انقلابيو اليمن أطلقوا معتقلاً ظنوا موته من شدة التعذيب

الميليشيات تنكل بأهالي ذمار وتخطف مسنين

د. منير الشرقي بعد الإفراج عنه في صورة تداولها ناشطون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي
د. منير الشرقي بعد الإفراج عنه في صورة تداولها ناشطون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي
TT

انقلابيو اليمن أطلقوا معتقلاً ظنوا موته من شدة التعذيب

د. منير الشرقي بعد الإفراج عنه في صورة تداولها ناشطون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي
د. منير الشرقي بعد الإفراج عنه في صورة تداولها ناشطون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي

كشف ناشطون يمنيون أمس في محافظة ذمار، عن أن الميليشيات الحوثية أفرجت عن ناشط معتقل منذ عام، ظنا منها أنه فارق الحياة، بعد أن قامت بإحراق جسده، حيث عثر عليه قبل أيام مرميا في أحد شوارع المدينة.
وتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للناشط منير الشرقي، تظهر حجم التعذيب الذي تعرض له في سجن الجماعة الحوثية، خلال عام من اختطافه وإخفائه قسريا، دون أي تهمة سوى عدم رضوخه للميليشيات.
وأفاد الناشطون بأن المئات من المختطفين في سجون الجماعة، في ذمار وصنعاء وغيرهما من المدن، يلاقون أبشع صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، كما هو حال الناشط الشرقي، الذي عثر عليه في حالة إغماء، بعد أن ألقاه سجانوه في أحد شوارع المدينة، فيما كانت الحروق وآثار التعذيب تغطي كافة جسده.
وذكرت المصادر أن الميليشيات استحدثت في ذمار، سجونا سرية، إلى جانب السجون الرسمية، أبرزها سجن الشونة في منطقة معبر، والسجن السري بكلية المجتمع، وسجن مستوصف عيشان، وكلها - بحسب المصادر - بعيدة عن الأنظار، ويقتصر دخولها على عناصر الجماعة المختصين في أعمال التعذيب والتحقيق مع المختطفين إليها.
وكثفت الميليشيات الحوثية من عمليات الاعتقال ودهم المنازل، في محافظات إب وذمار وحجة، حيث أفادت مصادر محلية وناشطون حقوقيون بأن عناصر الجماعة اعتقلوا العشرات، في حملات دهم في مديريات القفر والعدين في محافظة إب، جراء رفض السكان الالتحاق بالقتال في صفوف الجماعة.
كما أكدت مصادر محلية قيام الميليشيات بتفجير ثلاثة منازل في مديرية عتمة غربي ذمار، وإحراق مزرعة مواطن، على خلفية رفض الأهالي الرضوخ لانتهاكات الميليشيات والسكوت عن استفزازاتها بحقهم.
وتواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية لليوم الثالث على التوالي حصار قرية القدم بمديرية عتمة بمحافظة ذمار، وتمنع أي شخص أو جهة الدخول إلى القرية، إضافة إلى منع المواطنين الخروج من منازلهم.
وقال المركز الإعلامي لمقاومة ذمار، التابع للشرعية: «تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية فرض حصارها الخانق على أبناء قرية القدم بمديرية عتمة لليوم الثالث على التوالي، ومواصلة بذلك حملة اختطافاتها التي تشنها على أبناء القرية».
وأضافت أن «عناصر الميليشيات الحوثية منتشرون في كل مداخل القرية ومتمركزون في مرتفعاتها وتفرض على الأهالي حصاراً خانقاً، مانعة أي شخص أو جهة الدخول إلى القرية، ومانعة المواطنين الخروج من منازلهم، وتطلق النار على من يحاول الخروج من منزله ومطاردته واقتحام منزله واختطافه ونقله إلى جهة مجهولة».
وذكر المركز، طبقا لمصادر محلية، أن «أكثر من 40 مواطنا من أبناء القرية بينهم أطفال دون سن العاشرة من العمر ومسنون تفوق أعمارهم 80 عاما، تم اختطافهم خلال الثلاثة الأيام الماضية بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها وترويع الأطفال والنساء».
وناشد الأهالي المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية ووسائل الإعلام، الالتفات إلى ما ترتكبه ميليشيات الحوثي من جرائم وحشية بحقهم، وما تمارسه من إرهاب ممنهج، وحصار عليهم لليوم الثالث على التوالي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».