المستقبل يبدو واعداً بعد نهائي رائع في «أجمل مونديال»

روسيا تجني الثمار داخل الملاعب وخارجها... وتجربة حكم الفيديو ما بين مؤيد ومعارض

لاعبو فرنسا يحملون مدربهم ديشامب الذي عادل إنجاز زاغالو وبيكنباور بالتتويج بالكأس لاعباً ومدرباً (رويترز)
لاعبو فرنسا يحملون مدربهم ديشامب الذي عادل إنجاز زاغالو وبيكنباور بالتتويج بالكأس لاعباً ومدرباً (رويترز)
TT

المستقبل يبدو واعداً بعد نهائي رائع في «أجمل مونديال»

لاعبو فرنسا يحملون مدربهم ديشامب الذي عادل إنجاز زاغالو وبيكنباور بالتتويج بالكأس لاعباً ومدرباً (رويترز)
لاعبو فرنسا يحملون مدربهم ديشامب الذي عادل إنجاز زاغالو وبيكنباور بالتتويج بالكأس لاعباً ومدرباً (رويترز)

حصلت «أجمل كأس عالم على الإطلاق» على النهائي التي تستحقه عندما فازت تشكيلة شابة لمنتخب فرنسا 4 - 2 على كرواتيا المكافحة بعد عرض قوي زاد من التكهنات بإمكانية تغيير وجه القوى العالمية في كرة القدم.
وإذا كان المنتخب الفرنسي توج بطلا على أرض الملعب، فإن روسيا توجت عبر المونديال داخل الملاعب وخارجها حيث استطاعت من خلال البطولة تحطيم الكثير من الصور السيئة التي سبقت مونديال كان مليئا بالمفاجآت.
وردت روسيا بالشكل الأمثل على الكثير من الانتقادات التي طالتها قبل انطلاق البطولة، من خلال العروض الرائعة للمنتخب الروسي قبل خروجه من دور الثمانية، وكذلك من خلال التنظيم الجيد للبطولة والذي نال إشادة واسعة ووصفه الكثيرون بأنه الأفضل في تاريخ كأس العالم.
وكسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رهانه بإظهار صورة جميلة لروسيا في وقت تتكاثر فيه الأزمات الدبلوماسية مع الغرب. لقد نجحت روسيا بامتياز في تنظيم كأس العالم. الملاعب الجميلة والعملية، حفاوة الأجواء، غياب حوادث كبرى، ومئات الآلاف من الزوار (630 ألف بطاقة مشجع، كانت بمثابة جوازات سفر ترافق تذاكر المباريات وتعفي صاحبها من التأشيرة من الدور الأول)، تركت ذكريات جيدة.
وأراد بوتين قطف الثمار سريعا. وأعلن، بحسب ما نقلت وكالات روسية، أن الأجانب من حملة بطاقات المشجعين «سيستفيدون من دخول متعدد إلى أراضي روسيا الاتحادية من دون تأشيرة حتى نهاية العام الحالي».
وعلى صعيد كأس العالم بشكل عام، اعتبر الرئيس الذي بدأ في وقت سابق من هذه السنة ولاية رئاسية جديدة أنه: «يمكننا بالتأكيد أن نفخر بكيف نظمنا هذه البطولة، جعلنا من هذا الحدث الكبير نجاحا في كل جانب».
وأضاف: «قمنا بهذا العمل من أجل مشجعينا، ومن أجل عشاق الرياضة الروس، وكل الذين يعشقون الرياضة في جميع أنحاء العالم».
نقلت وسائل الإعلام العالمية الأجواء الاحتفالية التي كانت طاغية في روسيا، والتي لم يغفل مسؤولو التواصل في الكرملين الإشارة إليها. وقالت رئيس تحرير قناة «روسيا اليوم» مارغريتا سيمونيان: «لقد تمكننا من الوصول إلى القلب البارد للصحافة الغربية ورأوا من نحن حقا».
وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو الأسبوع الماضي خلال زيارة للكرملين: «لقد وقعنا جميعا في حب روسيا... اكتشفنا بلدا لم نكن نعرفه».
وأضاف: «كل المخاوف التي كان البعض يحاولون إثارتها مع كأس العالم هذه لم تتحقق، بل كان العكس تماما».
ويمكن لكرة القدم أيضا أن تستغل هذه النسخة من كأس العالم للتركيز على الأمور الإيجابية وكذلك على المستقبل في ظل رغبة الاتحاد الدولي (الفيفا) في نسيان فضائح الفساد التي لطخت سمعة المنظمة في 2015.
وكانت الإثارة حاضرة منذ المباراة الافتتاحية إذ نجحت روسيا، صاحبة أقل تصنيف في البطولة بوجودها في المركز 70، في الفوز بخماسية على السعودية وزاد الإبداع بثلاثية رونالدو خلال التعادل المثير 3 - 3 مع إسبانيا وثارت تكهنات بأن هذه أجمل نسخة للكأس. وشهدت المسابقة الكثير من الأهداف الرائعة والدراما المتأخرة في طريقة حسم المباريات لذا قال جياني إنفانتينو رئيس الفيفا إن هذه أجمل بطولة على الإطلاق لكأس العالم واتفق معه الكثير من النقاد والمذيعين وزوار روسيا.
