آيرلندا تنوي مقاطعة بضائع المستوطنات

حزب «فيانا فيل» يسهل تمرير قانون يجرم بالسجن الاتجار معها

آيرلندا تنوي مقاطعة بضائع المستوطنات
TT

آيرلندا تنوي مقاطعة بضائع المستوطنات

آيرلندا تنوي مقاطعة بضائع المستوطنات

تتجه آيرلندا إلى مقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي المحتلة منذ عام 1967، واعتبار التجارة مع هذه المستوطنات جريمة جنائية.
وقال نيال كولينز، وهو عضو في البرلمان الآيرلندي عن حزب «فيانا فيل»، لقناة «i24» الإسرائيلية إن «الحزب يؤيد بشكل مطلق، تحويل التجارة مع المستوطنات (الإسرائيلية) إلى جريمة جنائية».
وجاء حديث كولينز قبل ساعات من تصويت مفترض للبرلمان الآيرلندي بالقراءة الثانية، على مشروع القانون الذي يتعامل مع أي عملية استيراد أو تصدير للبضائع من المستوطنات الإسرائيلية وإليها، باعتبارها «جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن خمس سنوات، أو بغرامة مالية قدرها 250 ألف يورو».
وسمي المشروع باسم «قانون الأراضي المحتلة»، واقترحه النائب المستقل فرانسيس بلاك، وتمت مناقشته لأول مرة في يناير (كانون الثاني)، لكنه تأجل بناء على طلب الحكومة الآيرلندية بعد اعتراض إسرائيلي قوي.
ويثير القانون قلقاً كبيراً في إسرائيل التي حاولت إقناع الحكومة الآيرلندية بإحباطه، لكن إعلان حزب «فيانا فيل» الأسبوع الماضي، بأنه سيصوت لصالحه، شكل دعماً كبيراً لمؤيدي القانون وجعل تمريره سهلاً وفي المتناول.
وحاولت إسرائيل تخويف النواب الآيرلنديين بقانون حظر دخول أنصار المقاطعة إلى إسرائيل، لكن كولينز أكد أن القانون الإسرائيلي لن يردع المعارضة الرئيسية في آيرلندا، عن دعم القانون الذي يحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية.
وأضاف: «سأكون قلقاً من أن تحاول إسرائيل منع نائب أجنبي من الدخول إليها، لكن هذا ليس شيئا يمكن أن أتاجر به مقابل دعم القانون»، متابعاً: «حظر الدخول إلى إسرائيل لم يكن ولن يكون عاملاً في أي اعتبارات لحزب (فيانا فيل) بشأن دعم مشروع القانون».
وقال كولينز إن حزبه يرى في المشروع «تأكيداً على دعم وتضامن مع الفلسطينيين كأشخاص يعانون من خسارة بسبب احتلال للأراضي، وحرمان أصحاب الحق الطبيعي من هذه الأراضي».
وقارن كولينز الوضع القائم مع حالة حكم الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، عندما رفض العاملون في سلسلة محلات السوبر ماركت الآيرلندية «التعامل مع أي منتج أصله من جنوب أفريقيا، لإظهار الدعم والتعاون مع السكان السود».
والدعم البرلماني للمشروع يأتي على الرغم من معارضة الحكومة الآيرلندية لمشروع القانون.
وفي نقاش يناير، أدان وزير الخارجية الآيرلندي سيمون كوفيني سياسة المستوطنات الإسرائيلية، لكنه قال إن مشروع القانون له تأثير «استقطابي»، مشيرا إلى أنه يمكنه أن يكون «منفتحاً للاقتناع» مستقبلاً، إذا لم يكن هناك تقدم في عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية.
ورفض كولينز وصف مشروع القانون، كمشروع مقاطعة لإسرائيل، قائلاً إنه يشمل المستوطنات، و«يشمل شمال غربي قبرص التي تحتلها تركيا، والصحراء الغربية».
لكن إسرائيل انتقدت مشروع «قانون الأراضي المحتلة»، ووصفته بأنه «غير أخلاقي»، وأنه «يعزز الإرهاب».
وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشروع القانون، وادعى أن «الهدف منه هو دعم حركة المقاطعة والمس بدولة إسرائيل».
وآيرلندا ليست أول دولة تتوجه نحو مقاطعة بضائع المستوطنات، لكنها الأولى في الغرب التي ستتعامل مع الأمر باعتباره جريمة.
وفي نهاية عام 2015، أصدر الاتحاد الأوروبي مبادئ توجيهية، تنص على وسم البضائع المقبلة من المستوطنات في الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 إلى الأسواق الأوروبية، ليكون بإمكان المستهلك الأوروبي تمييزها، في إجراء رحب به الفلسطينيون وأغضب الإسرائيليين الذي وصفوه بالنفاق.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.