السعودية تتحقق من مصدر ثلاث قذائف «هاون» سقطت في عرعر

اللواء الغامدي لـ («الشرق الأوسط») : الحدود في حالة تأهب على مدار العام

السعودية تتحقق من مصدر ثلاث قذائف «هاون» سقطت في عرعر
TT

السعودية تتحقق من مصدر ثلاث قذائف «هاون» سقطت في عرعر

السعودية تتحقق من مصدر ثلاث قذائف «هاون» سقطت في عرعر

فتحت السلطات الأمنية السعودية، أمس، التحقيق حول سقوط ثلاث قذائف بالقرب من مجمع سكني في محافظة جديدة عرعر (شمال السعودية)، وذلك بعد أن جرى رصدها ظهر أمس، دون أن تنتج عن ذلك أي إصابات، وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها الحدود السعودية مع العراق لسقوط قذائف «هاون».

وأوضح اللواء محمد الغامدي، الناطق الإعلامي باسم حرس الحدود، أنه «عند الساعة الواحدة وأربعين دقيقة، من ظهر اليوم (أمس)، جرى رصد سقوط ثلاث قذائف بالقرب من مجمع سكني بجديدة عرعر في منطقة الحدود الشمالية السعودية، ولم ينتج عن ذلك، ولله الحمد، أي إصابات».

وقال اللواء الغامدي إن الجهات المختصة باشرت إجراءات التحقيق لتحديد مصدر إطلاق القذائف، وإن الحادث لا يزال محل المتابعة الأمنية. وأشار الناطق الإعلامي باسم حرس الحدود في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أن هناك جهات أمنية مساندة لعمل حرس الحدود على جميع المنافذ السعودية، ضمنها طيران الأمن التابع لوزارة الداخلية، حيث تقوم طائرات بطلعات جوية مستمرة، ومنسقة، لرصد أي مخالفات على طول الشريط الحدودي للسعودية مع دول الجوار.

ولفت اللواء الغامدي إلى أن حرس الحدود على مدار العام يعمل بكل استعداداته، خصوصا خلال شهر رمضان، لقطع الطريق أمام بعض ضعاف النفوس الذين يستغلون فترة النهار، لتنفيذ خططهم الإجرامية، حيث جرى رصد أكثر من حالة منذ أول يوم من رمضان.

وذكر الناطق الإعلامي لحرس الحدود أن التقنيات المستخدمة التي يعمل بها أفراد حرس الحدود هي أحدث ما جرى التوصل إليه في مجال التقنيات الأمنية في العالم، «حيث توجد لدينا كاميرات حرارية ثابتة وأخرى متحركة، كما يجري أيضا استخدام مناظير بعيدة المدى، والرادارات لرصد أي مخالفة، إضافة إلى أن هناك رجال أمن يعملون على مدار الساعة على طول الشريط الحدودي».

وحول عملية التأهب التي فرضها حرس الحدود خلال الفترة الماضية على الحدود الشمالية للسعودية، أكد اللواء الغامدي أن حرس الحدود في حالة تأهب على مدار العام، وأن الدوريات تعمل بالليل والنهار.

وكان حرس الحدود السعودي رصد في 20 نوفمبر (تشرين ثاني) من العام الماضي، سقوط ست قذائف «هاون» في منطقة غير مأهولة بالقرب من مركز العوجاء الجديد بقطاع حرس الحدود في حفر الباطن بالمنطقة الشرقية، حيث أكد حينها العميد محمد الغامدي الناطق الإعلامي باسم حرس الحدود السعودي أنه لم ينتج عن سقوط القذائف أي أضرار، فيما تبنى إطلاق القذائف واثق البطاط الأمين العام لحزب الله في العراق في بيان أصدره من مكان مجهول، أكد فيه إطلاق القذائف على الأراضي السعودية.

وكان واثق البطاط لفت الأنظار إليه العام قبل الماضي، عندما أعلن عن تأسيس «جيش المختار» لنصرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. لكن أوساط المالكي نفت أي علاقة لها به، في وقت أصدرت فيه الحكومة العراقية مذكرة لإلقاء القبض عليه، لكنها لم تنفذ بدعوى أنه لم يجرِ العثور عليه.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».