أمس (رويترز)
سوريون يبحثون بين الأنقاض عن ناجين بعد غارات جوية عنيفة شنها النظام السوري على حلب أمس (رويترز)

قتل 36 شخصا على الأقل، بينهم 15 طفلا، أمس، في قصف النظام السوري بالطيران الحربي والمروحي على مناطق في حلب، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حين لا تزال معركة عدرا (شمال شرقي دمشق) مستمرة، حيث دفعت قوات النظام تعزيزات إضافية إليها لاستعادتها، جدد الطيران الحربي السوري، ليل أمس، قصف آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة في مدينة يبرود بالقلمون، في ريف العاصمة الشمالي، وفق ما ذكر ناشطون سوريون. وفي موازاة ذلك، تعهد قياديو المعارضة السورية ببذل جهودهم لحماية الصحافيين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «ارتفع إلى 36 عدد الشهداء الذين قضوا إثر القصف بالبراميل المتفجرة على مناطق تحت سيطرة الكتائب المقاتلة في مدينة حلب». وأضاف أن القتلى هم «15 طفلا وسيدة واحدة، وشاب في الثامنة عشر من العمر، و18 رجلا»، إضافة إلى «عشرات الجرحى حال بعضهم خطرة». وكان المرصد أفاد في وقت سابق بمقتل 22 شخصا على الأقل في القصف الذي استهدف ما لا يقل عن ست مناطق في حلب، بينها الصاخور والحيدرية وأرض الحمرا والشيخ سعيد.
من جهته، أفاد مركز حلب الإعلامي الذي يضم مجموعة من الناشطين الإعلاميين، باستهداف الطيران المروحي عددا من المناطق الخاضعة لسيطرة المقاتلين في المدينة التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا. وأشار إلى أن الطائرات المروحية ألقت براميل متفجرة على أحياء عدة، ما تسبب في سقوط ضحايا ودمار كبير.
وبث ناشطون على شبكة الإنترنت أشرطة مصورة من المناطق التي استهدفها القصف، تظهر دمارا كبيرا في أحياء صغيرة، في حين تعمل آليات ثقيلة وأفراد على رفع الأنقاض بحثا عن ناجين أو قتلى.
كما أظهرت الأشرطة سيارات تحترق وسط جمع من الناس الذين عمل بعضهم على إخماد النيران.
وأفاد الناشط الإعلامي في حلب محمد الخطيب عبر صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي بـ«قصف غير مسبوق تتعرض له أحياء حلب المحررة»، في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها المعارضون، والواقعة بمعظمها في الجزء الشرقي والجنوبي من المدينة. وأضاف: «أكثر من 25 برميلا من الطيران المروحي سقطت في مختلف أحياء المدينة منذ ساعات الصباح الأولى.. الجميع ينظرون إلى السماء ويراقبون الطائرة.. ولكن ليس باليد حيلة».
وبدوره قال مدير المرصد السوري: «اليوم، بدلا من الثلج تساقطت البراميل المتفجرة على رؤوس الناس»، في إشارة إلى العاصفة الثلجية أليكسا التي ضربت دولا في الشرق الأوسط بينها سوريا خلال الأيام الماضية، وانحسرت نسبيا أمس الأحد.
وبقيت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، مدة طويلة في منأى عن النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ 33 شهرا، إلا أنها تشهد منذ الصيف الماضي معارك وأعمال عنف يومية، ويتقاسم نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها. واستنكر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان، هذه الجرائم التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الأسد، وأدان «وقوف المجتمع الدولي ومجلس الأمن متفرجين على ما يحصل في سوريا، وحتى عدم إدانتهما لها، تماما كما التزم العالم الصمت حيال مجازر الإبادة الوحشية في النبك بريف دمشق».
وفي حلب أيضا قال المرصد السوري إن «الهلال الأحمر أدخل (أول من) أمس (السبت) طعاما ومواد طبية إلى السجن المركزي، الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أبريل (نيسان) الماضي، في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه».
وأشار إلى أن «فريق الهلال الأحمر أخرج 15 سجينا ممن شملهم قرار السلطات السورية قبل أيام الإفراج عن أكثر من 360 سجينا لأسباب إنسانية». ويعاني السجن، وهو الأكبر في سوريا، ويضم أكثر من ثلاثة آلاف سجين، أوضاعا إنسانية صعبة نتيجة الحصار المفروض عليه منذ أشهر.
وفي حين قال مصدر أمني سوري لـوكالة الصحافة الفرنسية إن «العملية العسكرية في عدرا بريف دمشق مستمرة والجيش يحقق نجاحات بتضييق الخناق على الإرهابيين (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) داخل المدينة في ريف دمشق، أفاد المرصد بارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 32 مدنيا، من الطوائف العلوية والشيعية والدرزية الذين قضوا إثر هجوم لكتائب إسلامية مقاتلة الأسبوع الماضي، ومن ثم شن القوات الحكومية حملة عسكرية عليها لطرد مقاتلي المعارضة الذين دخلوا المدينة المختلطة طائفيا».
من جهة أخرى، تعهد قادة مقاتلي المعارضة السورية ببذل قصارى جهدهم لحماية الصحافيين، ولكن اشتكوا من أن الاقتتال الداخلي يعيق جهودهم، وذلك بعد شكوى مؤسسات إخبارية دولية من أن عمليات الخطف تمنع التغطية الإعلامية الكاملة للحرب الأهلية. وكان المجلس العسكري الأعلى الذي ينتمي إليه الجيش السوري الحر، أكد الأسبوع الماضي أنه سيسعى لتحرير جميع الصحافيين المختطفين. وتقدر مؤسسات إخبارية أن ما لا يقل عن 30 صحافيا محتجزون في سوريا.
ويمثل المجلس المقاتلين المعتدلين لكنه لا يتمتع بأي نفوذ على جماعات متطرفة يشتبه بأنها تنفذ عمليات الاختطاف.
وكانت 13 مؤسسة إخبارية كبرى، منها وكالة رويترز، دعت الأسبوع الماضي زعماء المعارضة السورية إلى منع الجماعات المسلحة من خطف الصحافيين.
مع العلم أن ظاهرة عمليات الخطف باتت شائعة في الفترة الأخيرة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا حول حلب وإدلب والرقة. وسجلت لجنة حماية الصحافيين سبع حالات اختطاف على الأقل في الشهرين الماضيين فقط.
وقال المجلس إنه سيحاول التأكد من وصول الخطاب لجميع قادة الوحدات والكتائب التي تقاتل في سوريا والتي تحترم قيم الحرية والعدالة والديمقراطية، مشيرا إلى أن بعض المناطق المحررة تشهد حاليا اقتتالا داخليا في صفوف المعارضة في حين تشهد بضع مناطق قتالا مع القوات الحكومية وميليشيات تدعمها.



رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية: 260 ألف جهاز «بيجر» جرى تصديرها خلال عامين

سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
TT

رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية: 260 ألف جهاز «بيجر» جرى تصديرها خلال عامين

سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)

تحقق السلطات القضائية التايوانية، لتحديد المسؤول الأول عن تعديل مصنعاتها من أجهزة «البيجر» بالشكل الذي حوّلها إلى متفجرات تأذى بها لبنانيون وبعض منتسبي «حزب الله».

ويقول سامي جانج، رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن ما تم تصديره من الأجهزة بين عامي 2022 و2024 بلغ 260 ألف جهاز، منها ما يقارب 16 في المائة تم تصديره إلى أميركا وأوروبا.

ويأسف المبعوث لما تم تداوله عن الأشخاص الذين أصيبوا في لبنان وغيرها، «وأود أن أنوه بأنه تم التحقق من أن أجهزة (البيجرز)، التي تسببت بالأضرار ليست مستوردة من تايوان إلى لبنان مباشرة».

وأضاف جانج: «تتصنع هذه الأجهزة من اللوحة الرئيسية، وشاشة، وبطارية صغيرة، ومعالج بيانات صغير الحجم، وجهاز فك التشفير وجهاز استقبال الترددات، وجميع هذه المواد الداخلة في عملية التصنيع لا يوجد بها مواد تسبب انفجاراً ممكناً بحيث يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة».

ولفت جانج إلى أن شركة «أبولو جولد» التايوانية صدّرت، من أول عام 2022 إلى أغسطس (آب) 2024، أجهزة «بيجر» بلغ عددها 260 ألف جهاز، منها 40929 جهازاً، خلال هذا العام منذ بدايته وحتى شهر أغسطس (آب)، إلى أميركا والدول الأوروبية، ولم يسبق منها أي أضرار أو انفجارات.

