وزير خارجية فرنسا إلى طرابلس في محاولة وساطة جديدة

المفوضية العليا ترجّح إجراء الانتخابات في 2019... ومساعٍ لتأمين حقول النفط

صورة وزعتها مؤسسة النفط الليبية لزيارة رئيسها مصطفى صنع الله إلى حقل الشرارة
صورة وزعتها مؤسسة النفط الليبية لزيارة رئيسها مصطفى صنع الله إلى حقل الشرارة
TT

وزير خارجية فرنسا إلى طرابلس في محاولة وساطة جديدة

صورة وزعتها مؤسسة النفط الليبية لزيارة رئيسها مصطفى صنع الله إلى حقل الشرارة
صورة وزعتها مؤسسة النفط الليبية لزيارة رئيسها مصطفى صنع الله إلى حقل الشرارة

بينما يُنتظر أن يبدأ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زيارة عمل إلى ليبيا، اليوم (الاثنين)، في إطار محاولة وساطة فرنسية جديدة بين الفرقاء الليبيين للتوصل إلى تفاهم حول إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية العام الحالي، قال رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السائح أمس إن هذه الانتخابات قد تجري العام المقبل، بانتظار تمرير مجلس النواب لقانون الاستفتاء على الدستور والقوانين الانتخابية.
وقبل ساعات من وصول لودريان للقاء فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في العاصمة طرابلس، قال السائح أمس إن إمكانية إجراء الانتخابات قبل نهاية هذا العام يتوقف على نوع العملية الانتخابية.
وأضاف: «إذا صدر قانون الاستفتاء في 30 من الشهر الحالي فإن الفترة الزمنية التي تتطلبها تنفيذ الاستفتاء ستتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وهذا يعني أن ما تبقى من العام الحالي لن يتيح المجال للمفوضية لإجراء الانتخابات التالية للاستفتاء على الدستور، التي تتضمن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وانتخاب مجلس الشيوخ». وتابع: «الانتخابات ما بعد الدستور سوف تكون عام 2019 وليست في العام الحالي»، لافتاً إلى أن مشروع الدستور يتضمن أن تنفيذ تلك الانتخابات يجب أن يكون خلال 240 يوماً أي في أجل أقصاه 8 أشهر من تاريخ صدور واعتماد تلك التشريعات. وقال السائح: «أما إذا قرر مجلس النواب الذهاب نحو عمليات انتخابية مباشرة أي رئاسية وبرلمانية وفق الإعلان الدستوري ستكون وقتها الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ تلك القوانين تتوقف على ما سوف تحتويه تلك القوانين من مدد زمنية، وأسبقية تلك العمليات هل رئاسية ثم برلمانية أو العكس أو العمليتين تنفذان في آن واحد».
ويعد هذا إعلاناً شبه رسمي عن احتمال تأجيل إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي، وفقاً لما اتفق عليه الاجتماع الذي رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعُقِد في العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر مايو (أيار) الماضي، بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل ضمن خريطة الطريق التي وضعتها بعثة الأمم المتحدة العام الماضي لحل الأزمة الليبية.
ومن المنتَظَر أن يقوم وزير الخارجية الفرنسي في أحدث زيارة له من نوعها إلى ليبيا، بعقد اجتماعات مع ممثلين عن مدينة مصراتة، بالإضافة إلى لقاء محتمل مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرّاً له.
إلى ذلك، وفيما نفى خفر السواحل الليبي اتهامات وجهتها له منظمة إنقاذ إسبانية له بالتخلي عن إنقاذ مهاجرين غير شرعيين، أعلنت قوات البحرية الليبية إنقاذ 40 مهاجراً غير شرعي قبالة سواحل البلاد من الجهة الغربية. وقال العميد بحار أيوب قاسم المتحدث الرسمي باسم البحرية الليبية إن دورية لحرس السواحل قطاع طرابلس تمكَّنَت من إنقاذ المهاجرين تمت شمال زوارة.
وكانت البحرية الليبية قد عبَّرت، أمس، عن أسفها لما وصفته بادعاءات منظمة إسبانية غير حكومية تدعى «برواكتيفا أوبن ارمز» تتهم فيها حرس السواحل الليبي بتخليه عن امرأة حية وجثتين لامرأة وطفل على متن قارب هجرة غير شرعية محطم.
واعتبرت البحرية في بيان أصدره مكتبها الإعلامي، أن هذا أمر مؤسف ومضحك في الوقت ذاته، ولكنه لا يستغرب لأنه أتى من منظمة عهدناها خلال السنوات الماضية لا تضمر لنا الودَّ بشكل مستغرب، ولا همَّ لها إلا البحث عن ذرائع وحجج لاتهام البحرية وحرس السواحل خاصة. ورأت أن مقطع الفيديو الذي تم تسويقه كدليل إدانة من قبل تلك المنظمة الإسبانية، مفبركاً وغير حقيقي لأنه يتخطى حدود المنطق والعقل. وسخرت من اتهام أفراد دورية لحرس السواحل قاموا في وقت سابق بإنقاذ 165 مهاجراً غير شرعي، وانتشال جثة لطفله، ثم يتركون امرأتين وطفلاً يواجهون الموت المحتم، وهم ما خرجوا إلا لإنقاذهم، وذلك بعد تسلمهم لبلاغ وارد من مركز غرفة العمليات المشتركة الليبية الإيطالية، على حد تعبيرها.
ونصحت المنظمة الإسبانية بأن تعمل في المياه الإسبانية حيث هناك دفق متزايد للمهاجرين غير الشرعيين من غرب أفريقيا والمغرب، كما اتهمتها باصطياد المهاجرين في المياه الليبية وحملهم إلى إيطاليا، معربة عن تعجبها من اعتبار المنظمة لكل من ليبيا وإيطاليا بأنهما دولتين تحت التاج الإسباني. وأضافت: «إنه أمر يبعث على الاستغراب، ويثير الريبة وينقص من سيادة ليبيا وإيطاليا بشكل واضح وصريح»، معتبرة أن «البحرية الليبية وحرس السواحل لن يتخليا عن أداء دورهما الوطني والإنساني والإقليمي».
من جهة أخرى، أعلن المهندس مصطفى صنع الله، رئيس مجلس مؤسسة النفط الليبية، أن المؤسسة تعمل على إيجاد حلول بديلة وطويلة المدى من شأنها أن تعزز الأمن في الحقول النفطية وتضمن سلامة كل العاملين. وقال صنع الله الذي التقى في زيارة قام بها إلى حقل الشرارة النفطي، مع العاملين التابعين لشركة أكاكوس بعد حادث اختطاف أربعة من زملائهم أخيراً، قبل أن يتمّ الإفراج عن اثنين منهم في وقت لاحق، أن سلامة العاملين تأتي على رأس أولويات المؤسسة.
وأوضحت المؤسسة في بيانها أن صنع الله اطلع على سير مختلف العمليات في الحقل والتعرف على أبرز التحديات التي يواجهها موظفو المؤسسة في أكبر الحقول النفطية المنتجة في ليبيا، مؤكدة أنها تعمل مع شركة أكاكوس على إيجاد حلول للإفراج عن العاملين المخطوفين وضمان عودتهما إلى ذويهم سالمين، وذلك من خلال التعاون مع السلطات الأمنية وقيادات المجتمعات المحلية في المنطقة الجنوبية.



