اغتيال ناشط مدني معارض لإيران في السليمانية

TT

اغتيال ناشط مدني معارض لإيران في السليمانية

في ساعة متأخرة من ليلة أمس عثرت الشرطة في منطقة نائية ببلدة «بنجوين» (96 كلم شرق محافظة السليمانية)، بإقليم كردستان العراق، على جثة الناشط المدني الكردي المعارض لإيران إقبال مرادي (48 عاما) وقد قتل بسبع رصاص أطلقت من مسدس على رأسه وجسده من مسافة قريبة، بحسب مصادر الشرطة التي أكدت أنها أحالت ملف القضية إلى جهاز الأمن الكردي (الأسايش)، نظراً لأن الحادث جريمة اغتيال سياسي.
وقال عمر أليخانزاده، زعيم «العصبة الثورية لكادحي كردستان الإيرانية» لـ«الشرق الأوسط» إن «المغدور كان أحد كوادر حزبنا، وكانت له مواقف مشرفة في التصدي للنظام الإيراني، وينتمي إلى أسرة مناضلة قدمت كثيرا من الشهداء وضحت بالكثير، على طريق معارضتها النظام»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «المغدور مرادي استقال من الحزب قبل سنوات بمحض إراداته، وتفرغ للنشاط المدني ضد نظام طهران، وكان ذا دور فاعل في الأوساط الكردية بإيران».
وأصدرت «جمعية حقوق الإنسان» الكردية في إيران بيانا أدانت فيه بشدة ما وصفتها بأنها جريمة اغتيال عضوها البارز «مرادي»، مطالبة سلطات الأمن في إقليم كردستان، بالسعي الجاد للقبض على الجناة وإحالتهم إلى القضاء.
وتعدّ هذه الحادثة الثالثة من نوعها منذ مطلع العام الحالي، حيث اغتيل القائد الميداني لمقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض، قادر قادري، في 7 مارس (آذار) الماضي في قرية تابعة لقضاء رانية شمال محافظة السليمانية.
وقال علي مرادي، ابن عم المغدور، لوسائل إعلام محلية في كردستان إنه لم يكن على عداوة مع أي شخص، وإن «أسرته توجه أصابع الاتهام إلى أجهزة الاستخبارات الإيرانية، التي استهدفته عام 2008 في بلدة بنجوين أيضا وأصيب بعدة إطلاقات في أماكن حساسة من جسده، لكنه نجا من الموت بأعجوبة».
وأضاف أن ابن عمه المغدور لا ينتمي إلى حزب سياسي معارض لإيران، لكنه ناشط مدني ومعارض لنظام طهران، وهو عضو في «منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان» الكردية في إيران، وهي منظمة مدنية مستقلة تعنى بالدفاع عن حقوق الأكراد في إيران، موضحاً أن نجل المغدور ويدعى زانيار مرادي معتقل في السجون الإيرانية منذ سنوات، ومحكوم بالإعدام مع ابن عمه لقمان مرادي بتهمة الانتماء إلى أحد الأحزاب الكردية المعارضة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.