الوسط الثقافي السعودي ينعى المسرحي محمد العثيم

الكاتب المسرحي السعودي محمد العثيم («الشرق الأوسط»)
الكاتب المسرحي السعودي محمد العثيم («الشرق الأوسط»)
TT

الوسط الثقافي السعودي ينعى المسرحي محمد العثيم

الكاتب المسرحي السعودي محمد العثيم («الشرق الأوسط»)
الكاتب المسرحي السعودي محمد العثيم («الشرق الأوسط»)

نعى الوسط الثقافي والفني السعودي الكاتب المسرحي المعروف محمد العثيم الذي وافته المنية اليوم (السبت)، بعد معاناة مع المرض.
وصلي على الراحل عصر اليوم في جامع الراجحي بالرياض، بحضور جمع من المثقفين والفنانين السعوديين ومحبيه، الذين تفاعلوا أيضاً في وسم «#محمد_العثيم_إلى_رحمة_الله»، على «تويتر»، بأكثر من 15 ألف تغريدة تضمنت مواقفهم مع الفقيد ومآثره وأعماله الخالدة، ودعواتهم له بالرحمة والمغفرة.
‏وكتب الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «ينعى الوسط الثقافي في ⁧‫السعودية‬⁩ الأستاذ القدير محمد العثيم، أحد أبرز رموز الحركة المسرحية والفنية في البلاد، وستبقى أعماله وما قدمه لوطنه علامة في تاريخنا الثقافي ونتاجنا الفني»، مقدماً أحر التعازي باسمه واسم رواد الثقافة في المملكة لذويه ومحبيه كافة.
و⁩قدّم وزير الإعلام السعودي الدكتور عواد العواد خالص العزاء إلى أسرة الفقيد وكافة الوسط الثقافي والفني، داعياً له بالعفو والمغفرة، وأن يلهم ذويه الصبر ويكتب لهم الأجر.
وقال العواد في تغريدة، إن الراحل محمد العثيم «شارك بجهد متميز، خلال ما يزيد على أربعين سنة، في صناعة الفن الحديث، وترك بصمة واضحة في مسيرة المسرح السعودي».
وغرّد الفنان ناصر القصبي، قائلاً: «رحمة الله عليك يا محمد... عاش مهموماً بالمسرح... قربتنا سنوات الشباب وأبعدتنا وجهات النظر».
وذكر الإعلامي مفيد النويصر، أنه عرف الفقيد قبل 16 عاماً ولم يلقاه يوماً إلا بشوشاً ومحفزاً، ينصح بلطفٍ في السر ويدعم الجميع علناً.
أما الفنان عبد الإله السناني، فقال: «ترجّل فارس المسرح السعودي تاركاً خلفه أعمالاً خالدة ومحبة جارفة وبسمة مستدامة... رحل رائد المسرح والشعر والأدب‏ الذي غاص بنا في بحر المسرح ليعيد اكتشافه معنا».
واعتبر الإعلامي محمد الطميحي، رحيل العثيم «خسارة كبيرة للمسرح السعودي»، مضيفاً: «رغم جديته وصرامته الظاهرة... إلا أنه يخفي قلباً كبيراً وروحاً عظيمة رحمه الله».
وترحّم المثقف عبد الله الغذامي، على الراحل، وقال: «قد رحلت لضيافة رب كريم رحيم... لم تقل وداعاً، ومثلك يبقى... والدعاء لك صلة وصل لا تنقطع بحول الله»، مردفاً: «صديق عزيز ووفي ونبيل ترك آثاراً عميقة في جيل من طلبة الإعلام مع رياداته في المسرح كتابةً وتأصيلاً وإبداعاً، وكل جلسة معه كانت ثراءً معرفياً ووجدانياً وإبداعياً».
وأضاف الكاتب رجا المطيري: «عظم الله أجركم في رحيل أستاذنا الكبير.. رحيل موجع لمبدع أصيل ترك أثراً لا يمحى في الثقافة السعودية».
‏وأوضح الإعلامي عبد العزيز العيد أن الراحل «عانى من الأمراض ما الله به عليم، ولكنه بقي مؤمناً، مؤملاً بمشروعه الوطني في النهوض بالمسرح الذي كتب له ما يقارب 40 نصاً، وظل حتى أواخر حياته متفائلاً».



احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».