«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مواجهة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وحماية المال العام، أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن حزمة من الإجراءات المنسقة لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز المركز القانوني للدولة، وذلك بعد تلقي المجلس تقارير من الأجهزة الرقابية والقضائية حول قضايا فساد كبرى وقعت في الأعوام الأخيرة.

وأفاد الإعلام الرسمي بأنه، بناءً على توصيات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، صدرت توجيهات مستعجلة لاستكمال إجراءات التحقيق في القضايا قيد النظر، مع متابعة الجهات المتخلفة عن التعاون مع الأجهزة الرقابية.

وشدد مجلس الحكم اليمني على إحالة القضايا المتعلقة بالفساد إلى السلطة القضائية، مع توجيهات صريحة بملاحقة المتهمين داخل البلاد وخارجها عبر «الإنتربول» الدولي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي (سبأ)

وأمر العليمي -حسب المصادر الرسمية- بتشكيل فريق لتقييم أداء هيئة أراضي الدولة وعقاراتها، التي تواجه اتهامات بتسهيل الاستيلاء على أراضيها من قِبل شخصيات نافذة. كما شدد على إلغاء جميع التصرفات المخالفة للقانون وملاحقة المتورطين.

وبينما تشير هذه الخطوات الجادة من مجلس القيادة الرئاسي إلى التزام الحكومة اليمنية بمكافحة الفساد، وتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الشفافية، يتطلّع الشارع اليمني إلى رؤية تأثير ملموس لهذه الإجراءات في بناء دولة القانون، وحماية موارد البلاد من العبث والاستغلال.

