صادق الصباح: «الهيبة 3» على الطريق و«راصور» و«ما فيي» جديدنا

يحضّر لإنتاج دراما تلفزيونية وأفلام سينما سعودية

صادق الصباح  -  فاليري أبو شقرا بطلة مسلسل «ما فيي»
صادق الصباح - فاليري أبو شقرا بطلة مسلسل «ما فيي»
TT

صادق الصباح: «الهيبة 3» على الطريق و«راصور» و«ما فيي» جديدنا

صادق الصباح  -  فاليري أبو شقرا بطلة مسلسل «ما فيي»
صادق الصباح - فاليري أبو شقرا بطلة مسلسل «ما فيي»

قال المنتج صادق الصباح، رئيس مجلس إدارة شركة صباح إخوان، إن نتائج شركات الإحصاء في لبنان حول نسب مشاهدة المسلسلات التلفزيونية لا ثقة له بها. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «إنها بمثابة حرب تجري بين محطات التلفزة لا شأن لي بها. فإن تتبناها جهات إعلامية وتتغاضى عن نجاح عمل درامي رمضاني كـ(الهيبة2) فيحل في المركز الثاني لهو أمر يدعو إلى الريبة؛ إذ إنه على الأرض يختلف هذا الواقع تماماً». ويتابع «عندما قلت سأفضح المستور حول هذا الأمر كنت أغمز في قناة المحطات التلفزيونية التي تصارعت مع بعضها من أجل الحصول على أحقية عرضه. فهل من الممكن أن يتصارعوا على شراء عمل فاشل؟ كما أن استخدام عدد لا يتجاوز الـ1000 ماكينة (ديكودير) موزعة على مناطق مختلفة من لبنان لا يمكنها أن ترصد نسب المشاهدة في لبنان بأكمله. فعن أي جمهور يتكلمون في حين المقاهي وبائعو الخضراوات والتجار وغيرهم من أصحاب المهن الحرة وأفراد عائلات بكاملها كانت تتابع هذا العمل فتفرغ الطرقات من السيارات؟ وحتى ولو كانت تلك الدراسات صحيحة، فهل بإمكانها أن تختصر لبنان بكامله؟». ودعا الصباح وزارة الإعلام في لبنان إلى تبني هذا الأمر تماما كما في مصر والخليج العربي لأنها مصدر ثقة فتصدر عنها أرقام رسمية بهذا الخصوص فتقطع الشك باليقين.
وكان قد تردد أن «الهيبة 2» حمل في أحداثه الكثير من العنف؛ مما ساهم في ابتعاد الناس عن مشاهدته. فأجواء العنف والحروب المحيطة بمنطقتنا جعلتهم يميلون بصورة أكبر إلى مشاهدة الأعمال الرومانسية الهادئة. يعلق «أحترم هذه المقولة، لكن في المقابل أقول إن أي جزء ثان من مسلسل يولَد نقاش حوله وهو ما حصل مع (الهيبة – العودة). وإذا كنا نتكلم عن موضوع الجماهيرية فلا أوافق لأنني أتابع وأرى وأسمع كل شاردة وواردة تخص إنتاجانا و(الهيبة2) تصدر لائحة (تراندات) مسلسلات رمضان أكثر من مرة، ففي رأيي هذا كلام لا يعكس شعبية هذا المشروع». وعما إذا هو يفرض على المحطات التلفزيونية شراء المسلسلين الرمضانيين اللذين ينتجهما يرد «أبد،اً هذا أمر غير صحيح فليس لدي أي حرج فيما لو بيع كل منهما لمحطة مختلفة. فالقرار يعود إلى المحطة نفسها وهم من يفضلون شراءها معاً».
وعن موضة المسلسلات القصيرة التي سيتبعونها في بعض إنتاجاهم المقبل، يوضح «هناك جيل جديد لا يبدي اهتماماً ببرامج العلبة السوداء، أي التلفزيونات. وساهمت شركات عالمية كـ(نتفلكس) و(أمازون) و(أو إس إن) في جذب تلك الشريحة إلى أعمالها المعروضة عبر قنواتها الخاصة. فتحول الأمر إلى ظاهرة احتلت قلوب وعيون هؤلاء فصاروا بمثابة حالة خاصة لا يمكننا تجاهلها. ومن هذا المنطلق قررنا تلبية طلبات هذا النوع من المشاهدين من خلال مسلسلات لا يزيد عدد حلقاتها على الـ16 تعرض كل واحدة منها مرة في الأسبوع. وسنستهل مواكبة هذه الظاهرة من خلال عمل جديد (راصور) من بطولة عادل كرم وأمل بوشوشة». لكن، ألا تخافون من تردد المشاهد العربي بشكل عام عن متابعة هذه المسلسلات؛ كونه اعتاد على متابعة جرعات أكبر منها فيصاب بالملل؟ «هي لا شك تنطوي على مجازفة سنخوضها بكل ثقة مع أننا كنا المبادرين في إنتاج المسلسلات الطويلة. كما أن الشركات العالمية التي ذكرتها لك وسعّت بيكار عروضها لتطال منطقتنا وجميع أنحاء العالم، وتركيا اليوم تتقدمنا في هذا الموضوع. ويمكن القول إن لبنان اختمر أكثر من مصر في هذا الشأن؛ لذلك بدأنا في وضع الحبر على الورق انطلاقاً منه». وهل هذا يعني أن عالم التلفزيون ذاهب إلى الزوال؟ «لا أعتقد ذلك؛ فهناك شريحة من المشاهدين وهي كبيرة ما زالت متعلقة ببرامج التلفزيون، ومع هذا النوع من الأعمال القصيرة أصبحت سلة خيارات المشاهد أكبر وأوسع».
