دعا الدكتور مبارك ربيع، إلى ضرورة القيام بثورة ثقافية ناعمة، وفق رؤية استراتيجية شاملة بمشاركة جميع مكونات المجتمع من أسرة ومدرسة وسائر المؤسسات مع إعطاء القدوة والنموذج التربوي لإشاعة القيم وترسيخ أسس بناء الشخصية الثقافية.
وأوضح الكاتب المغربي في محاضرة ألقاها مؤخرا بمدينة الرباط، ضمن الدورة الثانية لأيام «الإكليل الثقافي» التي تنظمها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، أن العالم العربي شهد كثيرا من الثورات، بكل الألوان، ما عدا الثورة الثقافية.
واستعرض ربيع في محاضرته المعنونة «مجتمع القيم والشخصية الثقافية» صورا من التحولات التي شهدها المجتمع، في ارتباطها بالأسرة والمدرسة، بفعل كثير من المؤثرات، واعتبر «تورط المغاربة وحشر الاسم المغربي في أحداث عالمية أمورا غير مشرفة بكل المعايير والمقاييس... فهؤلاء الشباب سواء منهم الذين ولدوا في ديار الهجرة، أو الذين ولدوا في المغرب، هم ثمرة تنشئتنا نحن كمجتمع».
ومن موقعه بصفته أستاذا جامعي وباحث في شؤون التربية، وهو يتحدث عن مفهومه للقيم، لاحظ ربيع أن هناك اختلالات مست العلاقة بين مختلف أطراف العملية التربوية، وخاصة التلميذ والأستاذ، مستشهدا بحالات الاعتداءات الجسدية المتبادلة بينهما، وأحيانا بين الناشئة.
أما عن مؤسسة الأسرة فقد ذكر ربيع أنها أصبحت متجاوزة منذ مدة، بعد أن تخلت عن دورها في التربية والتنشئة والتحكم بفعل عوامل كثيرة، لافتا الانتباه إلى أنه لا يعني بـ«التحكم» التسلط بل يقصد معناه التربوي الإيجابي من حيث التوجيه وغيره.
وزيادة في التوضيح، أبرز ربيع أن سلطة الأب وسلطة المدرسة ضرورية لكي تكون العملية التربوية متوازنة وسليمة، وليست تعسفية، وذلك من منطلق أن غياب السلطة ينتج الحيرة لدى الناشئين والمعلمين على السواء.
وبعد أن ركز على أهمية بناء الشخصية الثقافية للإنسان، التي تعد المحور الأساسي لكل شيء، من خلال الثقافة باعتبارها صناعة عقلية، دعا ربيع إلى اللحاق بالركب والاستفادة من قرب المغرب لأوروبا، التي لا تفصله عنها جغرافيا سوى نصف ساعة، بينما يبعد عنها على مستوى التقدم بعدة قرون، على حد قوله.
الكاتب المغربي ربيع مبارك يدعو إلى «ثورة ثقافية ناعمة»
الكاتب المغربي ربيع مبارك يدعو إلى «ثورة ثقافية ناعمة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة