الأردن: ضوء أخضر للرزاز لفتح ملف الفساد

TT

الأردن: ضوء أخضر للرزاز لفتح ملف الفساد

أعلن رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، أمس، أنه حصل على ضوء أخضر من العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، منذ أن شرع في تشكيل حكومته، للمضي بفتح ملف الفساد، أياً كانت الأسماء المتورطة فيه.
وخلال حوار هاتفي، أجرته معه وكالة «سرايا» الإخبارية الأردنية، بعد تأكيده فتح باب ملفات الفساد على مصراعيه، سئل الرزاز: «هل أنت خائف يا دولة الرئيس؟»، فرد قائلاً: «أعوذ بالله... أنا داخل انتحاري بهذا الموضوع».
وأضاف الرزاز في المكالمة الهاتفية عينها: «عناوين الفساد واضحة، وليس من العدل أن نبدأ بمطالبة المواطنين بزيادة الضرائب ونحن لم نفتح ملفات فساد بعد»، مؤكدا أن «لا حصانة لفاسد».
وطبقاً لما نقلته الوكالة الأردنية، فقد أكد لها رئيس الحكومة رفضه أنه لا وساطات في أي قضية فساد، بما فيها قضية تهريب السجائر التي أثيرت قبل يومين، مشددا على أن الأجهزة الأمنية والجمارك تقوم بواجبها بهذا الخصوص، وأنها قامت خلال اليومين الماضيين، بمداهمات ناجحة لكشف ملابسات هذه القضية، التي قال إن من حق الناس أن يعرفوا تفاصيلها وتفاصيل غيرها من قضايا الفساد.
وأضاف الرزاز: «نحن نعمل تحت الشمس، والقضية توسعت كما نرى ولم تعد قضية واحدة. المواطنون يتصلون لا من أجل التوسط، بل لكي يوصلون معلومات إضافية، وهذا مؤشر إيجابي».
وتابع: «أنا أدرك أن الأمور ليست سهلة، ولكن نحن نريد فتح ملفات فساد نحقق فيها ونحيلها للقضاء، حتى يشعر المواطن بأننا جادون في هذا المضمار ويشعر بالعدالة، وأن من حقه رؤية أن لا حصانة لفاسد كي يطمئن ويشعر بالأمان».
على صعيد آخر، أشاد الرزاز بالجهود الكبيرة التي يبذلها جهاز الأمن العام في حماية المواطنين وممتلكاتهم، وبفضلها أصبح يشار للأردن على أنه واحة الأمن والأمان على المستوى العالمي.
وأكد خلال زيارته أمس الأحد، إلى مديرية الأمن العام ولقائه مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود وكبار الضباط، بحضور وزير الداخلية سمير المبيضين، أن الأمن والأمان الذي نعيشه «جاء نتيجة جهود مضنية في الميدان يبذلها العاملون في القوات المسلحة والأمن العام والأجهزة الأمنية كافة».
وشدد على أهمية تعزيز سيادة القانون وتطبيقه على الجميع بحزم وعدالة، لافتاً إلى أن تعزيز هيبة الأمن العام وكل مؤسسات الدولة أمر في غاية الأهمية، ويجب أن يكون مصدرها وأساسها منظومة القيم والمواطنة الفاعلة وعلاقة الاحترام المتبادل وليس الخوف.
وأثنى رئيس الوزراء على الجهود الكبيرة التي يبذلها جهاز الأمن العام في مكافحة المخدرات، مشيراً إلى أهمية تنسيق جهود الأمن العام مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والتنمية الاجتماعية، لمحاربة هذه الآفة وآثارها المدمرة على المجتمع وعلى صحة الإنسان وعقله وإنتاجيته.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.