هدم سينما فاتن حمامة يثير جدلاً في مصر

أثار خبر هدم «سينما فاتن حمامة» في منطقة المنيل بالقاهرة، حالة من الجدل والانتقادات، بعد شروع ملاك العقار على هدمه بعدما أزالوا اسم «سيدة الشاشة العربية» من الواجهة. وانتقد رواد التواصل الاجتماعي والمهتمون بصناعة السينما، عملية الهدم وطالبوا بإيقافها والحفاظ على تاريخها، بينما رد عليهم أصحاب العقار بأن جميع أوراقهم سليمة وقانونية.
افتُتحت السينما التي أطلق عليها اسم فاتن حمامة بقرار جمهوري، في 29 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1984، بحضور سيدة الشاشة العربية ووزير الثقافة المصري آنذاك عبد الحميد رضوان، لتكون أول دار عرض سينمائي قطاع عام من الدرجة الأولى، يُطلق اسم أحد نجوم السينما المصرية عليها، تقديراً للفنانة القديرة التي رحلت في عام 2015. كما أثار خبر هدم السينما أيضاً، غضب قطاع كبير من السينمائيين، من بينهم المخرج مجدي أحمد علي، الذي تساءل عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، عن موقف الدولة من هدم «سينما فاتن حمامة»، وبخاصة بعد هدم الكثير من دور العرض السينمائية أو إغلاقها في الفترة الأخيرة، قائلاً «هل من سبيل لإنقاذ الذكريات ولحظات البهجة التي منحتها سينما فاتن حمامة لطفولتنا المغدورة؟».
يُشار إلى أن عدداً كبيراً من دور السينما قد أُغلق في الفترة الأخيرة، مثل، سينما «دوللي» في شبرا، و«فريد شوقي»، و«حديقة النصر»، و«كوزموز»، و«علي بابا»، و«هليوبوليس»، و«الكواكب»، و«حديقة الأهرام»، وغيرها. بينما ظلت «سينما فاتن حمامة» التي يزيد عمرها على 34 سنة، شاهدة على مرحلة مهمة من تاريخ الفن المصري، وتحظى باهتمام قطاع عريض من المواطنين من مختلف الفئات العمرية، حتى استيقظ أهالي المنطقة أول من أمس، على لافتة مُعلقة على واجهاتها تُفيد بالبدء في هدمها، واستبدالها ببرج سكني وتجاري ضخم، حسب روايات أهالي المنطقة.
وفي ذلك يقول حسني السيد، حارس «سينما فاتن حمامة» لـ«لشرق الأوسط»: «إن المبنى غير أثري أو تراثي كما يدعي البعض، ومملوك ملكية خاصة منذ فترة طويلة لأحد سكان منطقة المنيل». مشيراً إلى أن «عملية الهدم توقفت بالأمس من جانب الحي من دون أن نعلم الأسباب، قائلاً «أتى رجال الحي إلى المبنى بالأمس، وأخبروا العمال القائمين على عملية الهدم بالتوقف لحين إشعار آخر». موضحاً أن «جميع أوراق المبنى رسمية وقانونية، وقد صدر ترخيص بالهدم من جانب الحي، وعلقوا لافتة مكتوب عليها رقم الترخيص، وربما تسببت هذه اللافتة في إيقاف عملية الهدم».
يشار إلى أن «سينما فاتن حمامة»، تخضع لملكية خاصة. ووفق الخطابات الخاصة بالسينما، فإن شركة مصر للتوزيع ودور العرض السينمائي سلمت السينما بكامل الأرض والمباني والمنقولات والآلات والتجهيزات إلى ملاكها بتاريخ 1 يوليو (تموز) 2002، من دون أدنى مسؤولية أو التزامات على الشركة تجاه أي جهة حكومية أو غير حكومية، ومن دون أدنى مسؤولية على شركة الصوت والضوء التي خلفت شركة مصر التوزيع ودور العرض. وبناءً على هذه المستندات، قررت اللجنة الدائمة لحصر المنشآت في يناير (كانون الثاني) 2018، فإن مبنى «سينما فاتن حمامة»، ليس له قيمة معمارية أو عمرانية.
من جانبها، أكدت وزارة الثقافة المصرية وفقاً للخطابات السابقة الخاصة بالسينما، أن شركة مصر للتوزيع ودور العرض السينمائي المندمجة مع شركة مصر للصوت والضوء، كانت مستأجرة «سينما فاتن حمامة»، وسلمتها إلى ملاكها في يوليو 2002، بعد نهاية التعاقد المُبرم بين الشركة والمالك، وقد صدر أخيراً ترخيص الهدم مستوفياً جميع الإجراءات القانونية.
جدير ذكره، أن أول فيلم عُرض في «سينما فاتن حمامة»، كان «عندما يبكي الرجال» من بطولة فريد شوقي، ونور الشريف، وفاروق الفيشاوي، ومديحة كامل، وآخر فيلم عُرض على شاشتها كان فيلم «ريجاتا» بطولة عمرو سعد، وإلهام شاهين، ومحمود حميدة، وفتحي عبد الوهاب، ورانيا يوسف، وأحمد مالك، وذلك في عام 2015. وأُغلقت السينما في العام نفسه، بعد انتهاء فترة تعاقد الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي على استئجارها، وألصق ملاك السينما إعلاناً على واجهة دار العرض تُفيد بعرضها للبيع.
بدوره، قال العميد محمد زين، رئيس حي مصر القديمة، في تصريحات صحافية، إن «سينما فاتن حمامة» في المنيل، صدر لها بالفعل ترخيص هدم رقم 10 لسنة 2018، طبقاً للقانون 49 لسنة 1977، مشيراً إلى أن البعض يزعم أن مبنى السينما تابع للآثار أو ذو طراز معماري، وهذا غير صحيح، مضيفاً أن جهاز تفتيش البناء التابع لوزارة الإسكان أعطى ترخيص الهدم، كما أن لجنة من محافظة القاهرة فحصت الأوراق وتبين صحتها.