إحالة نائب أردني إلى لجنة السلوك بعد انتقاده الملكة

TT

إحالة نائب أردني إلى لجنة السلوك بعد انتقاده الملكة

وافق مجلس النواب الأردني على تحويل النائب غازي الهواملة إلى لجنة السلوك النيابية، على خلفية ما جاء في كلمته تحت قبة البرلمان، خلال مناقشات البيان الوزاري.
وكان النائب الهواملة قد قال إن رئيس الوزراء، الدكتور عمر الرزاز، مطالب بالرجوع إلى الدستوريين ليحددوا له حدود ولايته، وذلك منعا لتداخل الصلاحيات والاختصاصات.
وأضاف الهواملة في كلمته تحت قبة البرلمان: «نحن نجد تفرقا، وعدم وجود مرجعية لمؤسسات الدولة، بما فيها مؤسسة القصر التي نحترمها».
وقال الهواملة: «نحن نعتبر النظام الهاشمي عنوان استقرار، صحيح؛ لكن تداخل اختصاص جلالة الملكة مع صلاحيات جلالة الملك يجده البعض تجاوزا».
وتابع الهواملة: «لم أجد ولم أقرأ أو أسمع في كلّ الأمم عن مملكة تدار من ملكين، أو أن مملكة تدار من ملك وملكة، حتى في خلايا النحل».
وانتقد الهواملة الحديث عن «حكومة مدنية، وحكومة ديوان، وحكومة عسكرية»، قائلا: «إذا أردنا التحدث بصدق، فيجب علينا أن نحلّ كثيرا من المشكلات التي لا تكفيها لا 15 دقيقة ولا حتى 15 ساعة».
ورجحت مصادر مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، اتجاه النية إلى فصل النائب الهواملة، بعد أن تمت إحالته إلى لجنة السلوك والنظام في مجلس النواب. وتتجه الأنظار إلى إصدار مرسوم ملكي يدرج فصل الهواملة.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب الأردني، عاطف الطراونة، حديث الهواملة: «تطاولا، ويخرق النظام الداخلي لمجلس النواب»، استوجب إحالته إلى لجنة السلوك والنظام في المجلس. وهاجم الطراونة زميله النائب الهواملة على خلفية قول الأخير: «يوجد ملكان في الأردن، ملك وملكة».
وشطب الطراونة ما ورد على لسان الهواملة من محضر جلسة النواب. وأكد الطراونة مباشرة، خلال مناقشات الثقة أمس الأربعاء، أن للبلد ملكا واحدا، وهو الملك عبد الله الثاني، رافضا أن يتطاول أي أحد على الملكة رانيا العبد الله.
وثار عدد من النواب تحت قبة البرلمان، معبرين عن رفضهم لما ورد على لسان الهواملة.
وكان مجلس النواب الأردني، قد شرع يوم الأحد الماضي، في مناقشة البيان الوزاري الذي قدمه رئيس الحكومة، عمر الرزاز، لنيل الثقة، حيث واجه الرزاز وأعضاء حكومته نقدا لاذعا، وهجوما غير مسبوق، وأعلن نحو عشرة نواب حجب الثقة عن الحكومة خلال المناقشات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.