لماذا تحرق علامات تجارية شهيرة منتجاتها؟

«بربري» ليست الأولى

حقيبة من «بربري» في أحد متاجر لندن (رويترز)
حقيبة من «بربري» في أحد متاجر لندن (رويترز)
TT

لماذا تحرق علامات تجارية شهيرة منتجاتها؟

حقيبة من «بربري» في أحد متاجر لندن (رويترز)
حقيبة من «بربري» في أحد متاجر لندن (رويترز)

أتلفت شركة «بربري» البريطانية الشهيرة للأزياء ومستحضرات التجميل، ما تبقى من منتجات غير مباعة من العام الماضي، ما تصل قيمته إلى أكثر من 36 مليون دولار.
وتُقدم بعض الشركات على تلك الخطوة حتى لا تُباع منتجاتها بثمن بخس، أو أن تتأثر صورة المنتج، وفقاً لتقرير نشرته «بي بي سي».
وأتلفت «بربري» على مدار السنوات الخمس الماضية منتجات فائضة بقيمة تزيد على 118 مليون دولار (90 مليون جنيه إسترليني).
ووفقاً لتقارير، فإن عملية التخلص من منتجات الشركة تتم في «محارق متخصصة لا تضر البيئة».
ويقول مدير «بربري» جون بيس: «نحن لا نفعل هذا الأمر ببساطة»، كما أوضحت الشركة أنها تحاول تقليل كمية الفائض المخزون لديها.
وتتجه علامات تجارية إلى هذه الخطوة أيضاً من أجل حماية منتجاتها من التزوير، أو تفادي بيعها في السوق «السوداء»، بحسب صحيفة «الغارديان».
من جانبها، قالت الكاتبة الخبيرة بعلم التسويق شارلوت روجرز عبر حسابها على «تويتر»، إن التخلص من فائض المنتجات يحافظ على قيمة العلامة التجارية على المدى الطويل، لكن من شأنه أن يدمر مصداقية الشركة وصورتها على المدى القصير.
وتساءلت روجرز: «هل تقوى الشركة على هذه المخاطرة؟»، وذلك وسط جملة من الانتقادات لـ«بربري».

* شركات أخرى
من بين الشركات التي تُقدم على حرق الفائض من منتجاتها سلسلة متاجر «إتش آند إم». فبحسب «بلومبيرغ»، قامت السلسلة الشهيرة بالتخلص من نحو 15 طناً من الملابس في السويد نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، وذلك في إحدى محطات توليد الكهرباء شمال غربي ستوكهولم.
وسخر منتقدون وقتها من حرق ملابس سلسلة «إتش آند إم» بالتزامن من فصل الشتاء، وقالوا إن السويد تحرق فائض الملابس للحصول على التدفئة بدلاً من الفحم!
كما أقدمت شركة «ريشمونت»، التي تملك العلامات التجارية «كارتييه» و«مونتبلانك» و«لوكولتر»، على إعادة شراء منتجاتها من الساعات الفاخرة بقيمة 430 مليون دولار، خلال العامين الماضيين، وقالت إن بعض الأجزاء يعاد تدويرها، ويتم التخلص من الباقي، وبحسب تقاير فما تم تدميره يفوق 553 مليون دولار أميركي عبر أوروبا
وأوردت صحيفة «فاينانشيال تايمز» خلال مقابلة مع مصممة الأزياء فوبيه فيلو عام 2010، أنها بعد التحاقها بشركة «سيلين» عام 2008، دمرت الشركة إنتاجها القديم بالكامل حتى لا يكون هناك «تذكير مادي» بالتصاميم القديمة، ومن ثم إطلاق العنان للإبداع في التصاميم الجديدة. لكن فيلو لم تؤكد ذلك.
وأفادت تقارير أميركية العام الماضي بأن شركة «نايكي» للملابس الرياضية تدمر منتجاتها المعيبة حتى لا تدخل في «سوق المنتجات المغشوشة».
وترجع «الغارديان» السبب في حرق بعض الشركات لمنتجاتها القديمة، كي لا تبيعها بأسعار مخفضة يضر باسم العلامة التجارية.
ويطرح البعض حل إعادة التدوير بديلاً عن حرق المخزون الفائض، لكن هذا يُعد موضوعاً مثيراً للجدل في عالم الموضة.
وقد ذكرت صحيفة «الإندبندنت» أن التخلص من المخزون الفائض أمر سيئ، لكن «عالم الأزياء لم يكن يوماً أخلاقياً، ولذلك لا يمكن أن يتم الاستغراب من خطوة (بربري)»، وأن ادعاء «الحفاظ على المنتج» لا يستند على أي حجة، فلم تظهر أي ملابس لـ«بربري» في أي سوق سوداء.
وفي السياق ذاته، ذكرت مجلة «فوربس» أن تلك الممارسات أمر شائع في الصناعات الفاخرة، وأن جزءاً من تفسير تلك الممارسة هو الحفاظ على الملكية الفكرية للعلامة التجارية.
وتابعت المجلة الأميركية أن «بربري» تملك عدداً محدوداً من عمليات البيع بأسعار منخفضة من خلال 54 متجراً، مقارنة بـ449 متجراً تبيع المنتجات بالسعر الكامل.

