البحرين واليمن والتعاون الإسلامي تدين الاعتداء الإرهابي على منفذ الوديعة

المنامة: ما تقوم به الرياض دفاع عنا جميعا

البحرين واليمن والتعاون الإسلامي تدين الاعتداء الإرهابي على منفذ الوديعة
TT

البحرين واليمن والتعاون الإسلامي تدين الاعتداء الإرهابي على منفذ الوديعة

البحرين واليمن والتعاون الإسلامي تدين الاعتداء الإرهابي على منفذ الوديعة

أكدت البحرين وقوفها مع المملكة العربية السعودية وتضامنها التام معها في سبيل محاربة الإرهاب والقضاء عليه وتجفيف منابعه أيا كان مصدره، وشددت المنامة على أن ما تقوم به السعودية «هو دفاع عنا جميعا».

جاء ذلك ضمن معرض إدانتها للاعتداء الإرهابي الذي استهدف دورية أمنية في منفذ الوديعة ومبنى الاستقبال التابع للمباحث العامة في محافظة شرورة، ونقلت وكالة أنباء البحرين تعازي ومواساة حكومة البحرين لأسر شهداء الواجب وتمنياتها الشفاء العاجل للمصابين جراء هذا العمل الإجرامي الغادر.

بينما دانت الجمهورية اليمنية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف دورية أمنية في ومبنى المباحث العامة في محافظة شرورة، وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية أول من أمس عن تضامن شعب وحكومة بلاده مع شعب وحكومة المملكة العربية السعودية «في مواجهة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف النيل من أمن واستقرار البلدين الشقيقين»، وقال المصدر اليمني «إن قوات الجيش والأمن اليمنية لن تألو جهدا في مكافحة الإرهاب حتى يتم استئصاله».

وأكد المصدر اليمني أن الإرهاب يشكل آفة لا تهدد أمن واستقرار المنطقة فحسب «وإنما تهدد أيضا الأمن والسلم الدوليين»، مجددا التزام بلاده بالتعاون المشترك مع السعودية في مكافحة الإرهاب.

وفي جدة أعرب إياد أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانته واستنكاره للأعمال الإرهابية التي استهدفت دورية أمنية سعودية في منفذ «الوديعة» بالقرب من الحدود السعودية - اليمنية ومبنى حكوميا في محافظة «شرورة» الذي أسفر عن استشهاد أربعة من رجال الأمن.

وأكد في بيان صدر أمس تضامن المنظمة التام مع السعودية في جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب الذي يستهدف أمنها واستقرارها وذلك أيا كان مصدره، مشيرا إلى موقف منظمة التعاون الإسلامي المبدئي والثابت الذي يندد بالإرهاب بكل أشكاله وصوره.

من جانبه، استنكر الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس ما اقترفته الفئة الضالة من اعتداء آثم على أمن بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين.

وقال: «إن الاعتداء الإجرامي الذي استهدف رجال الأمن في محافظة شرورة يعكس ضلالة الفكر لهذه الفئة الباغية حيث لم يردعهم دينهم ولا أخلاقهم ولا مروءتهم عن مهاجمة رجال أمن يقفون على ثغر من ثغور الوطن في شهر رمضان المبارك والانتحار بعد ذلك بقتلهم أنفسهم». وأضاف: «إن الإسلام براء من بغي هؤلاء الخوارج، الذين يرتدون عباءة الدين لتحقيق غاياتهم وتنفيذ أجندة خارجية تستهدف بلادنا التي ولله الحمد تحولت بفعل تطبيقها لكتاب الله وسنة رسوله المصطفى الأمين إلى واحة أمن واستقرار».

وقال: «إن الاعتداء الآثم لم يستهدف بلاد تناصب المسلمين العداء، بل استهدف بلاد الحرمين الشريفين التي تتهاوى إليها قلوب المسلمين وأفئدتهم، وهو الأمر الذي يدل على أنهم أشد عداوة للإسلام وأهله»، وأشار إلى أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبمؤازرة من ولي العهد، وولي ولي العهد مستمرة في أداء رسالتها العظيمة نحو الأمتين الإسلامية والعربية في محاربة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وستواصل ملاحقة هؤلاء الخارجين عن الفطرة السوية، حتى تردهم إلى سواء السبيل أو تكفي الأمة شرورهم التي تستهدف الإسلام والمسلمين.

وثمن لرجال الأمن جهودهم بقيادة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في مواجهة الفئة الضالة، ونجاحهم في إفشال مخططاتها الشريرة، مشيرا إلى أن المملكة بفضل الله ثم بجهود هؤلاء الرجال الأبطال استطاعت في مواجهتها لآفة الإرهاب أن تجعل من تجربتها مثالا يقتدى.

فيما استنكر المجلس الأعلى للقضاء الحادثة الإرهابية التي وقعت في منفذ الوديعة الجمعة الماضي وذهب ضحيتها أربعة من رجال الأمن، وقال الشيخ سلمان بن محمد النشوان الأمين العام للمجلس والمتحدث الرسمي «إن هذا الحادث الأليم والآثم والإجرامي لن يثني عزائمنا في الوقوف مع رجال الأمن البواسل لمحاربة هذه الفئة الضالة، التي حادت عن الطريق وسلمت عقولها لأعداء الدين والوطن وتأثروا بأفكار مسمومة ونبتت لديهم فكرة التكفير فاستحلوا الدماء البريئة وعاثوا في الأرض الفساد، وخرجوا من وطنهم الذي احتضنهم وعاشوا في كنفه وتحت ظلاله إلى مواطن الفتن، وانضموا إلى أهل الشبهات والضلال، فغُذيت أفكارهم بمنهج الخوارج فتساهلوا في إخراج الناس من الدين وتكفيرهم، ومن ثم استخدموا في القتل والأعمال الإجرامية».

وأضاف: «إن المجلس الأعلى للقضاء إذ يستنكر هذا الحادث الأثيم ليشد من أزر رجال أمننا الأبطال الذين تصدوا لهؤلاء الشرذمة ووقفوا أمامهم بكل قوة وحزم متوكلين على الله عز وجل، واثقين من نصره لهذه البلاد المباركة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.