يمنيون يفرون من زبيد خشية اتخاذهم دروعاً بشرية حوثية

TT

يمنيون يفرون من زبيد خشية اتخاذهم دروعاً بشرية حوثية

مع مواصلة المعارك بين المقاومة اليمنية المشتركة، من القوات المشتركة، وميليشيات الحوثي الانقلابية جنوب الحديدة الساحلية باتجاه مدينة زبيد الأثرية بعد تحرير مديرية التحيتا وانضمام الآلاف من أبناء تهامة إلى صفوف المقاومة المشتركة لاستكمال تحرير الساحل الغربي، كثفت ميليشيات الحوثي الانقلابية من الدفع بتعزيزاتها العسكرية إلى مديرية زبيد وحفر الخنادق ووضع المتاريس الترابية والألغام في الطرقات ومداخل المديرية وبين الأحياء السكنية، ما تسبب في عملية نزوح الأهالي من المدينة التي انتشرت فيها ميليشيات الانقلاب بشكل أكبر مما كانت عليه، طبقاً لما أكده سكان محليون في المدينة لـ«الشرق الأوسط».
وقال السكان إنه «مع اقتراب قوات الجيش الوطني من تخوم المدينة واشتداد القصف العنيف بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية، خصوصاً في الضواحي الغربية من المدينة، نزح كثير من السكان خوفاً على حياتهم ومن وضعهم ميليشيات الانقلاب دروعاً بشرية لقوات المقاومة اليمنية المشتركة، علاوة على حفر المتاريس والخنادق».
ومن جانبه، قال المركز الإعلامي لألوية العمالقة: «تقوم ألوية العمالقة بالتزامن مع تمشيطها لمدينة التحيتا بتتبع فلول الميليشيات الحوثية التي تقوم بتقديم تعزيزات عسكرية ضخمة نحو مدينة زبيد التاريخية»، وإن «الميليشيات الانقلابية نصبت أسلحة ثقيلة وعدداً من قناصتها في المواقع الأثرية، علاوة على زراعة الألغام في مداخل المدينة التاريخية وبجوار المعالم الأثرية والتاريخية في عملية اعتداء صارخ على تاريخ وتراث اليمن وحضارته».
وأكدت ألوية العمالقة في بيان لها على صفحتها الخاصة بالتواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية قصفت صاروخاً باليستياً على ساحل مدينة الخوخة الساحل الغربي، وأصيبت فتاة تدعى سليمة إبراهيم بشظايا الصاروخ حيث تم إسعافها إلى مستشفى المخا لتتلقى العلاج اللازم». كما تعدى ضرر تناثر شظايا الصاروخ إلى زوارق الصيادين حيث خُرق قاربان بخروق كثيرة تجعلهما غير صالحين لدخول البحر، وتكسرت أشرعة بعض القوارب، كما «وصلت الشظايا إلى بعض المنازل المجاورة للساحل، حيث تقع منازل الأهالي على مقربة كبيرة منه».
وذكرت أن ميليشيات الحوثي الانقلابية قصفت منزلاً في مدينة التحيتا بقذيفة هاون، ما أدى إلى وفاة الشابة خلود «وأصيبت أختها وأعمامها بجروح».
إلى ذلك، قال قائد محور صعدة العميد ركن عبيد الأثلة، إن معركة تحرير محافظة صعدة مستمرة، وإن قوات الجيش الوطني تواصل التقدم في كل الجبهات، وسط انهيارات واسعة في صفوف ميليشيا الحوثي الانقلابية.
ونقل موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبر.نت»، عن الأثلة تأكيده أن «قوات الجيش الوطني تواصل التقدم في الجبهات الشمالية والشرقية والغربية لمحافظة صعدة، بإسناد جوّي وبري من قوات التحالف»، وأن «مقاتلات التحالف تمكنت فجر الجمعة، من تدمير منصة إطلاق صواريخ لميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية سحار، كانت تتخذها لإطلاق الصواريخ واستهداف أراضي المملكة العربية السعودية».
وشنت مقاتلات التحالف العربي منذ ساعات فجر أول من أمس، أكثر من 20 غارة جوية استهدفت تجمعات وتعزيزات للميليشيا الحوثية في مناطق القد، وآل علي، وبني صياح، بمديرية رازح، إضافة إلى أكثر من 5 غارات جوية استهدفت تجمعات ومواقع للميليشيا الحوثية في منطقة الملاحيط، بمديرية الظاهر.
وذكر العميد الأثلة أن «قوات الجيش الوطني استحدثت جبهات جديدة في عدة مديريات بصعدة لتسهيل عملية تحريرها، مع مراعاة سلامة المواطنين الذين تستخدمهم الميليشيا الحوثية دروعاً بشرية، بعد أن فشلت في منع تقدم الجيش الوطني عبر شبكات الألغام الأرضية»، موضحاً أن مدفعية الجيش ولأول مرة، بدأت تدك مواقع الميليشيا الحوثية في منطقة مران، ومنها مواقع جبل جميمة، القريب من ضريح الصريع، حسين بدر الدين الحوثي مؤسس الجماعة الإرهابية.
تزامن ذلك مع اشتداد المعارك العنيفة في الجبهة الغربية بتعز، حيث تركزت أعنف المعارك في جبل العويد والحريقة والمضابي والنبيع بمديرية مقبنة، عقب محاولة الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش الوطني الذي أجبرها على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى من صفوف الانقلابيين.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

