المغرب والاتحاد الأوروبي يوقعان بالأحرف الأولى على اتفاقية الصيد البحري

شملت مياهه الإقليمية في الصحراء واستثنت البحر الأبيض المتوسط

TT

المغرب والاتحاد الأوروبي يوقعان بالأحرف الأولى على اتفاقية الصيد البحري

وقع المغرب والاتحاد الأوروبي بالأحرف الأولى أمس في الرباط على اتفاق الصيد البحري الجديد بين الجانبين، وذلك بعد أربع جولات من المفاوضات استمرت بضعة أشهر.
وتضمن الاتفاق الجديد الإشارة الصريحة إلى شموله للمياه الإقليمية المغربية، المحاذية للمحافظات الصحراوية (جنوب البلاد)، وذلك في إطار الملاءمة مع القرار الصادر عن محكمة العدل الأوروبية في ديسمبر (كانون الأول) 2016.
وفي هذا الصدد أوضح بيان وزارة الفلاحة المغربية والصيد البحري أن الاتفاق الجديد «يغطي المنطقة الجغرافية من كاب سبارطيل إلى الرأس الأبيض (المعروف سابقا برأس نواديبو والموجود على الحدود مع موريتانيا)، مع استبعاد البحر الأبيض المتوسط من الاتفاقية من أجل تعزيز الحفاظ على موارده، والتي تعاني في عدة مناطق من الاستغلال المفرط».
وأشار البيان إلى أن «هذا الاتفاق يحدد ضمن أمور أخرى مناطق الصيد، وشروط الوصول إليها بالنسبة للأسطول الأوروبي، من خلال التعريف الدقيق لمناطق الصيد، ومناطق تدبيرها، وفقاً لفئات الأساطيل والأنواع المستهدفة».
وأوضح البيان أن هذه الاتفاقية تنص على ضرورة تفريع حصة لا تقل عن 30 في المائة من محاصيل صيد السفن الأوروبية في الموانئ المغربية وتثمينها محليا، إضافة إلى رفع قيمة العائد المالي السنوي المتوسط، الذي يتلقاه المغرب في المقابل من 40.0 مليون يورو إلى 52.2 مليون يورو.
كما أشار بيان وزارة الفلاحة إلى أن الطرفين اتفقا «على عدد من التدابير التي تهدف إلى تحسين استفادة السكان المحليين في المناطق المعنية، حيث سيستفيدون من المنافع الاجتماعية - الاقتصادية للاتفاقية، لا سيما من حيث البنية التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، وخلق المقاولات والتدريب المهني، ومشاريع التنمية وتحديث قطاع الصيد».
ومن بين الإجراءات الأخرى التي تضمنها الاتفاق، أشار البيان إلى «زيادة عدد البحارة المغاربة العاملين على متن السفن الأوروبية في عدد من أنواع السفن».
وأضاف البيان أنه من أجل الحفاظ على استدامة موارد مصايد الأسماك وحماية البيئة البحرية، تم دمج العديد من المتطلبات التقنية. وتشمل هذه التدابير مراجعة لأسقف كميات صيد السمك السطحي الصغير في الجنوب، تماشيا مع دورة حياة هذه الأسماك. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض أنواع الأسماك التي يجب حمايتها، والتي يخضع تدبيرها لمخططات تهيئة صارمة تستدعي حمايتها، لا يشملها الاتفاق الجديد، بما في ذلك الأخطبوط والقمرون (الجمبري). كما تم تعزيز نظام متابعة ومراقبة المصايد من خلال جعل وجود المراقبين إلزامياً في بعض الأنواع غير المنصوص عليها في البروتوكول القديم.
للإشارة فإن اتفاقية الصيد السابقة، التي كانت تسمح لنحو 120 باخرة أوروبية بممارسة نشاطها في المياه الإقليمية المغربية، وجلها من إسبانيا، انتهت صلاحيتها قبل أسبوع. غير أنه سيكون على بواخر الصيد الإسبانية انتظار عدة أسابيع أخرى قبل معاودة استئناف نشاطها في المياه الإقليمية المغربية، في انتظار المصادقة على الاتفاقية الجديدة من طرف الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والمجلس والبرلمان الأوروبيين، بالإضافة إلى مصادقة الحكومة والبرلمان المغربيين.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».