الحر الشديد يجفف قنوات مائية في بريطانيا

بسبب الجفاف والحر الشديد الذي يضرب بريطانيا حالياً، اضطرت قنوات مائية كانت تستخدم في الماضي لنقل البضائع، والآن في الرحلات السياحية عبر الريف البريطاني الجميل، إلى التوقف عن العمل. وكان تقرير لهيئة الإذاعة البريطانيا قد كشف عن أن قطاعاً يبلغ طوله نحو 88 كيلومتراً من القناة التي تربط لندن مع بريستول سيتوقف عن العمل لشح المياه.
وقال متحدث باسم القناة والنهر لهيئة الإذاعة البريطانية إن «أحد المتحمسين لركوب القوارب حاول المرور عبر جزء من قناة كينيت، مما أدى إلى استنزاف امتداد للممر المائي وترك نحو 300 متر من القناة من دون ماء تقريباً». ويذكر أن قنوات المياه تعمل بأبواب لتنظيم وحجز المياه من التدفق، وبطريق الخطأ قام أحد ركاب القوارب بفتحها مما أدى إلى تدفق المياه وجفافها، تزامناً مع النقص الشديد في المياه الذي تشهده البلاد لعدم هطول الأمطار لفترة طويلة بسبب الجفاف والطقس شديد الحرارة.
وكانت القنوات المائية في زمنٍ ما عبارة عن ممرات مائية تؤدي وظائف معينة، لكن بعد أن تراجعت الحاجة الوظيفية إليها بدأت في السنوات الأخيرة تُستغل سياحياً كما هو الحال في بريطانيا.
فهذه الأخيرة تتوفر على قنوات يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من مائتي عام، يتمتع العديد منها بتصاميم هندسية تشهد على عصرها الذهبي في العهد الفيكتوري، كما تشهد على دورها الفعال خلال الثورة الصناعية. ففضل كبير يعود لهذه القنوات في جعل بريطانيا قوة تجارية عظمى خلال القرنين الثامن عشر وبداية التاسع عشر. بعد الحرب العالمية الثانية تراجع دورها إثر تراجع أساليب التجارة التقليدية، لكن في الستينات من القرن الماضي شنّ بعض الجمعيات حملة لإعادتها إلى الحياة وفتحها أمام الناس. وهكذا بدأ عهدها السياحي والترفيهي من خلال أنشطة وفعاليات تقام بها، بدءاً من التنزه بالمراكب الصغيرة والتجديف إلى الصيد والسير بالدراجة أو على الأقدام على ضفافها. ولا تقتصر متعة التنقل بالقوارب بالنسبة إلى السائح على المناظر الطبيعية والمطاعم المترامية على ضفافها فحسب، بل تشمل مفاجآت أخرى مثل مسرح العرائس العائم «ذا بابيت ثياتر»، الذي انطلق منذ نحو 40 عاماً ولا يزال يجتذب الأطفال والكبار على حد سواء.
-- أهم القنوات
- قناة «غراند يونيون كانال» التي تربط مدينة لندن بقلب مقاطعة برمنغهام النابض، التي يُطلق عليها اسم فينسيا بريطانيا. تبدأ الرحلة من «بادينغتون» غرب لندن وتمر عبر القرى والمدن الصناعية لتصل إلى قلب الريف بخضرته الزاهية والذي ينتهي عند متنزه «كلون فالي ريجيونال بارك Colne Valley Regional Park».
- رحلة ممتعة تأخذك عبر الريف إلى مدينة «أوكسفورد» حيث واحدة من أقدم الجامعات والمعالم الأثرية. هنا ستستمتع بتجربة فريدة تستكشف فيها مجموعة من المقاهي المترامية على الجوانب. تأخذ الرحلة السائح عبر قناة أكسفورد، وتمر بمحاذاة قرى «كوتسولد» وما بها من أراضٍ زراعية شاسعة، وهو ما يعطي فكرة عن الريف الإنجليزي كما رسمه السائح في ذهنه وهو يتابع الأفلام أو يقرأ الروايات الرومانسية.
- قناة «دنهام ديب لوك Denham Deep Lock» بمنطقة باكنغهامشاير، معجزة هندسية تتمثل في عمق يبلغ 11 قدماً، وهو ما يجعلها الأكثر عمقاً في سلسلة القنوات المتعددة في المنطقة. رغم عمقها، يسهل على القوارب اجتياز مختلف مستوياتها المائية بسهولة بفضل تصميم القناة.