شاكيرا غنت فأيقظت أحلام وطن في «مهرجانات الأرز الدولية»

افتتحت المغنية العالمية شاكيرا أولى أمسيات «مهرجانات الأرز الدولية»، الذي ازدان مسرحها بتصاميم تذكر بأهرامات مصر وتحيط بها لوحة طبيعية من أرز لبنان. فمنذ السادسة من مساء الجمعة (أول من أمس) بدأ زحف بشري ينتشر على مداخل موقع الحفل، الذي تم تخصيص مدخل خاص فيه للشخصيات البارزة بعد مرورهم على السجادة الحمراء. فنحو 13 ألف لبناني جاءوا من مختلف المناطق، وحضروا هذا الحفل الذي وصفه البعض بـ«الأكثر من رائع»، فيما اعتبره آخرون «حلماً وتحقق». فتابعوا خلاله أداء مغنية عالمية من أصول لبنانية توجهت إليهم بالشكر لأكثر من مرة لأنهم استضافوها، وهي ابنة زحلة التي رددت أكثر من مرة افتخارها بأصولها اللبنانية، وهو ما أكدته عند وصولها إلى أرض المطار، ثم خلال غرسها شجرة أرز في بلدة تنورين، حيث قالت: «لطالما أخذت شجرة الأرز رمزاً لي فحملت روحها معي إلى كولومبيا كأنني شجرة الأرز فيها». «غابة أرز الرب» في شمال لبنان، وكررت «أنها فخورة بالغناء في أرض الأجداد» خلال الحفل. كما ذكرت «لبنان» بالعربية بعد أغنيتها الأولى قائلة: «لبنان! من الرائع أن أكون هنا في هذه الأجواء السحرية، هذا من وحي الخيال، أشكركم كثيراً على وجودي معكم الليلة». ولم تتوقف شاكيرا طيلة مدة تقديمها وصلاتها الغنائية على مسرح «مهرجانات الأرز الدولية» من التواصل مع الحضور، إما بعبارات لبنانية «مرحباً لبنان» و«شكراً» و«أنا مبسوطة»، وأخرى بالإنجليزية تعبر فيها عن سعادتها بوقوفها على هذا المسرح. غنت شاكيرا ورقصت وعزفت على أكثر من آلة (غيتار وأورغن وإيقاع) فلم يكن من السهل أن «يشوح» نظرك عنها كي لا تفوت طاقتها الإيجابية التي نثرتها على الحضور، فتفاعلوا معها على مدى ساعتين من الوقت دون ملل.
وخلال أدائها لأغانٍ يعرفها اللبنانيون ظهراً عن قلب كـ«she wolf» و«La tortura» و«wakawaka» و«Hips don’t lie» وغيرها من الأغاني التي ألفت وصلتها وختمتها بـ«bicycletta»، تفاعل الحضور معها بشكل كبير، فهتف وصرخ وطالبها بالمزيد بعد أن كان رهن إشارة من يدها تطالبه من خلالها بالتفاعل معها بالصوت والصورة. فرددوا كلمات أغانيها وصفقوا، وتقدم بعضهم من خشبة المسرح ليسلم عليها عن قرب، فكانت متعاونة ولطيفة وهي تضع يدها بيدهم مبتسمة. وفي كل مرة كانت تطل فيها بزي جديد على خشبة المسرح (بدلت ثيابها 4 مرات) كان اللبنانيون يهتفون باسمها، ويصرخون «Hola» التي تعني «مرحباً» بلغتها الإسبانية. وقد حمل بعضهم لافتات كتبوا عليها بالإنجليزية «نحبك شاكيرا» و«أهلا بك في بلدك الأم لبنان»، فيما حمل آخرون العلمين الكولومبي واللبناني تأهلاً بها.
ولم تتوان شاكيرا عن التعريف بأحد عازفي الغيتار في فرقتها الموسيقية، معلنة أنه من أصل لبناني بعد أن توجهت إليه بالقول بالإنجليزية «أهلاً بك في بلدك الأم». ورغم حرارة الطقس المنخفضة (12 درجة) التي سادت مناخ بلدة الأرز مساء، إذ ارتدى غالبية الحضور جاكيتات سميكة ومن الفرو، إلا أن صوت شاكيرا كان يشعرهم بالدفء، لا سيما أنهم كانوا يقفزون ويصفقون ويهللون طيلة مدة الحفل.
واختتمت شاكيرا السهرة مرتدية ثوباً زهرياً (فوشيا)، ووقفت تودع جمهورها بأغنيتها «La bicycletta» منهية جولتها في لبنان، التي تأتي جزءاً من جولة غنائية عالمية تقوم بها تحت عنوان «الدورادو» (اسم ألبومها الغنائي الأخير) فسبق وقدمت سلسلة حفلات خلالها في مدن غربية كهامبورغ وميونيخ وباريس ولندن وميلانو وأمستردام وغيرها. وكان أحدث الحفلات قبل لبنان في تركيا حيث رافقها فيها صديقها لاعب كرة القدم العالمي بيكيه وطفلاها ساشا وميلان. أما في جولتها اللبنانية التي سادها طابع وطني بامتياز، فغرست شجرة أرز في بلدة تنورين، وأطلق اسمها على ساحة فيها. كما تلقت هدايا من خشب الأرز وقطعة قماش طرزت برسوم لأرز لبنان، ورافقها في الرحلة كل من والديها وشقيقها وطفليها.