تشكيل لجنة دولية للتعاون الرقمي للإفادة من التكنولوجيا

TT

تشكيل لجنة دولية للتعاون الرقمي للإفادة من التكنولوجيا

شكّل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لجنة رفيعة المستوى لا سابق لها للتعاون الرقمي تتألف من خبراء في التكنولوجيا بغية تعظيم الإفادة من تطبيقاتها بشكل أكثر فاعلية، وفي الوقت ذاته حماية مستخدميها من آثارها السلبية غير المرغوب فيها أو غير المتوقعة.
وخلال مؤتمر صحافي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، أعلن غوتيريش تشكيل هذه اللجنة التي ستترأسها المؤسِّسة المشاركة لمؤسسة «بيل وميليندا غيتس» الأميركية ميليندا غيتس، والرئيس التنفيذي لـ«مجموعة علي بابا» الصيني جاك ما، على أن تضم 20 عضواً من كل الأوساط الأكاديمية والصناعية والمجتمع المدني من كل أنحاء العالم، وبين هؤلاء وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الإماراتي محمد عبد الله القرقاوي، والمدير التنفيذي السابق لشركة «أيكان» الأميركية، فادي شحادة. وقال غوتيريش إن «التكنولوجيا لا تقف ساكنة، بل تتسارع التطورات. التطورات التكنولوجية الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي وسلسلة الكتل والروبوتات آخذة في الظهور كل يوم. في الوقت نفسه، بدأ العالم للتوّ في معالجة الجانب المظلم للابتكار، مثل تهديدات الأمن الإلكتروني، ومخاطر الحرب المعلوماتية، وتضخيم خطاب الكراهية، وانتهاكات الخصوصية. كمجتمع عالمي، نواجه أسئلة حول الأمن والإنصاف والأخلاق وحقوق الإنسان في العصر الرقمي. إننا بحاجة إلى اغتنام إمكانات التكنولوجيا مع الحماية ضد مخاطرها وعواقبها غير المقصودة».
ويأتي تشكيل اللجنة بعد نحو عام من المشاورات التي أجراها فريق الأمين العام للأمم المتحدة مع أكثر من 120 دولة عضواً والشركات والمجتمع المدني. وأوضح عضو اللجنة السفير الهندي لدى الأمم المتحدة في جنيف أمانديب جيل، أن «الأمين العام يريد تجنب النهج التنافسي للقضايا الرقمية التي تؤثر في الوقت الحالي على المناقشات حول التجارة والبيانات والأمن»، مضيفاً أن «هذه الروح التنافسية وتلك العقلية يمكن أن تسود في هذا المجال وتعوق إمكانات التكنولوجيا للمساهمة في تحقيق أهداف جدول أعمال 2030 بشأن التنمية المستدامة».
وعن التأثير المتزايد للتكنولوجيات الرقمية في الحياة اليومية للناس، أشار إلى تنامي الشعور بأن هذا الأمر يجب أن يعالَج بشكل عاجل، مؤكداً أن «الوقت قد حان لكي يأخذ شخص ما في هذا المستوى زمام المبادرة لبدء مناقشة حول السياسة العالمية تجاه العالم الرقمي المتزايد الذي نعيش فيه».
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء اللجنة مرتين، الأولى في نيويورك في سبتمبر (أيلول) خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي سويسرا في يناير (كانون الثاني) المقبل، مما سيمنح اللجنة «فرصة التشاور مع العديد من وكالات الأمم المتحدة الموجودة بالفعل في المدينة السويسرية المعروفة بتخصصها في القضايا الرقمية»، وفقاً لما أوضحه جيل.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

شمال افريقيا لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.

أحمد يونس (كمبالا)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد قصف إسرائيلي على مستشفى الوفاء وسط الحرب بقطاع غزة (رويترز)

الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية على مستشفيات غزة قد تشكل جرائم حرب

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الثلاثاء) أن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مسعفون بالقرب من مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أرشيفية- أ.ف.ب)

تقرير أممي: مستشفيات غزة صارت «مصيدة للموت»

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مستشفى «الوفاء» حسب الدفاع المدني الفلسطيني وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» في مدينة غزة 29 ديسمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة: النظام الصحي في غزة «على شفير الانهيار التام»

خلص تقرير للأمم المتحدة نُشر الثلاثاء، إلى أن الضربات الإسرائيلية على المستشفيات أو قربها في قطاع غزة تركا النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على حافة الانهيار.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مونتينيغرو تسلم «دو كوون» مؤسس العملات الرقمية المشفرة إلى أميركا

مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
TT

مونتينيغرو تسلم «دو كوون» مؤسس العملات الرقمية المشفرة إلى أميركا

مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)

قامت جمهورية مونتينيغرو (الجبل الأسود)، اليوم الثلاثاء، بتسليم مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون «ملك العملات الرقمية المشفرة» إلى الولايات المتحدة، بعد القرار الذي اتخذته وزارة العدل في وقت سابق من الشهر الجاري بقبول طلب أميركي، ورفض طلب التسليم الكوري الجنوبي، حسبما قالت السلطات في الدولة الواقعة بمنطقة البلقان.

وقالت الشرطة إن ضباط المكتب المركزي الوطني للإنتربول في مونتينيغرو سلموا دو كوون، مؤسس شركة العملات المشفرة السنغافورية «تيرافورم لابس»، إلى ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) عند المعبر الحدودي بمطار بودجوريتشا.

وقال بيان للشرطة نقلته وكالة «أسوشييتد برس»: «اليوم، في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024، تم تسليمه (دو كوون) إلى سلطات إنفاذ القانون المختصة في الولايات المتحدة ورجال مكتب التحقيقات الاتحادي».

يذكر أنه بعد صراع قانوني طويل، تقدّمت كوريا الجنوبية، وطن كوون الأصلي، والولايات المتحدة بطلبين لتسليم كوون.

ويتهم الادعاء في كلا البلدين كوون بالاحتيال من بين تهم أخرى. وقد تم اعتقال كوون في مونتينيغرو في مارس (آذار) 2023.

ومؤخراً، قضت المحكمة العليا في مونتينيغرو بأن طلبي التسليم صحيحان من الناحية القانونية، الأمر الذي ترك لوزير العدل مهمة الاختيار بين البلدين طالبي التسليم.

وكان كوون قد أنشأ العملتين المشفرتين «تيرا» و«لونا» في سنغافورة. ومع ذلك، انهار نظام العملتين بشكل مدو في مايو (أيار) من العام الماضي، ما ترك المستثمرين «بلا شيء».

وتردد أن الإفلاس تسبب في خسائر بلغت 40 مليار دولار.

ثم اختفى كوون. وأصدر الإنتربول «منظمة الشرطة الجنائية الدولية» مذكرة اعتقال دولية بحقه في سبتمبر (أيلول).

وفي مارس 2023، تم اعتقال كوون وشريكه التجاري هون تشاند يون في بودجوريتشا، أثناء محاولتهما السفر إلى دبي بجوازي سفر مزورين من كوستاريكا.

وحُكم عليهما بالسجن في مونتينيغرو لعدة أشهر بتهمة تزوير وثائق، وفي وقت لاحق تم احتجازهما في انتظار تسليمهما.