السيسي يحذّر من «حرب شائعات» تستهدف «تدمير الدولة»... و«الإخوان» متهم أول

السيسي يمنح «قلادة النيل» لابنة أحد رموز «ثورة 23 يوليو» العقيد أركان حرب يوسف صديق أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي يمنح «قلادة النيل» لابنة أحد رموز «ثورة 23 يوليو» العقيد أركان حرب يوسف صديق أمس (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يحذّر من «حرب شائعات» تستهدف «تدمير الدولة»... و«الإخوان» متهم أول

السيسي يمنح «قلادة النيل» لابنة أحد رموز «ثورة 23 يوليو» العقيد أركان حرب يوسف صديق أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي يمنح «قلادة النيل» لابنة أحد رموز «ثورة 23 يوليو» العقيد أركان حرب يوسف صديق أمس (الرئاسة المصرية)

حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تعرض بلاده لما اعتبره «خطر حقيقي يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل»، عبر «نشر شائعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط، وتحريك الناس للتدمير»، كاشفاً أمس، عن رصد 21 ألف شائعة في ثلاثة أشهر فقط.
واتهم العميد خالد عكاشة، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف في مصر، جماعة الإخوان «المحظورة» بالمسؤولية عن صناعة وترويج هذه الشائعات، كإحدى أوراقها الأخيرة لإسقاط الدولة، وعودتها من جديد، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن ذلك «يجري عبر منصات إعلامية تحتضنها تركيا، وتعمل على مدار 24 ساعة، وفق منهج استخباراتي مدروس». فيما طالب أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب، بتأسيس «مرصد حكومي للشائعات»، للتعامل معها بشكل فوري، ويقدم الحقائق والمعلومات الصحيحة للرأي العام.
وبدا لافتاً مؤخراً انتشار أخبار وتصريحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إعلامية تنتمي إلى «الإخوان»، تتعلق بزيادة أسعار أو هروب لمسؤولين بأموال، أو حوادث وحرائق، سرعان ما يتم نفيها رسمياً ويتبين عدم صحتها. ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم، في يوليو (تموز) 2013، فر المئات من قادة وأنصار «الإخوان» المصنفة رسمياً جماعة إرهابية في مصر، إلى تركيا وقطر حيث تم توفير الحماية الكاملة لهم، مع امتلاكهم منصات إعلامية تبث من هناك تهاجم النظام المصري على مدار الساعة.
وفي معرض خطابه أمس، خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية، قال السيسي إن «مصر واجهت خلال السنوات الماضية تحدياً ربما يكون من أخطر التحديات التي فُرضت على الدولة في تاريخها الحديث، وهي محاولة إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في الداخل المصري وسط موجة عاتية من انهيار الدول وتفكك مجتمعاتها في سائر أنحاء المنطقة».
وأضاف: «الخطر الحقيقي الذي يمر ببلادنا وبالمنطقة التي نوجد فيها هو خطر واحد، وهو تدمير الدول من الداخل، عبر الضغط والشائعات والأعمال الإرهابية وفقد الأمل، والإحساس بالإحباط، كل هذه الأمور تعمل بمنظومة رهيبة للغاية الهدف منها هو تحريك الناس لتدمير بلدها، لا بد أن ننتبه تماماً لما يحاك لنا». ونوه السيسي إلى أن هناك «21 ألف شائعة في ثلاثة أشهر» تم رصدها، هدفها «بلبلة وعدم استقرار وتضييع وإحباط». وتابع: «الفرق كبير بين تضحيات الشعب في سبيل تجاوز المشكلة الاقتصادية والأزمة الاقتصادية التي عانينا منها الكثير، وبين تدمير الدولة وإحداث الفوضى». وأكد الرئيس المصري أن مواجهته للتحديات خلال السنوات الماضية والتي تتضمن «إرهاباً وعنفاً مسلحاً وحرباً نفسية وإعلامية ضارية، وضغوطاً غير مسبوقة على الاقتصاد الوطني»، تجري عن طريق «المصارحة والمواجهة بالحقائق الواقعية وليس اتّباع سياسة المسكنات والشعارات».
وفي خطابه، تناول الرئيس المصري، الذكرى الـ66 لثورة 23 يوليو 1952، والتي أنهت النظام الملكي وأسست النظام الجمهوري في مصر، مؤكداً أنها «غيّرت واقع الحياة على أرض مصر وبدأت مسيرة جديدة من العمل الوطني».
ونوه السيسي إلى أن «الدولة تمضي في تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة لبناء وطن قوي متقدم في جميع المجالات، عبر تنفيذ برنامج وطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل، يراعي محدود الدخل والفئات الأكثر احتياجاً، بأقصى ما نستطيع من طاقة وإخلاص، ويتيح الفرصة والمناخ الملائم لتشجيع الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتعزيز قيم العلم الحديث».
من جهته، قال العميد خالد عكاشة، إن تنظيم الإخوان «يعد بالفعل هو أحد المتهمين الرئيسيين بصناعة والترويج الشائعات على الدولة المصرية، سواء عن طريق إخوان الداخل أو إخوان الخارج، الذين يستثمرون القنوات الفضائية التي تبث من تركيا تحديداً على مدار 24 ساعة، لبث ما يمكن تسميته نشرة أخبار الشائعات، تخص الدولة المصرية والمجتمع، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فهم قادرون على ترويج الشائعات بصورة واسعة جداً، بما يضمن وصولها للرأي العام».
ونوه عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «رقم الشائعات التي تم رصدها مؤخراً مفزع، والرأي العام المصري يشعر باستياء كبير طوال الوقت، لتلقيه أخباراً يتبين كذبها على مدار الساعة».
وأضاف: «هناك منصات تعمل على مدار 24 ساعة يومياً تُنتج هذه الأخبار ممتدة لمدة شهور وليست مرتبطة بحادث أو واقعة، فهو منهج استخباراتي، وليسوا مجموعة هواة بل مجموعة أجهزة محترفة لديها بنية أساسية لهذه المنصات، وتستخدم الآن كامل طاقتها». داعياً إلى «تدخل حاسم ومسؤول، عن طريق نشر معلومات صحيحة والحقائق بشفافية».
وأشار الخبير الأمني إلى أن «دول العالم كلها تعرضت لهذا النوع من الحروب، فهو أسلوب استخباراتي معروف ويدرَّس، لكنه أصبح حديثاً أكثر تأثيراً بسبب التطور التكنولوجي».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.