موسى يدعم انتخابات البرلمان المصري قبل الرئاسة

وفد الكونغرس أكد للقاهرة دعم واشنطن لـ {إرادة الشعب}

موسى يدعم انتخابات البرلمان المصري قبل الرئاسة
TT

موسى يدعم انتخابات البرلمان المصري قبل الرئاسة

موسى يدعم انتخابات البرلمان المصري قبل الرئاسة

في وقت قالت فيه قيادات في لجنة الخمسين، التي انتهت من صياغة الدستور المصري الجديد، إنها تتوقع الموافقة عليه بنسبة تتجاوز 75 في المائة في الاستفتاء المقرر إجراؤه الشهر المقبل، أكد عمرو موسي رئيس اللجنة أمس، إنه يفضل إجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية.
ولم يحدد الدستور الجديد الذي سيجري الاستفتاء عليه منتصف الشهر المقبل أيا من الانتخابات ستجرى أولا، مما ترك الباب مفتوحا لتكهنات السياسيين. ومن المقرر أن يحسم الرئيس المؤقت عدلي منصور إجراء أي من الانتخابين أولا خلال أيام. وأوضح موسى قائلا في مؤتمر صحافي عقد ظهر أمس في مقر هيئة الاستعلامات في شرق القاهرة، إن «حسم أمر الانتخابات أصبح في يد رئيس الجمهورية وليس لجنة الخمسين». وتوقع أن تكون نتيجة الاستفتاء على الدستور الموافقة عليه من عموم الشعب بما لا يقل عن 75 في المائة. وقال إن مشاركة المواطنين ستكون كبيرة، مشيرا إلى أن الدستور موجه للجميع ودون إقصاء.
وأضاف أن الجميع له حق التصويت في الاستفتاء، بمن في ذلك الأحزاب وجماعة الإخوان المسلمين. مشيرا إلى أن الإخوان «هم من يقررون إذا كانوا يريدوا أن يقصوا أنفسهم أو أن يشاركوا». وعما إذا كانت عملية الاستفتاء ستجرى تحت الرقابة الدولية، قال إن الباب مفتوح أمام الرقابة المحلية أو الدولية.
وشدد موسى في رده على أسئلة الصحافيين على أن الدستور هو الخطوة الأولى تجاه تحقيق خارطة الطريق، مشيرا إلى أن لجنة الخمسين قرأت واقع المجتمع المصري قراءة صحيحة وقامت بترجمته من خلال مواد الدستور.
يأتي هذا في وقت يستعد فيه مجلس المحافظين لاتخاذ الإجراءات المطلوبة للاستفتاء على الدستور يومي 14 و15 الشهر المقبل. وأعلن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية أن مجلس المحافظين سيناقش في اجتماعه اليوم (الاثنين) موضوعات من بينها استعدادات المحافظات ليومي الاستفتاء.
وقال موسى إن الدستور هو الخطوة الأولى تجاه تحقيق خارطة الطريق، مما يسمح بعودة مصر لدورها الإقليمي، مشيرا إلى أن الدستور تحدث عن تركيبة الدولة المصرية وسلطاتها وتفاعل السلطات، كما تحدث عن الدولة المدنية بأن مصر دولة حكمها وحكومتها مدنية وتراثها غني. وأضاف أن المادة الأولى من الدستور تضمنت الهوية المصرية، وأنها أفادت أن مصر جزء من الأمة العربية والقارة الأفريقية والعالم الإسلامي، ولها دور في البحر المتوسط.
ولفت موسى إلى أن المادة الثانية أوضحت أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع، بالإضافة إلى المادة الثالثة التي تحدثت عن شرائع المسيحيين واليهود. وأكد أن من يقرأ الدستور يجد أن الديمقراطية واضحة في مواده وخاصة في مواد الإدارة المحلية التي تتيح انتخاب القيادات المحلية وصولا إلى قيادات مجلس النواب. وقال إن الدستور تحدث بوضوح عن المرأة ومساواتها بالرجل، وعن الطفل ورعايته، وعن ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال إن الدستور نص على أن جميع الفئات بالمجتمع لا بد أن يحصلوا على تمثيل في البرلمان المقبل، بما في ذلك الشباب والمرأة والمسيحيين، مشيرا إلى أن مواد الإدارة المحلية من أهم أبواب الدستور، وأن المجالس المحلية سيكون لها سلطات موسعة لمواجهة الوحدات الإدارية، موضحا أن 54 ألف مقعد منتخب في المجالس المحلية على مستوى المحافظات على أن يكون من بينهم 50 في المائة مقاعد للمرأة والمسيحيين. ودعا الجميع إلى قراءة باب الإدارة المحلية، قائلا إن «الديمقراطية تبدأ منها حيث نتحول من المركزية إلى اللامركزية».
وتابع موسى قائلا إن الدستور يدعو جميع المصريين إلى المشاركة في تنفيذ خارطة الطريق، و«لكن الدستور لم يصدر بعد، لذلك فإن الفصل في الأمر هو الضمير الذي سيدفع أي مصري إلى المشاركة في الاستفتاء أو الامتناع عن المشاركة»، مشيرا إلى أن الشعب يشعر في الوقت الحالي بـ«حالة من الضيق والغضب الشديدين بسبب وقف حاله»، معربا عن اعتقاده أن الشعب «سيخرج لبدء التحرك إلى الأمام والتصويت على الاستفتاء بـ(نعم) للدستور».
ونفى موسى علاقة اللجنة بالإعلانات المنتشرة في عدد من الشوارع المصرية والتي تحث المواطنين على المشاركة في الاستفتاء على الدستور، قائلا إنه ليس من دور اللجنة إجراء أي إعلانات لحث المواطنين على المشاركة.
من جانبه، قال الدكتور عبد الجليل مصطفى، مقرر لجنة صياغة الدستور، إن الدستور خرج بالتوافق بين جميع أعضاء اللجنة، مشيرا إلى أن جميع مواد الدستور أقرت بما يفوق النسبة التي حددتها اللجنة لإقرار المواد وهي 75 في المائة، وأضاف أنه يتوقع من خلال قراءة المجتمع أنه ستكون هناك موافقة على مواد الدستور بتأييد كبير. على الصعيد نفسه، توقع الدكتور حسام المساح، ممثل ذوي الاحتياجات الخاصة في لجنة الخمسين، أن يصوت على الدستور بـ«نعم» نحو 45 مليون ناخب من بين نحو 50 مليون ناخب.
من جانبه أكد السفير أمجد عبد الغفار، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن الهيئة قامت بطبع وتوزيع مشروع الدستور الجديد لإتاحته للمواطنين مجانا، وذلك في إطار الدور المنوط بها لتوعيه المواطنين ونشر الوعي السياسي بين أفراد المجتمع، بجانب وضع نسخة إلكترونية على موقع الهيئة على شبكه الإنترنت، مشيرا إلى أن الهيئة من المقرر أن تعقد ندوات في عموم الجمهورية لشرح ماهية الدستور وأهمية المشاركة السياسية.
وشارك في المؤتمر الصحافي عدد من قيادات لجنة الخمسين، من بينهم الدكتور كمال الهلباوي أحد نواب رئيس اللجنة، والذي أكد أنه «ليس هناك إشارة خفية أو ظاهرة بالدستور تسيء للدين»، مشيرا إلى أن المادة الثانية من الدستور الخاصة بالشريعة عُقد بشأنها عشرة اجتماعات مع حزب النور (السلفي) للتأكد من صحتها قبل إقرارها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.