وشهدت أغلب مباريات البطولة منافسات شرسة وجاء العشرات من الأهداف الـ169 التي شهدتها 64 مباراة، من كرات ثابتة، ولم يشهد المونديال سوى حالة تعادل سلبي وحيدة كانت بين فرنسا والدنمارك في الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات دور المجموعات، بعد أن ضمنا بالفعل التأهل.
وأصبح ديدييه ديشامب مدرب فرنسا، الذي كان يحمل شارة قيادة بلاده عندما أحرزت اللقب على أرضها في 1998، ثالث رجل فقط يتوج باللقب كلاعب وكمدرب بعد البرازيلي ماريو زاغالو والألماني فرانز بيكنباور.
وقد يمكن مسامحته الآن بعد حديثه الغريب عن كأس العالم 2018. وقال ديشامب: «لم أشاهد مثل هذه النسخة من كأس العالم بسبب وجود تكافؤ على أعلى المستويات. الفرق الصغيرة... وصلت المسابقة بعد استعداد رائع». وأضاف: «لا أعلم إن كانت هذه نسخة جميلة من كأس العالم - لقد شهدت بعض السيناريوهات المجنونة».
ويأتي الجمال وفقا لوجهة نظر كل شخص لكن البطولة قدمت ما يكفي على مدار الشهر للتأكيد على أن «اللعبة الجميلة» ليست مجرد عبارة مكررة في عالم كرة القدم. ونالت روسيا إعجابا هائلا من خلال حداثة الاستادات الـ12 التي احتضنت فعاليات البطولة في 11 مدينة، والتنظيم الذي بدا مثاليا وحسن الضيافة لمئات الآلاف من الزوار الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم.
وقال أليكسي سوروكين رئيس اللجنة المنظمة للمونديال: «لقد أظهرت البطولة أننا شعب منفتح ومضياف ومبتسم... لقد كانت رحلة استكشافية لروسيا بالنسبة للجميع».
كذلك رصدت منظمات حقوقية، منها منظمة العفو الدولية، إيجابيات المونديال الروسي وأبدت أملها في استمرار تلك الإيجابيات بعد الانتقادات المتعلقة بحرية التعبير والصحافة في البلاد تحت قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت المفاجآت المدوية قد بدأت منذ وقت مبكر من البطولة وأبرزها خروج المنتخب الألماني حامل اللقب من منافسات الدور الأول، وذلك للمرة الأولى منذ 80 عاما. كذلك ودع المنتخب الأرجنتيني ونجمه ليونيل ميسي والمنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو، المونديال خلال اليوم نفسه، من دور الستة عشر.
ورغم إشادة رئيس الفيفا بتجربة حكم الفيديو المساعد فإن ما حدث من خلط وارتباك في مباراة النهائي أثار الجدل حول هذا النظام. ومنح الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا ضربة جزاء للمنتخب الفرنسي في الشوط الأول من المباراة النهائية بعد مشاهدة الإعادة للكرة التي ارتطمت بيد اللاعب الكرواتي إيفان بيرسيتش داخل منطقة الجزاء ليتقدم الفريق 2 / 1 قبل نهاية الشوط الأول.
ولم يمنح بيتانا ركلة الجزاء في البداية للمنتخب الفرنسي ولكن حكم الفيديو الإيطالي ماسيميليانو إيراتي طالبه بمراجعة اللعبة بنفسه عبر شاشة الفيديو. وبالفعل، أطال بيتانا النظر إلى الواقعة قبل أن يشير إلى احتساب ركلة جزاء للفريق الفرنسي. وعلق نجم كرة القدم الألماني السابق يورغن كلينزمان على الركلة قائلا: «عندما لا تكون متأكدا، لا يمكنك احتساب هذه الكرة ضربة جزاء». كما أبدى غاري لينكر مهاجم المنتخب الإنجليزي اندهاشه واعتراضه بشأن احتساب ضربة جزاء ومشيرا إلى أن كل فقرات القانون لا تؤيد احتساب اللعبة.
وقال المدافع الإنجليزي الدولي السابق ريو فيرديناند: «أعتقد أن احتساب ضربة جزاء لفرنسا من هذه اللعبة كان قرارا خاطئا تماما... هذا المنتخب الكرواتي سيشعر بألم صعب للغاية».
وشعر زلاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي فعليا بالحزن خاصة وأن احتساب ضربة الجزاء جاء بعد دقائق من تعادل المنتخب الكرواتي بهدف سجله بيرسيتش في نفسه. وقال داليتش: «لم أعلق من قبل على التحكيم... ولكن دعوني أقول عبارة واحدة: في نهائي كأس العالم، لا تحتسب هذه اللعبة ضربة جزاء... هذا لا يقلل من انتصار المنتخب الفرنسي». لكن هناك آخرون دافعوا عن قرار بيتانا مؤكدين أن الحكم كان مصيبا في انحيازه للفيديو لأن لعبة مثل هذه لم تكن لتحتسب دون وجود (فار).


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».