رحيل رونالدو يفتح باب التساؤلات: هل أشعرته مصلحة الضرائب الإسبانية بالخزي؟

النجم البرتغالي وجد ملاذه في «السيدة العجوز» بعد رفض مورينيو عودته لمانشستر يونايتد

البعض رجح وجود خلافات عميقة بين رونالدو وبيريز أدت لرحيل الأول («الشرق الأوسط»)
البعض رجح وجود خلافات عميقة بين رونالدو وبيريز أدت لرحيل الأول («الشرق الأوسط»)
TT

رحيل رونالدو يفتح باب التساؤلات: هل أشعرته مصلحة الضرائب الإسبانية بالخزي؟

البعض رجح وجود خلافات عميقة بين رونالدو وبيريز أدت لرحيل الأول («الشرق الأوسط»)
البعض رجح وجود خلافات عميقة بين رونالدو وبيريز أدت لرحيل الأول («الشرق الأوسط»)

فتح رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد الإسباني الباب أمام الكثير من علامات الاستفهام عن الأسباب التي دفعت اللاعب للرحيل، وهو الأمر الذي يستند في الأساس على عاملين هما: مصلحة الضرائب الإسبانية والغرور الذي يتسم به هذا النجم الكبير.
وقال رونالدو في بيان وداعه للنادي الإسباني: «أعتقد أنه حانت لحظة بداية مرحلة جديدة في حياتي ولهذا طلبت من النادي أن يوافق على رحيلي، أشعر بالأسف لهذا الأمر وأطالب الجميع وخصوصا المتابعين لنا بأن يتفهموا موقفي».
وقضى رونالدو بين جدران ريال مدريد تسع سنوات من المجد، ولكن النهاية كانت مفاجئة، وهي النهاية التي لمح إليها اللاعب بنفسه في وقت غير متوقع على الإطلاق.
وكان ذلك في 26 مايو (أيار) الماضي، بعد لحظات فقط من فوزه باللقب الثالث له على التوالي مع ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا، وقال رونالدو آنذاك: «اللعب لريال مدريد كان شيئا جميلا».
وحتى ذلك الحين، لم يكن لدى ريال مدريد فكرة واضحة عن الشعور بالامتعاض الذي ينتاب رونالدو، أو على الأحرى كان يعلم أن كل ما يهم اللاعب هو التفاوض حول عقده الجديد وزيادة راتبه، ولكن يبدو أن الأمر لم يكن له علاقة بالنواحي المادية.
وقال أحد المصادر المقربة من فلورينتيو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد: «كريستيانو رونالدو سيرحل لأنه لا يرغب في اللعب في إسبانيا ولأنه لا يرغب في العيش في دولة يشعر فيها بأنه متهم من قبل مصلحة الضرائب، هل هذا بسبب شعوره بالخزي؟، ربما، وهناك أشياء أخرى أيضا». وعندما نطق رونالدو بتلك الكلمات عقب نهائي دوري أبطال أوروبا كان يدرك أن الاتهام بالتهرب الضريبي أمر لا رجعة فيه.
واتهم رونالدو بالتهرب من دفع 7.‏14 مليون يورو (7.‏16 مليون دولار) للضرائب عن أرباحه الناجمة عن استغلال حقوق الصورة، وكان ذلك وصمة شديدة القتامة في تاريخه الذي طالما كان يفتخر به إلى درجة الغرور.
وخلال مشاركته مع البرتغال في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا اطلع رونالدو على ما قالته الصحف الإسبانية عن هذه القضية.
وقالت بعض الصحف الإسبانية: «كريستيانو يقترح على مصلحة الضرائب قبوله بالحكم عليه بالحبس لعامين ودفع 8.‏18 مليون يورو كغرامة».
ولن تفضي هذه القضية بأي حال إلى الزج برونالدو في السجن، كونه لم يسبق له أن ارتكب مخالفة مشابهة في الماضي، وكان ذلك هو ما حدث تحديدا مع الأرجنتيني ليونيل ميسي.
