وقف استيراد الفاكهة الإسرائيلية رداً على منع تصدير بضائع غزة

تاجر ينقل صندوق ألعاب صينية الصنع إلى داخل محله في خان يونس (رويترز)
تاجر ينقل صندوق ألعاب صينية الصنع إلى داخل محله في خان يونس (رويترز)
TT

وقف استيراد الفاكهة الإسرائيلية رداً على منع تصدير بضائع غزة

تاجر ينقل صندوق ألعاب صينية الصنع إلى داخل محله في خان يونس (رويترز)
تاجر ينقل صندوق ألعاب صينية الصنع إلى داخل محله في خان يونس (رويترز)

قررت وزارة الزراعة الفلسطينية التابعة لحماس في قطاع غزة، أمس، منع استيراد الفاكهة التي يجري نقلها من الجانب الإسرائيلي إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، الذي أغلقته إسرائيل ومنعت استيراد أي من البضائع إلى غزة أو التصدير منها، باستثناء بعض المواد الغذائية والطبية والمحروقات.
وقال تحسين السقا مدير عام التسويق في الوزارة، إن قرار عدم استيراد الفواكه من إسرائيل جاء ردا على قرار حكومة إسرائيل، وإنه يهدف إلى الضغط على سلطات الاحتلال. مشيرا إلى أن قرار المنع الذي اتخذته، يشمل أنواع الفواكه كافة، التي تتوفر لها بدائل في السوق المحلية.
ولفت السقا إلى أن قرار الاحتلال منع التصدير سيتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين، الذين يعتمدون على التصدير للخارج. وبين أن الاحتلال منع إدخال المستلزمات والأدوية الزراعية، الأمر الذي يهدد الإنتاج الزراعي، لافتا إلى أن الوزارة تمتلك مخزونا منها، لكنه لا يكفي لفترة طويلة.
وأشار إلى أن وزارته أطلعت الأمم المتحدة على تداعيات القرار الإسرائيلي على المزارعين والتجار في غزة؛ داعية للضغط على الاحتلال للتراجع عن قراره.
وأعرب نيكولاي ميلادينوف، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، عن قلقه إزاء القرار الإسرائيلي بإغلاق معبر كرم أبو سالم مع قطاع غزة، وطالب الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن قرارها، داعيا حركة حماس إلى الهدوء على الحدود ووقف أي استفزازات.
وكانت السلطات الإسرائيلية منعت، منذ الثلاثاء الماضي، إدخال كثير من الأصناف التجارية والغذائية عبر المعبر، وتصدير أي من السلع، بهدف الضغط على حماس لوقف إطلاق الطائرات الورقية الحارقة. فيما اعتبرته حماس وفصائل مختلفة، تشديدا للحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 11 عاما.
واعتبر التلفزيون الإسرائيلي قرار وزارة الزراعة في غزة، عقابا للمزارعين الإسرائيليين. مشيرا إلى أن سوق غزة تستهلك كثيرا من الفاكهة الإسرائيلية، وخاصة الموز والمانجو والتفاح والبرتقال والعنب.
ويصدّر تجار قطاع غزة ما يزيد على 40 شاحنة يوميا، عبر المعبر إلى إسرائيل والضفة الغربية ودول أخرى. وشكل القرار الإسرائيلي صدمة للتجار الذين كانوا يعتقدون أن الأوضاع في غزة قد تتجه نحو الأفضل، في ظل الحديث عن حلول قريبة بدعم دولي، والحديث الإسرائيلي المتكرر، عن خطط للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة، والسماح لعمال ومزارعين من القطاع بالعمل داخل إسرائيل.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.