«مؤتمر أصدقاء تونس» ينعقد في الثامن من سبتمبر المقبل

بحضور قادة 55 دولة وعدد من رؤساء المنظمات العالمية

«مؤتمر أصدقاء تونس» ينعقد في الثامن من سبتمبر المقبل
TT

«مؤتمر أصدقاء تونس» ينعقد في الثامن من سبتمبر المقبل

«مؤتمر أصدقاء تونس» ينعقد في الثامن من سبتمبر المقبل

ينعقد مؤتمر أصدقاء تونس في الثامن من سبتمبر (أيلول) المقبل بالعاصمة التونسية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر تونسية مطلعة قريبة من المشرفين على عملية الإعداد لهذا المؤتمر أنه تقرر أن ينعقد هذا المؤتمر تحت اسم «استثمر من أجل تونس» عوضا عن تسمية «مؤتمر أصدقاء تونس» وذلك بعد مشاورات جرت بين السلطات التونسية ونظيرتها الفرنسية.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «تونس سعت إلى تغيير تسمية المؤتمر لأن تسمية (مؤتمر أصدقاء تونس) قد تحيل إلى أن المؤتمر هو مجرد سعي لطلب المساعدات والهبات على غرار بعض المؤتمرات التي خصصت لدول أخرى لجمع المساعدات تحت هذا الاسم»، مضيفة قولها إن تونس «تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى دفع الاستثمار الأجنبي وتقوية علاقاتها السياسية والاقتصادية مع شركائها التقليديين ومع شركاء جدد، وكذلك إطلاعهم على تجربة التحول الديمقراطي الذي تعرفه البلاد منذ 14 يناير (كانون الثاني) 2011 تاريخ سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وبعد إجراء أول انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 وقبل الانتخابات التشريعية والرئاسية التي تنظمها تونس في أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين».
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر ببادرة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عند استقباله لمهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية بمناسبة زيارته إلى باريس في شهر يونيو (حزيران) الماضي. وعلمت «الشرق الأوسط» من المصادر أن الدعوة ستوجه إلى قادة 55 دولة من مختلف أنحاء العالم وعلى رأسهم قادة بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وبلدان الخليج العربي وبلدان المغرب العربي المجاورة لتونس وبلدان شرق آسيا وبلدان أفريقية وأخرى من شرق أوروبا وشمال القارة الأميركية. كما ستوجه الدعوة لعدد من رؤساء المنظمات العالمية وخاصة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وغيرهما من الهيئات العالمية المختصة، خاصة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.
وشرعت السلطات الفرنسية والتونسية في عملية الإعداد للمؤتمر، حيث عينت باريس شخصية دبلوماسية مرموقة للتنسيق عن الجانب الفرنسي في حين عينت تونس الطاهر صيود منسقا عن الجانب التونسي، وقد شغل صيود في عهد حكم بن علي منصب وزير التجارة، وسفيرا لتونس لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وفضلا عن الجانب السياسي والدبلوماسي ينتظر أن تتركز أشغال هذا المؤتمر بالخصوص على الجانب الاقتصادي، حيث تعتزم الحكومة التونسية عرض عدد من المشاريع الكبرى في البنية التحتية والزراعة والنقل للتمويل، خاصة أنه ينتظر أن يحضر هذا المؤتمر، إلى جانب القادة السياسيين، ممثلون عن صناديق استثمارية معروفة وعدد من أصحاب المؤسسات والمستثمرين من الدول المشاركة في أشغال هذا المؤتمر.



بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.