وأضاف جانج: «إن ما حصل في لبنان يطرح عدة استفسارات من شاكلة: هل تم تعديل أو تغيير في أجهزة (البيجرز) بعد الاستيراد من شركة (أبولو جولد)، أو تدخل صناعي من الشركات الأجنبية التي صرّحت لها (أبولو جولد) بصناعة (البيجرز)؟».

الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)

وتابع جانج: «الإجابات عن هذه الاستفسارات قيد التحقيق في تايوان حالياً من قبل الجهات المسؤولة، لكن من المؤكد أن (البيجرز)، التي تم تصديرها من تايوان بشكلها الذي تم تصديرها به، ليست متسببة بأي أضرار، ولن تتهاون حكومة تايوان في ذلك الشأن؛ إذ تم عرض الشأن على السلطة القضائية التايوانية للتحقيق فيه».

الأثر الاقتصادي على تايوان

وحول أثر أحداث تفجير «البيجرز» على الصناعات التايوانية وعلى الاقتصاد التايواني، قال جانج: «إن سمعة صناعة تايوان معروفة منذ القدم، ومن الصعب جداً أن تتأثر بأي عوامل لما لديها من قدرة على كسب ثقة التجار، الذين سبق لهم التعامل مع المصانع والشركات التايوانية، لما تتمتع به من قدرات وكفاءة وتقنية عالية».

وأضاف: «لا يمكن أن يقاس حجم استثمارات تايوان بعدد قليل من الأجهزة المذكورة؛ إذ هي فقط نقطة في بحر التعاملات التجارية بين تايوان والعديد من دول العالم».

التعاون السعودي - التايواني

كشف جانج أن بلاده تدرس حالياً التعاون مع السعودية في مجال الرقائق الإلكترونية ومعالجة الاتصالات اللاسلكية وبرامج الكمبيوتر، متفائلاً بمستقبل عريض للتعاون الثنائي في الصناعات التكنولوجية الفائقة.

وقال جانج: «ليس هناك حدود للتعاون بين تايوان والمملكة، فإن تايوان تعمل دائماً على استمرارية للعلاقة بين البلدين، والبحث في فرص الاستثمارات المشتركة، وتايوان من أوائل الدول التي سعت للعمل في جميع مجالات التعاون مع المملكة لتحقيق رؤية 2030 التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان».

ولفت جانج إلى أن شركة «فوكسكون» التايوانية أعلنت الشراكة مع المملكة في صناعة أجزاء السيارات الكهربائية والإلكترونيات، بالإضافة إلى التعاون بين تايوان والبنك الأهلي السعودي بشراء سندات بقيمة 500 مليون دولار، فضلاً عن العديد من الأمثلة على الشراكات الناجحة والمستمرة.

وأضاف جانج: «طبعاً يوجد عدد من المشاريع المقترحة، نظراً إلى أن تايوان تمثل سوقاً عالية الجودة؛ إذ تخضع لمعايير وسياسات رقابية مشددة للحفاظ على سلامة المستخدم والحماية من الغش، وأرى أن مستقبل التعاون مع المملكة واسع جداً، خصوصاً أن تايوان تشتهر بخبرتها وقدرتها على صناعات التكنولوجيات الفائقة، لا سيما في مجال أشباه الموصلات وكذلك الذكاء الاصطناعي».

وتابع: «هناك مجال واسع للتعاون مع السعودية، في مجال الطبي مثلاً، ابتداءً من تشخيص المريض عن بعد حتى العمليات الجراحية عن طريق روبوت يعتمد على الذكاء الاصطناعي. وفي الزراعة، تستخدم الذكاء الاصطناعي في تربية الأنعام والأسماك، وكذلك في التعليم».

ووفق جانج: «إن تايوان أطلقت أخيراً أول كتاب مدرسي مدعوم بالذكاء الاصطناعي؛ حيث يمكّن الطلاب من الوصول إلى المواد الدراسية، ويمكّن المعلمين من الوصول إلى أجوبة الطلاب ومراقبة تقدم الطلاب بدقة عالية».

ولذلك، والحديث للموفد التايواني بالرياض، قررت شركة «AMD» الأميركية المتخصصة في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية، وشركة «NVIDIA» لصناعة معالجات الاتصال اللاسلكية وبرامج الكمبيوتر، مطلع هذا العام، أن تؤسسا مركزاً لدراسات صناعة الذكاء الاصطناعي؛ ما يؤكد الجودة العالية لتقنية الصناعة التايوانية.