البغدادي يتعهد بفك «أسرى المسلمين» وهدم أسوار سجن رومية في لبنان

في شريط فيديو عرض صورا للموقوفين مهددا بتصفية «جزاريهم»

البغدادي يتعهد بفك «أسرى المسلمين» وهدم أسوار سجن رومية في لبنان
TT

البغدادي يتعهد بفك «أسرى المسلمين» وهدم أسوار سجن رومية في لبنان

البغدادي يتعهد بفك «أسرى المسلمين» وهدم أسوار سجن رومية في لبنان

نشر «مركز عائشة للإعلام» على موقع «يوتيوب» تسجيلا صوتيا لزعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي يتحدث فيه عن مرحلة جديدة تهدف إلى فكك أسرى المسلمين في كل مكان، متعهدا بتصفية «جزاريهم» من القضاء والأمنيين والحراس.

ووعد التسجيل بإطلاق سراح ما سماهم «الأسرى الإسلاميين» من سجون عربية من بينها سجن رومية في لبنان، واعدا بهدم أسواره. وأتى هذا الفيديو بعد أسبوع من رسالة وجهها أمير «جبهة النصرة» في منطقة القلمون السورية أبو مالك الشامي، واعدا السجناء الإسلاميين في سجن رومية بـ«الفرج القريب وخلال أيام معدودة».

وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية قد اتخذت إجراءات أمنية مشددة في محيط السجن، بعد معلومات أشارت إلى احتمال تعرضه لعملية اقتحام على أيدي مجموعات إرهابية.

وقال البغدادي في التسجيل الذي نشر أمس: «نبشركم ببدء مرحلة جديدة من صراعنا، نبدأها بخطة أسميناها (هدم الأسوار)، ونذكركم بأولى أولوياتكم دائما، ألا وهو فكاك أسرى المسلمين في كل مكان وجعل مطاردة وملاحقة وتصفية (جزاريهم) من القضاة والمحققين في رأس قائمة الأهداف».

وظهر في الشريط نص جاء فيه: «الدولة اللبنانية الطاغوتية حليفة أميركا قامت بقتال أسود (فتح الإسلام) وبالحكم على ثلاثة أسود بالإعدام، وحكمت على بعضهم الآخر بالسجن 15 سنة، كل هذا إرضاء لأميركا وإيران. أسود الجهاد أصبحوا على الأبواب وبإذن الله سيدخلون كما دخلوا إلى لبنان، واعلموا أن من هدم أسوار أبي غريب، لن يعجز عن هدم جدران سجن رومية».

وتضمن «الفيديو» مشاهد من سجن رومية ولعدد من السجناء المسلمين، وكتب خلفهم عبارات مثل «مخطوفي سجن رومية»، عارضا لقطات يقول إنها لـ«أسرى إسلاميين» في سجن رومية، قبل أن يعرض حديثا مصورا لـ«أبي عمر سليم طه» من داخل السجن، وهو السوري الفلسطيني محمد زواوي الذي صدر في حقه قبل نحو شهر حكم بالإعدام في ملف معركة «نهر البارد» بين تنظيم «فتح الإسلام» والجيش اللبناني عام 2007، ووصفها الشريط بأنها «معركة الأمة»، ووصف الدولة اللبنانية بـ«دولة الكفر والطغيان». كما عرض الشريط لصور يظهر فيها سجناء يتعرضون للتعذيب في سجون من دول أخرى.

ويفوق عدد الموقوفين الإسلاميين في رومية 200 شخص، منهم نحو 100 أوقفوا أثناء مواجهات مخيم نهر البارد التي دارت صيف عام 2007 بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام»، إضافة إلى 42 موقوفا آخرين من أنصار الشيخ السلفي المطلوب للعدالة أحمد الأسير، أوقفوا إثر أحداث بلدة عبرا في مدينة صيدا، جنوب لبنان في صيف العام الماضي، أما الباقون فهم مجموعات جرى توقيفهم تباعا بالتورط في الأحداث السورية، وإدخال سيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان والتخطيط لأعمال إرهابية على الأراضي اللبنانية. مع العلم بأن 62 في المائة من المسجونين الإسلاميين هم من غير المحكومين، وفق ما سبق لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن أعلن، مشيرا إلى تشكيل لجنة للمسؤولين عن السجون تضم عددا من الشخصيات العامة ووزراء وضباطا، إضافة إلى التعاون مع رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد لوضع خطة محددة من أجل تسريع المحاكمات.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.