ليبيا: مسلحون مجهولون يهاجمون حقلاً نفطياً... ويخطفون 4 موظفين من آخر

السراج وموغيريني يشددان على ضرورة إيجاد حل شامل لأزمة الهجرة غير الشرعية

السراج مستقبلا موغيرينى مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية في طرابلس أمس (أ. ف. ب)
السراج مستقبلا موغيرينى مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية في طرابلس أمس (أ. ف. ب)
TT

ليبيا: مسلحون مجهولون يهاجمون حقلاً نفطياً... ويخطفون 4 موظفين من آخر

السراج مستقبلا موغيرينى مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية في طرابلس أمس (أ. ف. ب)
السراج مستقبلا موغيرينى مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية في طرابلس أمس (أ. ف. ب)

أعلنت مؤسسة النفط، التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، أمس عن اقتحام محطة تابعة لحقل الشرارة النفطي من قبل من وصفتهم بـ«مجموعة من المسلحين مجهولي الهوية»، فيما اعتبر فائز السراج، رئيس الحكومة، لدى لقائه الأول من نوعه مع فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، بالعاصمة طرابلس أن النفط «هو المصدر الوحيد للدخل في ليبيا، ويجب أن يكون في منأى عن الخلافات والمغامرات السياسية، وخارج نطاق الصراعات بمختلف أشكالها».
وقالت مؤسسة النفط في بيان لها أمس إنه تم إغلاق آبار النفط في المناطق المجاورة، وإجلاء جميع العمال الآخرين كإجراء احترازي، وأوضحت المؤسسة، التي توقعت أن تبلغ خسائر الإنتاج 160 ألف برميل في اليوم، أنه تم خطف أربعة موظفين من قبل المهاجمين، قبل أن يتم إطلاق سراح اثنين منهم.
وطبقا للبيان، فإن أعضاء مجلس إدارة المؤسسة «يراقبون التطورات عن كثب مع إدارة شركة أكاكوس»، مشيرا إلى تعليمات صدرت إلى رئيس لجنة إدارة الشركة، ومدير عام العمليات للتواجد في الموقع، فيما تتواصل المؤسسة مع السلطات المختصة لحل هذه المشكلة وضمان سلامة الموظفين. وشركة «أكاكوس» مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط، ومجموعة شركات «توتال» و«ريبسول» و«شتات أويل» و«أو. إم. في».
في غضون ذلك، قال مهندسون بحقل الشرارة العملاق إنه تم البدء في عملية إخلاء الموظفين الأجانب من حقل الشرارة، إثر خطف عاملين، أحدهما أجنبي، في هجوم شنته جماعة مجهولة على منشأة بالحقل.
وقال أحد المهندسين إن الهجوم وقع على محطة للتحكم على مشارف الشرارة، التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن الجزء الرئيسي من الحقل النفطي. فيما أكد أحد العاملين بالحقل أنه «تم خطف أربعة موظفين من زملائنا، ثلاثة ليبيين وموظف روماني الجنسية. وحتى الآن لم يتم سوى إطلاق سراح اثنين من الليبيين فقط. أما باقي الموظفين فما يزال مصيرهم مجهولا». مشيرا إلى تدهور الوضع الأمني في حقل الشرارة، وإلى تعرض سيارة منذ أيام قليلة لعملية سطو، تم خلالها اختطاف مهندسين، قبل أن يطلق سراحهما في محطة أوباري للكهرباء.
ويعد الشرارة أكبر حقول النفط في ليبيا، إذ ينتج نحو 270 ألف برميل يوميا، ما يمثل أكثر من ربع الإنتاج الليبي من الخام، الذي وصل إلى مليون برميل يومياً في أغسطس (آب) الماضي. وقد أُغلق حقل الشرارة أكثر من مرة بشكل مؤقت خلال العام الجاري. كما تعرض للغلق من حرس المنشآت النفطية لأكثر من عامين.
من جهة ثانية، قامت فيدريكا موغريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، أمس بزيارة تعد الأولى من نوعها إلى العاصمة الليبية طرابلس، والتقت على رأس وفد من الاتحاد الأوروبي فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة.
وقال بيان للسراج إن اللقاء الأول من نوعه بين الطرفين تناول عددا من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية، لافتا إلى أن موغريني جددت تأكيدها على دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لحكومة السراج.
وطبقا للبيان، فقد أبدت موغريني ارتياحها لتجاوز الأزمة في منطقة الهلال النفطي، وعودة الأمور إلى طبيعتها، مؤكدة أن «الثروة النفطية ملك لكل الليبيين، ويجب أن تسخر لإنعاش الاقتصاد، وتحقيق الازدهار للبلد، وبما يفرض عدم تكرار مثل هذه الأحداث الضارة على أكثر من صعيد».
ونقل البيان عن موغريني أن سياسة الاتحاد الأوروبي «تستهدف تحقيق الاستقرار في ليبيا. والاهتمام ليس مقتصراً على قضية الهجرة فقط»، مشيرا إلى عدد من المشاريع المخصصة لدعم ليبيا في المجال الاقتصادي، ودعم البلديات وأجهزة الدولة ومؤسساتها. بالإضافة لبرنامج تدريب خفر السواحل، والعمل المشترك على تأمين حدود ليبيا الجنوبية.
وخلال اللقاء اتفق الجانبان على ضرورة إيجاد حل شامل لملف الهجرة غير الشرعية، بحيث يأخذ في الاعتبار كافة أبعاد المشكلة، وضرورة الاهتمام بتنمية دول المصدر، وذلك من خلال مخطط شامل لدعم المنطقة اقتصاديا.
وأثنى السراج على ما يقدمه الاتحاد الأوروبي من دعم لحكومته، مشيرا إلى اتفاق الطرفين على أهمية وجود موقف أوروبي موحد تجاه القضايا السياسية في ليبيا، وأن يجري العمل بالنسبة لمسار الانتخابات، وغيرها من مسارات تحت مظلة الأمم المتحدة.
كما عبر السراج عن تطلعه إلى علاقة شراكة حقيقية بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، إذ أوضح البيان أن موغريني وافقت على مطالبه بشأن تفعيل اللجان المشتركة.