وعن طبيعة مسلسل «راصور» الذي سينتج ويعرض خارج السباق الرمضاني يقول «كلمة راصور تعني (resort) بالأجنبية، ويقوم على معادلة قصص مترابطة لبطلين ضمن جغرافية مختلفة، ويحمل القسم الأول منه اسم (دولار)». ويضيف «أحداث العمل تدور في نمط مختلف يعتمد على الزمن نفسه مقابل التنقل في أماكن مختلفة. الفكرة ليست ترويجية سياحية بقدر ما هي نتيجة مقتضيات لموضوعاتها. والمعروف أن هذا النوع من المسلسلات القصيرة سبق وتابعها اللبنانيون في السبعينات والثمانينات عبر شاشة (تلفزيون لبنان) وبعضها عرض بالأبيض والأسود». التاريخ يعيد نفسه دون شك وهناك شريحة ستستعيد حماسها لمتابعة أعمال دراما من هذا النوع، في حين شريحة أخرى اعتادت أسلوب الـ(تيك أواي) من خلال متابعتها حلقات مسلسل بالجملة فستجد صعوبة في هضمها في المرحلة الأولى».
وعن الجزء الثالث من مسلسل «الهيبة» يقول «لو لم تكن هناك القصة والحبكة اللازمتان لما كان في استطاعتنا الشروع في الجزء الثالث من (الهيبة). فإذا غابت عناصر التشويق تغيب الفكرة من أساسها، أما أحداثه فستواكب (الهيبة1) يعني ستأخذ طريقها نحو عام 2019». وهل هذا يعني أن هناك عودة لنادين نسيب نجيم فيه؟ «لا، فنادين أصبح لديها مشروعاتها وأعمالها الخاصة بها، ولا يمكنني أن أفصح عن معلومات كثيرة؛ لأننا في طور كتابة النص وعقد اجتماعات مغلقة بهذا الصدد». وهل من نية لإنتاج «الهيبة4»؟ «لا يمكنني البت في هذا الموضوع اليوم، رغم أن هذا المشروع ذاهب إلى العالمية قريباً جداً. كما أن صناع (الهيبة) يتمتعون بحماس كبير للقيام بمشروعات جديدة». وهل في رأيك غياب كاتب «الهيبة1» أثر على الجزء الثاني منه بعد أن تم استبدال هوزان عكو بباسم السلكا؟ يرد «لقد كنا متفاهمين على الخطوط العريضة لـ(هيبة1) مع الكاتب هوزان عكو، وكذلك مع المخرج سامر برقاوي، وفي الجزء الثاني اختلفت وجهات النظر، فأسندنا المهمة إلى آخر. فإذا الكاتب لم يكن مقتنعاً بأحداث النص الذي يكتبه فهناك خطورة في الموضوع؛ ولذلك كان من الأفضل التوجه إلى كاتب آخر مع أننا ما زلنا على تعاون تام مع الكاتب عكو وهو يحضّر لعملين سينمائيين ولعدد من الأعمال الدرامية الأخرى التي ننوي إنتاجها». وعن إسناده بطولة إلى فاليري أبو شقرا في عمل درامي جديد بعنوان «ما فيي» من تأليف كلوديا مرشيليان وإخراج رشا شربتجي، يقول «المسلسل يتألف من 60 حلقة، وبالنسبة لفاليري فهي تمثل مشروعاً ناجحاً زرعنا بذوره في (الهيبة العودة) لنعود ونقطف ثماره في هذا العمل الجديد».
وعن مشروعاته الإنتاجية المستقبلية، يقول «إضافة إلى مسلسلي (ما فيي) و(راصور) من خارج رمضان هناك أيضاً إنتاجات مصرية مع أحمد السقا، وآخر كوميدي مع علي ربيع.
كما أننا نعمل على دراما سعودية صرنا في مرحلة متقدمة فيها، وهو خارج موسم رمضان وأبطاله ممثلون سعوديون. كما أننا نعمل على فيلمين سينمائيين سعوديين وبالتعاون أيضاً مع شركة (رايتكس) يكتبهما هوزان عكو. فقد آن الأوان أن نطل على أسواق الخليج بأعمال تشبه تلك المنطقة فهناك الكثير من الأفكار والنصوص والروايات التي سنخرجها إلى العلن في الوقت المناسب».


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».