* انتقادات بيئية
تمتد الانتقادات لهذه الشركات من جانب نشطاء في مجال البيئة، إذ يعربون عن غضبهم من التخلص من الملابس بتلك الطريقة.
وقال لو ين رولوف من منظمة «السلام الأخضر»: «رغم ارتفاع أسعار منتجات (بربري)، فهي لا تُظهر أي احترام لمنتجاتها والعمل الشاق والموارد الطبيعية التي تستخدم في صنعها»، متابعاً أن «الكمية المتزايدة من مخازن التكديس تؤدي إلى فرط الإنتاج، وبدلاً من إبطاء إنتاجها، فإنها تحرق الملابس والمنتجات الجيدة تماماً».
وقد ارتفعت أرباح «بربري» وفق «بي بي سي» بنسبة 5 بالمائة، لتصل لأكثر من 542 مليون دولار في السنة المالية الأخيرة المنتهية في مارس (آذار) الماضي.



دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
TT

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)

أعلنت شركة «بيونوميكس» الأسترالية للأدوية عن نتائج واعدة لعلاجها التجريبي «BNC210»، لإظهاره تحسّناً ملحوظاً في علاج العوارض لدى المرضى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وأوضح الباحثون أنّ النتائج الأولية تشير إلى فعّالية الدواء في تقليل العوارض المرتبطة بالحالة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «NEJM Evidence».

واضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم أو مروع، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الحوادث الخطيرة. ويتميّز بظهور عوارض مثل الذكريات المزعجة للحدث، والشعور بالتهديد المستمر، والقلق الشديد، بالإضافة إلى مشاعر الاكتئاب والعزلة.

ويعاني الأشخاص المصابون صعوبةً في التكيُّف مع حياتهم اليومية بسبب التأثيرات النفسية العميقة، وقد يعانون أيضاً مشكلات في النوم والتركيز. ويتطلّب علاج اضطراب ما بعد الصدمة تدخّلات نفسية وطبّية متعدّدة تساعد المرضى على التعامل مع هذه العوارض والتعافي تدريجياً.

ووفق الدراسة، فإنّ علاج «BNC210» هو دواء تجريبي يعمل على تعديل المسارات البيولوجية لمستقبلات «الأستيل كولين» النيكوتينية، خصوصاً مستقبل «النيكوتين ألفا-7» (α7) المتورّط في الذاكرة طويلة المدى، وهو نهج جديد لعلاج هذه الحالة النفسية المعقَّدة.

وشملت التجربة 182 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، وكانوا جميعاً يعانون تشخيصَ اضطراب ما بعد الصدمة. وهم تلقّوا إما 900 ملغ من «BNC210» مرتين يومياً أو دواءً وهمياً لمدة 12 أسبوعاً.

وأظهرت النتائج أنّ الدواء التجريبي أسهم بشكل ملحوظ في تخفيف شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة بعد 12 أسبوعاً، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان التحسُّن ملحوظاً في العوارض الاكتئابية، بينما لم يكن له تأثير كبير في مشكلات النوم. وبدأ يظهر مبكراً، إذ لوحظت بعض الفوائد بعد 4 أسابيع فقط من بداية العلاج.

وأظهرت الدراسة أنّ 66.7 في المائة من المرضى الذين استخدموا الدواء التجريبي «BNC210» عانوا تأثيرات جانبية، مقارنةً بـ53.8 في المائة ضمن مجموعة الدواء الوهمي.

وتشمل التأثيرات الجانبية؛ الصداع، والغثيان، والإرهاق، وارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية. كما انسحب 21 مريضاً من مجموعة العلاج التجريبي بسبب هذه التأثيرات، مقارنةً بـ10 في مجموعة الدواء الوهمي، من دون تسجيل تأثيرات جانبية خطيرة أو وفيات بين المجموعتين.

ووفق الباحثين، خلصت الدراسة إلى أنّ دواء «BNC210» يقلّل بشكل فعال من شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة مع مؤشرات مبكرة على الفائدة.

وأضافوا أنّ هذه الدراسة تدعم الحاجة إلى إجراء تجارب أكبر لتحديد مدى فعّالية الدواء وتوسيع تطبيقه في العلاج، مع أهمية متابعة التأثيرات طويلة المدى لهذا العلاج.