أعلن حزب العدالة والتنمية المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، رفضه لما وصفه بـ«حملة التشكيك» في مواقفه من الملكية، التي أطلقها معارضوه إثر تصريحات أحد قيادييه، التي قال فيها إن «النظام الملكي بشكله الحالي معيق للتقدم وللتطور والتنمية».
وأعربت الأمانة العامة للحزب «رفضها لكل نزوعات الإقصاء والافتراء والتشكيك»، إثر «حملة التشكيك الممنهجة في مواقف الحزب ووفائه لمؤسسات البلاد». وأكدت في بيانها أمس أنها تثمن «المواقف الواضحة والمبدئية التي عبر عنها سعد الدين العثماني، الأمين للحزب، خلال انعقاد المجلس الجهوي السبت الماضي، والتي جدد فيها التذكير بمواقف الحزب الراسخة بشأن الثوابت الوطنية الجامعة، ممثلة في المرجعية الإسلامية، والوحدة الوطنية والترابية، والملكية الدستورية والاختيار الديمقراطي، وتذكيره بالاعتزاز الدائم بالأدوار السامية للملكية، باعتبارها رمزا لوحدة الوطن وضامنة لاستقراره وأمنه، وحصنا لبلدنا في مواجهة كل التحديات وقائدة للإصلاح والتنمية وترسيخ الديمقراطية».
وتوالت ردود الفعل على تصريحات عبد العالي حامي الدين عن الملكية خلال الجلسة الأولى للحوار الداخلي، التي أطلقها الحزب قبل أسبوع، ونشرها موقعه الإلكتروني الرسمي قبل حذفها، على الرغم من أن حامي الدين قال إن حديثه «اجتزئ ونشر مقطع منه فقط، معزولا عن سياقه وحيثياته». إلا أن معارضي الحزب استغلوا تلك التصريحات للتشكيك في نوايا الحزب، ذي المرجعية الإسلامية ومشروعه السياسي، و«طموحه بالاستئثار والهيمنة والاستحواذ»، كما كتب محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، والخصم السياسي الكبير لـ«العدالة والتنمية»، الذي وصف تصريحات حامي الدين بـ«الكلام الانقلابي المسيء».
وردا على تصريحات حامي الدين، أوضح بيد الله أن الحزب يمارس «التقية»، وأن «ما يقلق الإسلاميين، وما اكتشفوه بعد وصولهم إلى السلطة، وما يكبح طموحهم بالاستئثار والهيمنة والاستحواذ، هو أن مقاعد البرلمان لا تكفي لوحدها، ولو أن البرلمان تنبثق من مجلسه الأول الحكومة، ويحتكر التشريع للأمة».
وتطلب هذا التشكيك الصريح في مواقف الحزب، وانتهاز معارضيه الفرصة كما يقول لـ«الوقيعة» بينه وبين المؤسسة الملكية، ردا قاسيا من حامي الدين، الذي اتهم بيد الله بالتملق، وبأنه «قائد فاشل لحزب فاشل، تم دعمه من طرف السلطة جهارا، ومع ذلك تم دحره من طرف أصوات الناخبين».
ولم يقف التنابز السياسي بين الحزبين الخصمين عند هذا الحد، إذ بادر قيادي آخر في «العدالة والتنمية» هو إدريس الأزمي الإدريسي، الوزير السابق ورئيس الفريق النيابي للحزب، إلى الرد على بيد الله، بقوله إنه «استغل بشكل بشع وانتهازي مادة مجتزأة من حوار داخلي... ليقوم بانتهازية مفضوحة وبدور مقيت باللعب على حبل مستنقع الوقيعة بين الحزب ومناضليه والمؤسسة الملكية، دون مراعاة للاحترام الواجب والمكانة المحفوظة».
وشكك الأزمي بدوره في مواقف حزب الأصالة والمعاصرة، وذكر بيد الله باستضافة أمينه العام الحالي عبد الحكيم بن شماس، وحزبه لمفكر من الشرق «تطاول على الإسلام وعلى الذات الإلهية، واستهزأ بالبيعة وبإمارة المؤمنين، وذلك على مرأى ومسمع من قيادات الحزب». كما ذكره أيضا بتشكيك أمينه العام أخيرا، وهو رئيس مجلس المستشارين، في الاختيار الديمقراطي، وهو ثابت من الثوابت الدستورية.
يذكر أن سعد الدين العثماني، وفي محاولة لتطويق تداعيات تصريحات حامي الدين بشأن الملكية، أكد خلال لقاء حزبي أن علاقة حزبه بالملكية «ليست علاقة مبنية على مصالح، أو منطق براغماتي أو تكتيكي، بل علاقة مبدئية، تستند إلى أن الحزب يؤمن بأن الملكية هي من ضمن الثوابت الدستورية الأساسية للمغرب».
7:57 دقيقة
المغرب: «العدالة والتنمية» يهاجم المشككين في ولائه للملكية
https://aawsat.com/home/article/1334756/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%83%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%87-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9
المغرب: «العدالة والتنمية» يهاجم المشككين في ولائه للملكية
- الرباط: لطيفة العروسني
- الرباط: لطيفة العروسني
المغرب: «العدالة والتنمية» يهاجم المشككين في ولائه للملكية
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة