مئات المستوطنين يعودون إلى مستوطنة تم إخلاؤها

TT

مئات المستوطنين يعودون إلى مستوطنة تم إخلاؤها

بدعم من وزراء ونواب حزب المستوطنين، «البيت اليهودي»، الشريك في الائتلاف الحكومي، عاد نحو 200 من المستوطنين، ليلا، إلى مستعمرة «شنور»، وهي واحدة من أربع مستعمرات في شمالي الضفة الغربية المحتلة، كان قد تم إخلاؤها في العام 2005، ضمن خطة الانفصال. وقد تمترس المستوطنون في مبنى قديم، معلنين أنهم لن يسمحوا هذه المرة بإخلائهم، مهما كلفهم ذلك. وقد وصل المستوطنون بعد ساعات منتصف الليل المستوطنة الخالية، لمناسبة الذكرى السنوية الـ13 لإخلاء مستوطنات شمال الضفة، على الرغم من أن قانون خطة الانفصال عن قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية، يحظر على الإسرائيليين دخول منطقة المستوطنات، بل يعتبر هذا الدخول جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى سنتين. وقالوا إنهم في السنوات الماضية دخلوا هذه المستوطنات مرات عدة، ولكنهم رضخوا لإرادة الجيش وأخلوها بعد ساعات أو بعد يومين كحد أقصى، لكنهم هذه المرة لن يغادروا. وفي ساعات فجر أمس الثلاثاء، انضم للمستوطنين عضوا الكنيست شولي معلم وبتسلئيل سموتريتش من حزب «البيت اليهودي».
وقال أحد المستوطنين إن «القيام بهذه الخطوة يعبر عن القيمة التربوية والتثقيفية للعودة للمستوطنات، فالعودة (تعد) من آيديولوجية الحب لأرض إسرائيل». من جانبها، قالت عضو الكنيست معلم: «لم نصل إلى المنطقة منذ أكثر من عام ونصف العام، ونسعى من خلال الكنيست إلى إلغاء قانون فك الارتباط، ليتسنى إلى آلاف من عائلات المستوطنين العودة إلى جميع المستوطنات التي أخليت قبل 13 عاما». وقال عضو الكنيست سموتريتش: «يجب إصلاح الأخطاء التي ارتكبت بحق المشروع الاستيطاني وعائلات المستوطنين. وقد تعلمنا بالفعل أنه عندما يتم خلق ضغوطات شعبية وسياسية في النهاية نصل إلى الهدف، بما يخص عدم إلغاء القانون فالجواب لدى رئيس الحكومة ووزير الأمن».
يذكر أنه تم إخلاء مستوطنة «شانور» في العام 2005 كجزء من خطة الانفصال، جنبا إلى جنب مع مستوطنات «جنيم»، و«كاديم» و«حوميش»، و21 مستوطنة أخرى في قطاع غزة. وفي السنوات الـ13 التي مرت منذ ذلك الحين، تحاول عائلات المستوطنين التي تم إجلاؤها، إلغاء قانون «فك الارتباط» من أجل العودة إلى مستوطنات شمال الضفة الغربية. وقدم اقتراح تعديل قانون «فك الارتباط» من قبل سموتريتش ومعلم، ويدعو إلى إلغاء ما سماه أرئيل شارون، رئيس الوزراء في حينه، بقانون الانفصال من جانب واحد عن الفلسطينيين، والسماح بالتالي للمستوطنين بالعودة للمستوطنات التي جرى إخلاؤها شمال مدينة نابلس وشمال الضفة الغربية وقضاء جنين. وتنص المذكرة التفسيرية لمشروع القانون، على أن الهدف هو «إلغاء حظر الدخول والبقاء في مناطق فك الارتباط، وبالتالي إلى حد ما محو وصمة العار الوطنية والأخلاقية التي تلطخت بها إسرائيل بسبب انسحابها من المستوطنات».
وتوجه عدد من وزراء اليمين الحاكم من حزبي الليكود والبيت اليهودي، أمس، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مطالبين بعدم السماح للجيش بإخلاء المستوطنين.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.