تزامناً مع الاستعداد لزيارة وفد من جامعة الدول العربية إلى دمشق خلال أيام، أثيرت تساؤلات بشأن ما إذا كان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع سيشغل مقعد بلاده في اجتماعات الجامعة المقبلة.

وأعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في تصريحات متلفزة مساء الأحد، أنه «سيزور العاصمة السورية دمشق خلال أيام على رأس وفد من الأمانة العامة للجامعة لعقد لقاءات من الإدارة السورية الجديدة وأطراف أخرى؛ بهدف إعداد تقرير يقدم للأمين العام، أحمد أبو الغيط، وللدول الأعضاء بشأن طبيعة التغيرات في سوريا».

وكانت «الشرق الأوسط» كشفت قبل أيام عن عزم وفد من الجامعة على زيارة دمشق بهدف «فتح قناة اتصال مع السلطات الجديدة، والاستماع لرؤيتها»، وفقاً لما صرح به مصدر دبلوماسي عربي مطلع آنذاك.

وخلال تصريحاته، عبر شاشة «القاهرة والناس»، أوضح زكي أنه «قبل نحو ثلاثة أيام تواصلت الجامعة العربية مع الإدارة السورية الجديدة لترتيب الزيارة المرتقبة».

وبينما أشار زكي إلى أن البعض قد يرى أن الجامعة العربية تأخرت في التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، أكد أن «الجامعة ليست غائبة عن دمشق، وإنما تتخذ مواقفها بناءً على قياس مواقف جميع الدول الأعضاء»، لافتاً إلى أنه «منذ سقوط نظام بشار الأسد لم يحدث سوى اجتماع واحد للجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا منتصف الشهر الماضي».

وأوضح الأمين العام المساعد أن «الجامعة العربية طلبت بعد ذلك بأسبوع اجتماعاً مع الإدارة السورية الجديدة»، وقال: «نقدّر الضغط الكبير على الإدارة الجديدة، وربما عدم وجود خبرات أو أفكار كافية لملاحقة مثل هذه الطلبات».

وعقدت لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا اجتماعاً بمدينة العقبة الأردنية، في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أكدت خلاله الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الانتقالية.

وحول الهدف من الزيارة، قال زكي: «هناك دول عربية تواصلت مع الإدارة الجديدة، لكن باقي أعضاء الجامعة الـ22 من حقهم معرفة وفهم ما يحدث، لا سيما أنه ليس لدى الجميع القدرة أو الرغبة في التواصل». وأضاف أن «الزيارة أيضاً ستتيح الفرصة للجانب السوري لطرح رؤيته للوضع الحالي والمستقبل».

ولن تقتصر زيارة وفد الجامعة إلى سوريا على لقاء الإدارة الجديدة، بل ستمتد لأطراف أخرى فصَّلها زكي بقوله: «سنلتقي أي أطراف من المجتمع المدني والقيادات الدينية والسياسية». لكنه في الوقت نفسه نفى إمكانية لقاء «قسد»، وقال «(قسد) وضعها مختلف، كما أنها بعيدة عن العاصمة، حيث ستقتصر الزيارة على دمشق».

ومنذ إطاحة نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والمجتمع الدولي. وفي هذا السياق، تواصلت دول عربية عدة مع الإدارة الجديدة، سواء عبر زيارات رسمية أو وفود برلمانية واستخباراتية أو اتصالات هاتفية.

وهو ما وصفه رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور محمد عز العرب، بـ«الانفتاح العربي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني للسعودية أولى محطاته الخارجية يعدّ تأكيداً على رغبة دمشق في تعميق علاقتها العربية، لا سيما مع حاجتها إلى دعمها من أجل رفع العقوبات عن البلاد وإعادة إعمارها».

