أول انتحاري لبناني في العراق يتحدر من طرابلس

«أبو حفص» قاتل مع «أحرار الشام» بسوريا قبل مبايعته «داعش»

نازحون جراء هجمات مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال العراق يتلقون مساعدات إنسانية في مخيم بكربلاء أمس (إ.ب.أ)
نازحون جراء هجمات مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال العراق يتلقون مساعدات إنسانية في مخيم بكربلاء أمس (إ.ب.أ)
TT

أول انتحاري لبناني في العراق يتحدر من طرابلس

نازحون جراء هجمات مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال العراق يتلقون مساعدات إنسانية في مخيم بكربلاء أمس (إ.ب.أ)
نازحون جراء هجمات مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال العراق يتلقون مساعدات إنسانية في مخيم بكربلاء أمس (إ.ب.أ)

كشف حساب «أخبار طرابلس الشام»، وهو حساب لبناني على موقع «تويتر»، ينقل «أخبار السنة في طرابلس الشام وكل العالم الإسلامي»، كما يُذكر في التعريف عنه، عن أن الانتحاري الذي أقدم على تفجير نفسه، مساء الأحد الماضي، في مقهى شعبي بالعاصمة العراقية بغداد، لبناني الجنسية، ويدعى مصطفى عبد الحي، ليكون بذلك أول لبناني ينفذ عملية انتحارية في العراق.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية أوردت، مساء أول من أمس (الأحد)، خبرا أفادت فيه بمقتل أربعة أشخاص على الأقل، وإصابة 15 بجروح عند تفجير انتحاري نفسه داخل مقهى في غرب بغداد. ونقلت عن مصدر في وزارة الداخلية العراقية وضابط برتبة عقيد في الشرطة قولهما إن الانتحاري فجّر نفسه داخل مقهى في منطقة الوشاش التي تسكنها غالبية من الشيعة، من دون أن تذكر هوية الانتحاري.
وفي تغريدة على موقع «تويتر»، أعلن حساب «أخبار طرابلس الشام» أن «الاستشهادي أبو حفص اللبناني ينغمس بحزامه الناسف الثقيل في وكر من أوكار فيلق الغدر في الوشاش في 8 رمضان، وكانت النتيجة مقتل وجرح العشرات». وقال في تغريدة ثانية: «رحمك الله وتقبلك من الشهداء يا أبا حفص ونسأل الله أن يدخلك أعلى الجنان مع النبي عليه الصلاة والسلام»، مشيرا إلى أنه قضى «بعملية استشهادية في بغداد ضد الروافض».
وأفاد حساب «أخبار طرابلس الشام» بأن «الاستشهادي مصطفى عبد الحي من منطقة المنكوبين في طرابلس»، كاشفا عن أنه «قاتل النصيرية في الشام، وقاتل في الغوطة وإدلب وحلب ودير الزور»، ثم «انشق عن أحرار الشام منذ سنة تقريبا، وانضم إلى (الدولة الإسلامية)، بعد أن رأى صدق منهجها». وفي حين وصف الحساب عبد الحي، بـ«صاحب الصوت الجميل» و«الماهر بتلاوة القرآن»، و«صاحب الأخلاق الرفيعة»، نقل موقع «لبنان 24» الإلكتروني بأن أبو حفص يبلغ من العمر 22 عاما، ويتحدر من منطقة المنكوبين بطرابلس، كان قبل انضمامه إلى المجموعات المتشددة، يعمل نجارا في لبنان، وعاد إلى منطقته قبل عام وأمضى قرابة الشهر، ثم غادر إلى سوريا. وفي حين نفت مصادر سياسية عدة في مدينة طرابلس لـ«الشرق الأوسط» علمها بأي معطيات حول هوية الانتحاري، الذي يتحدر من عائلة معروفة في محلة المنكوبين، لافتة إلى أن «فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي يجري تحقيقاته للتأكد من هويته»، أبدت مصادر محلية في طرابلس استغرابها لـ«تفرد صفحة (أخبار طرابلس الشام) بكشف هوية الانتحاري، في وقت لم توزع أي بيانات نعي أو تقام مجالس عزاء في المنكوبين على غرار ما يجري عادة، كما أن أحدا لم يعلن تبني العملية الانتحارية في بغداد»، لافتا إلى أنه «لا معلومات تفصيلية عن الشاب أو نشاطه».
ويبدو أن الشاب الذي قاتل، وفق المعلومات المتداولة، في سوريا إلى جانب «لواء أحرار الشام»، انضم مع تصاعد نفوذ تنظيم داعش إلى صفوفه، وقاتل معه في دير الزور أخيرا، قبل أن ينتقل إلى العراق.
ووقع الهجوم الانتحاري في بغداد، في وقت يشهد فيه العراق هجوما لمسلحين إسلاميين متطرفين يقودهم تنظيم الدولة الإسلامية، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، قبل إعلانهم دولة الخلافة، وتعيينهم أبو بكر البغدادي خليفة.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.