طائرات النظام تقصف مجموعات مرتبطة بـ«داعش» للمرة الأولى منذ 3 سنوات قرب الجولان

TT

طائرات النظام تقصف مجموعات مرتبطة بـ«داعش» للمرة الأولى منذ 3 سنوات قرب الجولان

قصفت طائرات النظام السوري يوم أمس الأربعاء للمرة الأولى من 3 سنوات مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش متمركزة عند حوض اليرموك وعلى مسافة أقل من 10 كلم من الحدود مع الجولان المحتل، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تنسيق روسي - إسرائيلي – سوري لإتمام هذه العملية. في وقت واصلت قوات النظام تمددها في ريف درعا الشمالي الغربي، بعد تفاهمات مع ممثلي 4 بلدات في المنطقة ومنها طفس، موسعة بذلك نطاق نفوذها لنحو 80 في المائة من مساحة محافظة درعا، لتتقلص سيطرة فصائل المعارضة لنحو 13.3 في المائة من مساحة المحافظة.
ومع اشتداد الحملة العسكرية على «جيش خالد بن الوليد» المبايع لـ«داعش» في حوض اليرموك سواء من قبل النظام السوري وروسيا أو من قبل فصائل المعارضة التي واصلت التصدي لمحاولة تمدده إلى المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها، أقدم التنظيم على اتخاذ أكثر من 30 ألف مدني كدروع بشرية مانعا إياهم من النزوح من مناطق سيطرته، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد عن انفجارات عديدة دوت في مناطق في القطاع الغربي من ريف درعا، ناجمة عن عمليات قصف من قبل الطائرات المروحية التابعة للنظام التي استهدفت بـ16 برميلا متفجرا مناطق في بلدتي بيت سحم وجلين الواقعتين تحت سيطرة «جيش خالد بن الوليد».
وأغارت الطائرات الحربية الروسية صباح الأربعاء على بلدة سحم الجولان التي يسيطر عليها التنظيم، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى هجوم مضاد شنه الأخير على بلدة حيط في الريف الجنوبي والتي وافقت الفصائل المعارضة التي تسيطر عليها على الانضمام إلى اتفاق وقف النار الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «المقاتلين المبايعين لـ(داعش) اقتحموا بلدة حيط وقاموا بتفجير سيارة مفخخة وتقدموا هناك كما قاموا بقصف بلدة زيزون المجاورة».
وكان «داعش» تبنى الثلاثاء تفجيرا انتحاريا وقع في زيزون وأسفر عن مقتل 14 مقاتلا في صفوف قوات النظام والمعارضة. وأعلن التنظيم مسؤوليته في رسائل بثها عبر وسائط على الإنترنت تضمنت للمرة الأولى إشارة إلى الجنوب السوري باعتباره «ولاية» له.
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام والعناصر المبايعين للتنظيم على مسافة لا تتجاوز عشرة كيلومترات من خط الهدنة مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وعلى بعد أربعة كيلومترات من الأردن. وبالتزامن، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة وعناصر «جيش خالد بن الوليد» على محاور في محيط بلدة حيط ومحاور أخرى بحوض اليرموك في القطاع الغربي من ريف درعا، في محاولة من المجموعة الموالية لـ«داعش» للتقدم وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في صفوف مقاتلي الفصائل، ومح4اولة توسعة سيطرتها التي تبلغ نحو 250 كلم مربع، بنسبة 6.6 في المائة من مساحة محافظة درعا.
ولم تمنع العمليات العسكرية التي يخوضها النظام والقوات الروسية بوجه «جيش خالد بن الوليد» من مواصلة المفاوضات مع فصائل المعارضة لضم مناطق إضافية لسيطرتهما في ريف درعا الغربي، بحيث أفيد عن أن سيارات للشرطة العسكرية دخلت إلى بلدة طفس بعد اتفاق «مصالحة» جرى بين فصائل وممثلي بلدة طفس من جهة، والجانب الروسي والنظام من جهة أخرى. وقال المرصد إنه سيتم تسليم السلاح الثقيل خلال الساعات أو الأيام المقبلة من قبل الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في المنطقة، ما سيسمح بقوات النظام من الوصول إلى تماس جديد مع «جيش خالد بن الوليد» بعد أن كانت تمتلك محوراً واحداً من جهة بلدة حيط عند الحدود السورية – الأردنية.
ويعتبر رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – انيجما» رياض قهوجي أن كل ما يحصل في درعا جزء من تفاهم دولي، إسرائيل جزء منه، على نشر قوات النظام على الحدود مع الأردن وفي الجنوب ككل، شرط أن تكون هذه القوات وحدها وغير مدعومة بميليشيات إيرانية، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن إسرائيل تراقب مراقبة شديدة القوات المتواجدة على حدودها وتحرص على التأكد من عدم تغلغل عناصر تابعة لطهران.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».