موريتانيا تختار رئيساً جديداً للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات

TT

موريتانيا تختار رئيساً جديداً للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات

أدى الوزير السابق والدبلوماسي الموريتاني محمد فال ولد بلال، أمس، اليمين الدستورية، بعد تعيينه عضواً في اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات. ومن المنتظر أن يتم في وقت لاحق اختياره كرئيس للجنة، التي ستشرف على الانتخابات التشريعية والبلدية والجهوية في فاتح سبتمبر (أيلول) المقبل.
ويأتي اختيار ولد بلال لعضوية اللجنة بعد أن قدم رئيسها ديدي ولد بونعامه استقالته بضغط من الحكومة، التي ترى أن وضعه الصحي لم يعد يمكنه من مزاولة مهامه، وهو الموجود منذ عدة أسابيع في رحلة علاجية قادته إلى تركيا وفرنسا، ومنعته من حضور مداولات اللجنة حول تنظيم الانتخابات.
وينتمي محمد فال ولد بلال (68 عاماً) إلى جيل السياسيين، الذين نشطوا منذ البداية في صفوف «حركة الكادحين»، وهي حركة وطنية كانت تعارض حكم الرئيس المؤسس لموريتانيا المختار ولد داداه. لكن ولد بلال الذي تقلد مناصب عديدة في الإدارة الموريتانية، سرعان ما أصبح مقرباً من السلطة في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطائع، وحمل حقيبة وزارة الخارجية في عهده، قبل أن يعين سفيراً لدى السنغال وقطر.
ومع وصول الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز إلى الحكم (عام 2008) برز ولد بلال في الصفوف الأمامية للمعارضة، وكان قبل سنوات قليلة يقود الشخصيات المستقلة في «المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة»، أكبر ائتلاف معارض في موريتانيا، إذ يضم قطباً للأحزاب السياسية وقطباً للمجتمع المدني، وقطباً آخر للشخصيات المستقلة. ولم يعرف عن ولد بلال في السنوات الأخيرة أي انتماء حزبي، رغم نشاطه المعارض للسلطة. لكنه جمّد منذ عدة أشهر نشاطه في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، وأصبح نشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ويوجه العديد من الانتقادات لرفاقه في المعارضة. كما أن النظام لم يسلم من بعض انتقاداته، وإن كانت «أقلّ حدة».
وتراهن السلطات الموريتانية على خبرة ولد بلال، وقوة شخصيته وتجربته الكبيرة من أجل قيادة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وتفادي الوقوع في بعض الأخطاء، كتلك التي وقعت فيها مؤخراً، وهي مهمة صعبة، بحسب مصادر مقربة من الرجل تحدثت لـ«الشرق الأوسط».
لكن تعيين ولد بلال على رأس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لم يكن محل ترحيب من طرف رفاقه السابقين في المعارضة، حيث قلل من أهميته محمد ولد مولود، الرئيس الدوري للمنتدى الوطني للديمقراطية الوحدة، وقال إنه «مجرد محاولة من طرف النظام لترميم اللجنة المهترئة والهشة».
كما طالب ائتلاف انتخابي، شكلته المعارضة الموريتانية في مؤتمر صحافي أول من أمس، بضرورة «حلّ اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات»، وتشكيلها من جديد «وفق آلية توافقية وتشاركية»، وقال إن اللجنة الحالية «تفتقد للشرعية، ولا تملك الأدوات التي تمكنها من الإشراف على العملية الانتخابية بشكل يضمن شفافيتها ونزاهتها».
ورغم الطعون، التي تقدمت بها المعارضة في «شرعية» اللجنة المشرفة على الانتخابات. فإنها قررت خوض الانتخابات، وأقامت تحالفات سياسية فيما بينها، مكنتها من طرح لوائح ترشحات مشتركة في عدد من الدوائر الانتخابية. كما شكلت «الائتلاف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية»، وقالت إن الهدف منه هو «التنسيق من أجل منع تزوير الانتخابات، والتحالف في الشوط الثاني».
وتعد هذه هي أول انتخابات تشريعية وبلدية، تشارك فيها جميع أحزاب المعارضة منذ عام 2007، إذ إن عدداً كبيراً من أحزاب المعارضة قاطعت الانتخابات في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، احتجاجاً على ما صفته بأنه «عمليات تزوير». لكن قانوناً تم سنه عام 2011 يفرض عليها المشاركة في هذه الانتخابات، وإلا فإنها تصبح مهددة بـ«الحل»، إذ يقول هذا القانون الجديد إن أي حزب سياسي قاطع اقتراعين محليين متتاليين يتم «حله بقوة القانون».
وتنذر الأجواء السياسية في موريتانيا بأن هذه الانتخابات ستشهد تنافساً قوياً ما بين الأحزاب السياسية، خاصة أنها ستعيد رسم الخريطة السياسية في البلاد، قبل الانتخابات الرئاسية التي ستنظم منتصف العام المقبل (2019). ولن يكون الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز أحد المتنافسين فيها، لأن الدستور يمنعه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة. لكنه صرح في مناسبات عديدة بأنه سيدعم مرشحاً لم يكشف عن هويته.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.