النيابة تحرّك 20 قضية

ووفقاً لتقرير النائب العام اليمني، تم تحريك الدعوى الجزائية في أكثر من 20 قضية تشمل جرائم الفساد المالي، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والتهرب الضريبي. ومن بين القضايا التي أُحيلت إلى محاكم الأموال العامة، هناك قضايا تتعلّق بعدم التزام بنوك وشركات صرافة بالقوانين المالية؛ مما أدى إلى إدانات قضائية وغرامات بملايين الريالات.

كما تناولت النيابة العامة ملفات فساد في عقود تنفيذ مشروعات حيوية، وعقود إيجار لتوليد الطاقة، والتعدي على أراضي الدولة، وقضايا تتعلق بمحاولة الاستيلاء على مشتقات نفطية بطرق غير مشروعة.

مبنى المجمع القضائي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (سبأ)

ومع ذلك، اشتكت النيابة من عدم تجاوب بعض الجهات الحكومية مع طلبات توفير الأدلة والوثائق، مما أدى إلى تعثر التصرف في قضايا مهمة.

وأوردت النيابة العامة مثالاً على ذلك بقضية الإضرار بمصلحة الدولة والتهرب الجمركي من قبل محافظ سابق قالت إنه لا يزال يرفض المثول أمام القضاء حتى اليوم، بعد أن تمّ تجميد نحو 27 مليار ريال يمني من أرصدته مع استمرار ملاحقته لتوريد عشرات المليارات المختلسة من الأموال العامة. (الدولار يساوي نحو 2000 ريال في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية).

وعلى صعيد التعاون الدولي، أوضحت النيابة العامة أنها تلقت طلبات لتجميد أرصدة أشخاص وكيانات متورطين في غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبينما أصدرت النيابة قرارات تجميد لبعض الحسابات المرتبطة بميليشيات الحوثي، طلبت أدلة إضافية من وزارة الخزانة الأميركية لتعزيز قراراتها.

تجاوزات مالية وإدارية

وكشف الجهاز المركزي اليمني للرقابة والمحاسبة، في تقريره المقدم إلى مجلس القيادة الرئاسي، عن خروقات جسيمة في أداء البنك المركزي منذ نقله إلى عدن في 2016 وحتى نهاية 2021. وتضمنت التجاوزات التلاعب في الموارد المالية، والتحصيل غير القانوني للرسوم القنصلية، وتوريد إيرادات غير مكتملة في القنصلية العامة بجدة وسفارتي اليمن في مصر والأردن.

وأفاد الجهاز الرقابي بأن التجاوزات في القنصلية اليمنية في جدة بلغت 156 مليون ريال سعودي، تم توريد 12 مليون ريال فقط منها إيرادات عامة، في حين استولت جهات أخرى على الفارق. أما في مصر فتم الكشف عن استيلاء موظفين في السفارة على 268 ألف دولار من إيرادات الدخل القنصلي باستخدام وثائق مزورة.

وفي قطاع الكهرباء، كشف تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مخالفات جسيمة في عقود توفير المشتقات النفطية، تضمّنت تضخيم تكلفة التعاقدات وإهدار المال العام بقيمة تزيد على 285 مليون دولار. كما أشار التقرير إلى اختلالات في عقود السفينة العائمة لتوليد الطاقة التي تضمنت بنوداً مجحفة وإعفاءات ضريبية وجمركية للشركة المتعاقد معها.

وتحدّث الجهاز الرقابي اليمني عن اعتداءات ممنهجة على أراضي الدولة، تشمل مساحة تزيد على 476 مليون متر مربع، وقال إن هذه الاعتداءات نُفّذت بواسطة مجاميع مسلحة وشخصيات نافذة استغلّت ظروف الحرب لنهب ممتلكات الدولة. كما تم تسليم أراضٍ لمستثمرين غير جادين تحت ذرائع قانونية؛ مما تسبّب في إهدار أصول حكومية ضخمة.

وحسب التقارير الرقابية، تواجه شركة «بترومسيلة» التي أُنشئت لتشغيل قطاع 14 النفطي في حضرموت (شرق اليمن)، اتهامات بتجاوز نطاق عملها الأساسي نحو مشروعات أخرى دون شفافية، إلى جانب اتهامها بتحويل أكثر من مليار دولار إلى حساباتها الخارجية، مع غياب الرقابة من وزارة النفط والجهاز المركزي.