مجموعة بالحزب الحاكم في جنوب السودان تدعو كير إلى الاعتزال

سيلفا كير
سيلفا كير
TT

مجموعة بالحزب الحاكم في جنوب السودان تدعو كير إلى الاعتزال

سيلفا كير
سيلفا كير

أعلنت قيادات من حزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان، بقيادة النائب الأول لرئيس الحركة الدكتور رياك مشار، الانسحاب من اجتماع مجلس التحرير القومي، الهيئة الأعلى في الحزب. وسببت القيادات قرار الانسحاب بما سمته غياب روح الحوار في الجلسة الأولى، في وقت دعت فيه مجموعة تسمي نفسها «التيار الديمقراطي التقدمي في الحركة الشعبية» رئيس جنوب السودان سلفا كير إلى اعتزال العمل السياسي وعدم الترشح في انتخابات عام 2015.
وقال مشار، نائب رئيس جنوب السودان السابق، في تصريحات صحافية إن مجموعته انسحبت من اجتماع مجلس التحرير بسبب غياب روح الحوار في مداولات الجلسة الأولى، عادّا أن خطاب رئيس الحزب سلفا كير في الجلسة الافتتاحية أول من أمس «تجاوز روح المصالحة والحوار»، وقال: «لقد كان خطاب كير عدائيا وأغلق الباب أمام فرص الحوار السياسي داخل الحزب»، مشيرا إلى أن المكتب السياسي لم يعقد اجتماعه لإجازة أجندة جلسات مجلس التحرير.
لكن مشار أضاف: «حضرنا اجتماعات مجلس التحرير، ولكن لم تكن هناك حرية في المداولات، وما يحدث فيه تجاوز للنهج الديمقراطي.. لذلك انسحبنا من جلسات الاجتماع حتى لا نكون جزءا من هذه العملية غير الديمقراطية التي تحدث باسم الحركة.. ورأينا أن ننأى بأنفسنا عنها». مشددا: «لا نريد أن نكون جزءا من عملية فصل الأمين العام للحزب باقان أموم».
واختتم مجلس التحرير اجتماعاته أمس بإجازة الوثائق الأساسية للحزب ومناقشة خطاب الرئيس الذي أدرج فيه توصية لجنة التحقيق مع الأمين العام باقان أموم بإعفائه من جميع مناصبه التنظيمية في الأمانة العامة ومجلس التحرير والمكتب السياسي للحزب.
من جهة أخرى، أصدرت مجموعة باسم «التيار الديمقراطي التقدمي» في الحزب الحاكم، بيانا وصفت فيه ما يمر به الحزب بأنه «منعطف خطير وكارثي بسبب توجهات رئيسه سلفا كير في إدارته»، وقالت إن الاتجاه هو لإجهاض برنامج المنظومة الثورية التقدمية وتغييب مشروع السودان الجديد بوصفه إطارا فكريا للبناء السياسي.
وقال البيان إن ذلك انعكس على سياسات الحكومة، التي يترأسها كير، «في الافتقار إلى برنامج واضح»، موضحا أن «الحكومة أصبحت محل انتقاد الشعب، وهناك قبضة أمنية شرسة وتضييق على الحريات العامة».
وقالت المجموعة، التي يتوقع أن تشكل تنظيما جديدا لمواجهة الحزب الحاكم، إن الحكومة «كشفت عن عورتها في موقفها غير الوطني تجاه قضية أبيي المتنازع عليها مع السودان»، حيث رفضت جوبا الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي جرى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من طرف واحد لقبيلة «الدينكا نقوك». وعدّ البيان أن حكومة كير غير مؤهلة لإجراء الانتخابات في عام 2015، وأنها وضعت البلاد على حافة الانهيار.
ودعت المجموعة إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية من كل القوى السياسية والشخصيات القومية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة، كما طالبت بعقد مؤتمر دستوري قومي يناقش «قضايا الحكم وإدارة الدولة، والعلاقة بين المركز والولايات، والتوزيع العادل والمنصف للثروات القومية، وإيجاد حلول لملكية الأراضي».
وطالب التيار الديمقراطي كير باعتزال العمل العام، وأن يتحول إلى زعيم وطني، وألا يترشح إلى رئاسة الحزب والانتخابات المقبلة في 2015، وإفساح المجال لقيادات جديدة في الحركة الشعبية لتحرير السودان. ودعا التيار إلى محاسبة المتورطين في قضايا الفساد والتلاعب بالمال العام وتبديد ثروات الشعب، مطالبا بمحاسبة كل المتورطين في جرائم القتل البارد والتصفيات السياسية التي تمت في جوبا والولايات الأخرى.



الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
TT

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، خلال عملية عسكرية خاصة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي. في حين أعلن الجيش الموريتاني أن المواطنين جرى توقيفهم داخل أراضي مالي، وأكد أنه «لن يسمح» بأي انتهاك لحوزته الترابية.

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

وقالت مصادر محلية إن المواطنين الموريتانيين أفرج عنهم بعد ساعات من التوقيف، وكانت وحدة «فاغنر» قد سلّمتهم إلى الجيش المالي الذي حقّق معهم ثم أفرج عنهم، ليعودوا إلى الأراضي الموريتانية ليل الأربعاء/الخميس.

اختراق الحدود

بعد توقيف الموريتانيين من طرف وحدة «فاغنر»، المرافقة للجيش المالي، تداول ناشطون موريتانيون على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات تُفيد بأن مقاتلي «فاغنر» وقوات الجيش المالي «اخترقوا» الحدود، وأوقفوا مواطنين موريتانيين.

ولكن الحكومة الموريتانية نفت أن يكون قد حدث أي اختراق للحدود، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد أمدو: «إن وحدات من الجيش المالي كانت تتحرك في مناطق تابعة لحدودها، وأثناء مرورها اعتقلت هذه المجموعة».

وأضاف ولد أمدو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، أن القرية التي دخلها الجيش المالي وقوات «فاغنر»، «تابعة لدولة مالي»، مشيراً إلى أن «اتصالات جرت بين السلطات العسكرية الموريتانية والمالية أسفرت عن إطلاق سراح الموقوفين».

لا تسامح

وأصدر الجيش الموريتاني بياناً صحافياً حول الحادثة، وقال إن ما تداولته الصحف المحلية وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختراق الحدود «مجرد معلومات مغلوطة وأخبار زائفة»، وقال: «إنه لن يسمح لأي كان بانتهاك الحدود».

وأوضح الجيش الموريتاني أن «الأمر يتعلق بوصول وحدة من الجيش المالي إلى قرية الأغظف الموجودة داخل التراب المالي»، وشدّد على أنه «لم تصل القوات المالية مطلقاً إلى خط الحدود بين البلدين».

وقال الجيش الموريتاني: «إن الوحدة العسكرية المالية أوقفت 18 شخصاً في المناطق التي مرت بها، قبل أن يجري إطلاق سراح الموقوفين لاحقاً، بعد اتصالات ميدانية بين الجهات المعنية بموريتانيا ومالي».

وخلص الجيش الموريتاني إلى «طمأنة المواطنين بأن الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود، لن تسمح لأي كان بانتهاك الحوزة الترابية للبلاد»، وفق نص البيان الصحافي.

احتفاء محلي

كان توقيف المواطنين الموريتانيين قد أثار حالة من الرعب في أوساط السكان المحليين، في ظل مخاوف من تصفيتهم، كما سبق أن حدث مع موريتانيين خلال العامين الماضيين، أوقفتهم «فاغنر» وعثر عليهم في مقابر جماعية، ما كاد يقود إلى أزمة في العلاقات بين مالي وموريتانيا.

وبعد الإفراج عن الموقوفين سادت حالة من الارتياح في أوساط السكان المحليين، وأصدرت مجموعة من السياسيين والمنتخبين المحليين بياناً، قالت فيه إن سكان محافظة باسكنو الحدودية «يثمنون إطلاق سراح المختطفين على الحدود المالية».

وقال النائب البرلماني، محمد محمود ولد سيدي، إن الإفراج عن الموقوفين «لحظة تحمل في طياتها فرحة كبرى، وترسم أفقاً جديداً من الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع».

وأضاف عضو البرلمان الموريتاني عن دائرة باسكنو، أن السكان يشكرون الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني «الذي قاد بحكمة وحزم مسار الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير».

وأرجع النائب جهود الإفراج عن الموقوفين إلى ما سمّاه «الدبلوماسية العسكرية (الموريتانية) التي أظهرت قدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية، وأثبتت بالدوام نجاعة وحنكة عاليتين في التعامل مع هذا التحدي الأمني الكبير».

حرب مالي

وتعيش دولة مالي على وقع حرب، منذ أكثر من 10 سنوات، ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وقبل سنوات قاد ضباط ماليون انقلاباً عسكرياً، وسيطروا على الحكم في البلد، ليعلنوا التحالف مع روسيا، وجلب مئات المقاتلين من «فاغنر» لمساعدتهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.

ويثير وجود «فاغنر» داخل الأراضي المالية، خصوصاً في المناطق الحدودية، مخاوف الموريتانيين؛ إذ تسببت عمليات «فاغنر» في مقتل عشرات الموريتانيين داخل الشريط الحدودي بين البلدين.

وتوجد في الشريط الحدودي عشرات القرى المتداخلة، بعضها تتبع موريتانيا ويقطنها مواطنون ماليون، وأخرى تتبع مالي ويقطنها مواطنون موريتانيون، وذلك بسبب عدم ترسيم الحدود بشكل نهائي بين البلدين.