قناة السويس تتوجس من تجدد التهديدات في البحر الأحمر

عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
TT

قناة السويس تتوجس من تجدد التهديدات في البحر الأحمر

عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)

جددت «تهديدات» جماعة الحوثيين باستهداف السفن الإسرائيلية المارة بالبحر الأحمر، مخاوف مصرية من تفاقم أزمة قناة السويس، التي تراجعت إيراداتها بشكل لافت منذ الحرب الإسرائيلية على غزة.

ورغم حديث مصري سابق عن مؤشرات إيجابية لعودة حركة الملاحة بالبحر الأحمر في ظل اتفاق الهدنة منذ بداية العام الحالي، فإن اعتزام «الحوثيين» مواصلة الهجمات يعني «مضاعفة الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها مصر، بسبب تراجع حركة التجارة الدولية عبر القناة»، وفق برلمانيين وخبراء أشاروا إلى أن «أزمة الملاحة بالبحر الأحمر متوقفة على وقف الحرب نهائياً على قطاع غزة».

وأعادت جماعة الحوثيين اليمنية تهديداتها للسفن الإسرائيلية، محذرة من مرور السفن الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر، أو بحر العرب، أو مضيق باب المندب، أو خليج عدن، إذا لم ترفع إسرائيل قرار وقف دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وقالت الجماعة، في إفادة لها الثلاثاء، إنها «ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل، حتى إعادة فتح المعابر إلى قطاع غزة ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء».

تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

وقدّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حجم خسائر بلاده بسبب التحديات الإقليمية وتهديدات حركة الملاحة التجارية الدولية بنحو «7 مليارات دولار العام الماضي»، وقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن «إيرادات قناة السويس تراجعت إلى ما يزيد على 60 في المائة».

ويشير التصعيد الحوثي الجديد إلى استمرار تعطل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وقناة السويس، وفق عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) محمد بدراوي، الذي أشار إلى أن «أي تهديد جديد سيفاقم من خسائر قناة السويس».

ويرى بدراوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «حركة الملاحة في قناة السويس شهدت تحسناً نسبياً مع بداية العام الحالي، بالتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر»، مشيراً إلى أن «عودة التصعيد مرة أخرى ستؤثر على حركة عبور السفن»، موضحاً أن «صعوبة الأزمة في ارتباط التهديدات الأمنية في باب المندب بالحرب على غزة، ما يعقد أي حلول نتيجة لتعدد الأطراف الدولية والإقليمية في تلك الحرب».

وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة قناة السويس المصرية الفريق أسامة ربيع إن «مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر أسفرت عن تغيير 47 سفينة، الشهر الماضي، مسارها للعبور عبر القناة، بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح»، وتوقع خلال مشاركته في المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجيستيات، نهاية فبراير (شباط) الماضي، «عودة مزيد من الخطوط الملاحية للقناة، حال استمرار الاستقرار بالمنطقة».

وتعيد تهديدات الحوثيين المخاطر مجدداً لحركة الملاحة عبر قناة السويس، رغم مؤشرات التحسن التدريجي خلال الأسابيع الأخيرة، وفق مستشار النقل البحري المصري، والخبير في اقتصادات النقل أحمد الشامي، وأشار إلى أن «عدداً من شركات الشحن بدأ يلجأ لمجرى (القناة)، مرة أخرى، بعد رصد تراجع هجمات الحوثيين منذ بداية العام»، إلى جانب «ارتفاع تكلفة الشحن عبر طريق رأس الرجاء الصالح».

ونجحت قناة السويس في عملية «قطر ناقلة بترول يونانية»، سبق وأن تعرضت لهجوم من جماعة الحوثيين في البحر الأحمر، وأكدت في إفادة لها، الاثنين، «الجاهزية، للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية»، إلى جانب «توافر حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية».

ويعتقد الشامي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «قناة السويس ستتأثر مجدداً بأي هجمات جديدة للحوثيين»، لكنه يرى أن التأثير «لن يكون قوياً عن الوضع الحالي لها»، مشيراً إلى أن «مصر تبذل جهوداً لتطوير وتنويع خدماتها الملاحية، للحفاظ على تنافسية المجرى الملاحي لقناة السويس»، إلى جانب «التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها القاهرة لاحتواء الموقف الإقليمي، بما في ذلك وقف هجمات الحوثيين».

ويرجح خبير اقتصادات النقل «عودة حركة التجارة الدولية عبر قناة السويس تدريجياً في النصف الثاني من العام الحالي».

بينما يختلف في ذلك البرلماني المصري، الذي يرى أن «شركات الشحن العالمية قد اعتمدت تعريفات جديدة لخطوط الملاحة البديلة لقناة السويس، ومن المستبعد أن يكون هناك تحسن قبل نهاية العام الحالي».