وأكد عز العرب أن «زيارة وفد الجامعة العربية المرتقبة إلى دمشق ستعمّق العلاقات العربية - السورية، في سياق انفتاح متبادل بين الجانبين».

واتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد يوسف أحمد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجامعة العربية تتحرك بما يتلاءم مع توجهات أعضائها أو على الأقل الدول الوازنة فيها».

هذا الانفتاح العربي يأتي إيماناً بأن «سوريا دولة كبيرة ومهمة»، بحسب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الذي قال: «سوريا تحتاج إلى كل الدعم العربي السياسي والمادي»، مضيفاً: «قد يكون الوضع غير مرضٍ للبعض، ويمكن تفهم هذا، لكن الشأن السوري أمر مرتبط بالسوريين أنفسهم إلى أن يبدأ في التأثير على دول قريبة».

وأضاف: «سوريا تمر بمرحلة جديدة، لكتابة التاريخ بأيدي مواطنيها، وعلى الدول العربية مدّ يد العون لها».

وبشأن شغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة، قال زكي إن «القرار بيد الدول العربية وليس الأمانة العامة»، موضحاً أنه «لو كانت سوريا غير ممثلة ومقعدها شاغر كان من الممكن بحث عودتها الآن وربما وضع بعض المطالب لتحقيق ذلك».

وأضاف: «الواقع يقول إن سوريا موجودة في الجامعة وتشغل مقعدها، أما من يمثلها في هذا المقعد فهو أمر سوري في الأساس. عند تغيير الحكم في أي دولة يمثل الحكم الجديد بلده في المنظمة». لكن زكي أشار في الوقت نفسه إلى أن «هناك أموراً تتعلق بتمثيل شخص معين للدولة، وهنا قد يكون الأمر مرتبطاً بمجلس الأمن، حيث إن هناك قرارات تخصّ التنظيم الذي يرأسه الشرع لا بد من التعامل معها بشكل سريع وسلس».

وقال: «سوريا دولة كبيرة وما يحدث لها يعني العرب، ونظام الحكم الحالي غير النمطي قد لا يسهل الانفتاح عليه، لكن في النهاية دولة بهذه التركيبة لا يمكن أن تترك من جانب العرب».

وأقرّ مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقد في القاهرة في 7 مايو (أيار) 2023 عودة سوريا لمقعدها بالجامعة، منهياً قراراً سابقاً بتعليق عضويتها صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، بعد 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي السوري، غسان يوسف، لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الحالية هي التي تقود العملية السياسية في سوريا، وهي سلطة الأمر الواقع، وأي اجتماع في الجامعة العربية سيحضره من يمثل هذه الإدارة لأنه ليس هناك بديل آخر الآن».

بينما أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن «شغل الشرع لمقعد بلاده يتطلب اعترافاً من الجامعة العربية بالإدارة الجديدة، فالتواصل الذي حدث حتى الآن لا يعني بالضرورة اعترافاً به». وأشار إلى أن «الأمر قد يرتبط أيضاً بقرارات مجلس الأمن بهذا الشأن وما إذا كان سيسقط تكييف (الإرهاب) عن (هيئة تحرير الشام)».

لكن أحمد أشار إلى أن «الانفتاح العربي الحالي قد يحل المسألة، لا سيما مع وجود سوابق تاريخيّة اعترفت فيها الجامعة بحكم انتقالي كما حدث في العراق عام 2003».

وفي سبتمبر (أيلول) عام 2003 أعلنت الجامعة العربية، عقب اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، الموافقة على شغل مجلس الحكم الانتقالي العراقي مقعد بلاده في الجامعة بصورة مؤقتة إلى حين قيام حكومة شرعية في بغداد.

وأعرب عز العرب عن اعتقاده أن «الفترة المقبلة ستشهد رفعاً للعقوبات الدولية عن سوريا، وتعزيزاً لشرعية الإدارة الجديدة».

وبينما أكد غسان يوسف أن «العقوبات لم ترفع عن سوريا حتى الآن»، أبدى تفاؤلاً بـ«إمكانية تغير الوضع مع عقد مؤتمر الحوار الوطني في سوريا الذي سيعطي مشروعية للحكومة».

وكانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف سابقاً باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت علاقتها به عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما أن قائدها أحمد الشرع، وكان وقتها يكنى «أبو محمد الجولاني» مدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.