ومن المنتظر أن يصدر الحكم قريبا في هذه القضية، ويرى الكثير من المتابعين أن ذلك سيكون على الأرجح مع مطلع الأسبوع المقبل. وأضاف المصدر المقرب من بيريز، قائلا: «هذا أمر مبالغ فيه بالنسبة للغرور الذي يتسم به اللاعب البرتغالي».
وعلم ريال مدريد بعد ذلك برغبة رونالدو في الرحيل من خلال وكيل أعماله، خورخي مينديز.
وأدرك النادي الملكي أن رونالدو يرغب في الرحيل عن إسبانيا على وجه الخصوص وأنه لا حيلة له أمام هذا الأمر، كما أن بيريز أصابه الكلل من النزاع القائم بينه وبين رونالدو حول رغبة الأخير في رفع راتبه للمرة الثانية في أقل من عامين.
وليس هذا وحسب، ولكن بالإضافة إلى ما سبق هناك غضب واستياء كبير يحمله بيريز للإسباني مينديز، الذي كان في فترة من الفترات ممثلا لعدد كبير من اللاعبين والمدربين الذين عملوا مع ريال مدريد، مثل أنخيل دي ماريا وفابيو كوينتراو وبيبي وخاميس رودريغيز وكريستيانو رونالدو وجوزيه مورينيو، وهم من لم يتبق منهم أحد داخل النادي المدريدي.
وتابع المصدر المقرب من بيريز، قائلا: «مينديز كان يرغب في مانشستر يونايتد ولكن مورينيو رفض تدريب كريستيانو رونالدو مرة أخرى».
وعمل رونالدو ومورينيو معا في ريال مدريد طوال ثلاث سنوات ولم يكونا يتحدثان مع بعضهما البعض بشكل كبير وكان مورينيو يلجأ إلى شخص أو لاعب آخر ليخبر النجم البرتغالي بما يريده.
وكان نادي باريس سان جيرمان الفرنسي أيضا ضمن أحلام مينديز، ولكنه حلم غير قابل للتحقيق، حيث يواجه النادي الباريسي بعض المشكلات مع قاعدة اللعب المالي النظيف بعد تعاقده مع نيمار وكيليان مبابي.
وعلى وجه التحديد، سيتعين على النادي الفرنسي خلال الفترة القليلة المقبلة أن يدفع 180 مليون يورو لموناكو ليتمم صفقة انتقال هذا اللاعب الأخير لصفوفه بشكل نهائي بعد أن لعب معه في الموسم الماضي على سبيل الإعارة.
ومع استبعاد بايرن ميونيخ الألماني لأسباب مادية وباعتبار ألمانيا وجهة غير جذابة، لم يبق لرونالدو سوى إيطاليا وتحديدا يوفنتوس، النادي الوحيد هناك الذي يمكنه أن يقدم عرضا لائقا للاعب.
وتعهد ريال مدريد، وتحديدا فلورينتينو بيريز لرونالدو بالسماح له بالرحيل عندما يرغب في ذلك، كما قبل العرض المالي الذي قدمه يوفنتوس وذلك لقناعته أن هذا هو أقصى ما يمكن للاعب أن يحصل عليه.
ولم يرغب النادي الملكي في اتخاذ موقف صلب من أجل عدم الدخول في نزاع مع اللاعب، وحتى يكون رحيله عن إسبانيا في إطار لائق، وفي نفس الوقت يستطيع المحافظة على علاقته بالنادي الإيطالي.
وبعيدا عن الأسباب التي دفعت رونالدو إلى الرحيل، قبل ريال مدريد ببيع اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبية في العامين الماضيين بسعر أقل من الذي دفعه برشلونة للحصول على خدمات اللاعب الفرنسي الصاعد عثماني ديمبلي، وهو من يبرز اسمه دائما بين البدلاء سواء في النادي الكتالوني أو في المنتخب الفرنسي، ويقارب السعر الذي دفعه مانشستر يونايتد لخطف باول بوجبا من يوفنتوس قبل عامين.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.